" الأمازيغي " عصيد خطر على الأمازيغية
ذ . كريم بنعلي
المعروف لدى العامة أن المدعو عصيد مناضل أمازيغي ، و هو فعا محسوب على التيار الأمازيغي بسوس لكنه في الحققيقة و الواقع أيضا عضو في حركة اليقضة والمواطنة وجمعية بيت الحكمة، وهما تنظيمين تابعين لحزب الأصالة والمعاصرة تترأسهما خديجة الرويسي عضوة المكتب السياسي لنفس الحزب والنائبة البرلمانية عنه، وهي التي ترأست جلسة منع الحديث بالأمازيغية في البرلمان المغربي لأقول أن الحرب التي أعلنها على القيم الدينية و الرموز الاسلامية ذات منطق سياسوي تخدم أجندات سياسية تابعة لحزب الصالة و المعاصرة الذي يحاول إظهار حكومة العدالة والتنمية ذات مرجعية " اسلامية " كحكومة فاشلة، لفتح المجال أمامه كي يظهر بمظهر المنقذ للشعب المغربي من أزماته الثقافية والسياسية والإقتصادية وغيرها ، و بالتالي تتم اقحام الأمازيغية في هذه الحرب القذرة وهي حرب بالوكالة لأن هذا الحزب يدرك خطورة و تبعات التعرض للقيم الدينية و نزع القدسية عن الثوابت الدينية ورموز الاسلام و هو يدرك تبعات استفزاز مشاعر المسلمين لذا عمد الى اقحام بعض الاعلاميين و بعض المحسوبين على التيار الأمازيغي ليبقى بعيدا عن لعنة المغاربة حين تمس عقيدتهم وقيمهم ، إذن فالناشط الأمازيغي يقحم الأمازيغية في حرب ليست حربها وهي كما أسلفنا حرب بالوكالة تخدم أجندات اخرى غير مصالح الأمازيغية و إذا لم ينتبه الأمازيغ الأحرار في هذا الوطن ستكون الأمازيغية الخاسر الأول لأن المسمى عصيد يجهل تماما ذهنية الشعب المغربي ، فتهمة سب النبي خطيرة اجتماعيا و سياسيا ، و الصاق هذه التهمة بتيار معين كافية ليحكم عليه بالاندحار ، و التاريخ الحديث شاهد على هذا أيام احتدام الصراع الفكري زمن التيارات الماركسية اللينينية التي كانت توصف من قبل الشعب المغربي بالملحدة حيث تم رفضها جملة و تفصيلا من قبل فئات عريضة من الشعب المغربي ...
إن اولويات الأمازيغ و الأمازيغية لا تكمن في فتح جبهات مع فئات من الشعب المغربي ولا في محاربة الدين ، لان الأمازيغية ليست دينا كما يحاول البعض أن ينزلها هذا المنزل ، فهي لسان و ثقافة و هوية سكان عاشوا في هذا الوطن و غيره ، لذا يجب أن نركز نحن الأمازيغ في معاركنا على هذا الثلاثي : اللسان أو اللغة و الثقافة الأمازيغية و الهوية ...
على الحركة الأمازيغية أن تجعل من أولوياتها طي صفحة الحقوق اللغوية والثقافية بشكل كلي، والمرور إلى ابراز الذات و وبالتالي إن كانت ثمة حروب سيدخل فيها الأمازيغ فيجب أن تكون ضد من يقف في وجه تحقيق هذه الحقوق.أما الدخول في معارك ضد الدين أو تيارات دينية فذا لا يأتي بأي نتيجة ايجابية . فلو سلمنا جدلا أننا حاربناهم أو ألقينا بهم في البحر فلن تكسب الأمازيغية شيئا و لن تحقق أهدافها ، بل ان استمر الأمازيغ في هذا العداء لكل ماهو ديني و مضوا في هذه المعارك الجانبية تكون الأمازيغية الخاسر الأول لخروج مناضليها عن الطريق الصحيح و يصبحوا خطرا عليها .
فليعلم عصيد و أمثاله هذه المقالة ...