تعالوا نعدم الشواذ يا شعب “البياعة”!
ذ.– رضا الموسوي
أيها الحاكم.. قل ماذا تريد منا؟
المغرب يا بلد الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.. إنها قوى التشرميل المخزنية ترتدي جبة الله.. رمضان لحظة تضخم الإيمان الزائف عند محترفي الاجرام طيلة شهور الله..
البارحة تصدى مجموعة أمييين في إنزكان- أكَادير لفتاتين بتنورتين وأشبعوهما ضربا وتجريحا وتقريعا.. كاد الأمر أن يصبح رجما لولا لطف الله.. جاء البوليس فقط ليعتقل الفتاتين ويطلق العنان لابناء الله في الارض ينفذون قضاء العدالة وتثبيت أركان الاخلاق في أرض الفساد المغربية..
اليوم يعيد حراس العفة والاخلاق الأمر بمدينة فاس.. شباب وعوام يخنقون شابا قالوا إنه شاذ جنسي.. وفي حملة الاحتجاج على ترخيص “أوباما” الامريكي لزواج المثليين ها هم حُجاب الله في المغرب أخذوا على عاتقهم إعادة العفة والطهارة الى شوارع وأحياء المغرب.. وبين التجمع أمام بيت في حي يعقوب المنصور بالرباط للتنديد بشذوذ أحد أبناء الحي هاهم فرسان الفضيلة يجمعون قواهم في فاس ويعلونها حربا بلا هوادة ضد الشواذ وضد العري وعما قريب سيعلوننها بلادا منقبة ومبرقعة..
إنها قوى التشرميل المخزنية ترتدي جبة الله..
في قمة التراجعات التي تعرفها الساحة السياسية الحقوقية..
في قلب التردي المعيشي واكتساح الفقر مساحات لم يصلها بعد..
في عز موسم الانتكاسات السياسية وتآكل مواسم بن كيران و عود المن والسلوى الانتخابية..
ذهاقنة بيت الطاعة يتفننون في تحريف قضايا الشعب.. يحيلون الهامش المجتمعي متنا ويخفون النص الأصلي، ومتن أوجاع الجماهير يرجعونها للخلف في لائحة اهتمامات الناس.. بهدف واحد.. إلهاء الناس بالتفاهات فيما حقوق الشعب تُنتهك كل حين..
فيما لا أحد يحاسب هؤلاء المسؤولين في حكومة العار عن كل هذه التراجعات وفي كل القطاعات..
أيها الحاكم.. إنجازكم التاريخي الوحيد أنكم أحلتم كل شبابنا إلى فيالق غش تزيف كل شيء.. لقد توفقتم أن جعلتم شعبنا فاسدا بامتياز.. فلا أحد يثق بأحد .. ولا أحد يثق في غد هذا الوطن.. صوت الأنا هي الطاغية.. شعب مخبرين وبياعة..
ما معنى أن تتخلى الدولة عن مسؤوليتها الأساسية في رعاية الأمن وتطبيق القانون؟
لقد استعاضت عن ذلك بأن توحي لبعض “شماكريتها” الملتحين في “جوطياتها” المترامية أن يحاصروا نساء الوطن وفتياتنه للتحرش بهن في حملة القهر الرمزي وتسييد عناوين التخلف.. وتركت مرتادي المساجد أن يأخذوا على عاتقهم تطبيق الشريعة في الشوارع وتصنيف الناس إلى مؤمنين وزنادقة وكفار في انتظار تسخينات تطبيق الحدود..
إننا أمام تطبيق حقيقي للجن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في السعودية.. إنها فيالق الموت تتحرك في شوارعنا.. إنها لعبة الموت ينهجها النظام لتشثيت هذا الشعب وضرب مقومات وحدته بقصد إفشال اي خطوة احتجاج كبرى على حالات القمع السياسي وتدهور الحالة الاقتصادية وحالات الفساد التي تعفنت بها قطاعات التعليم والصحة والعدل…
كل ذلك بدل أن يركز هذا الشعب في مساءلة الحكام عن ثروات البلاد ومَن يعبث بها؟
ألم يكن هناك شواذ في مكة والمدينة على حياة رسول الله؟ ألم تكن هناك عاهرات وبيوت دعارة؟ أم هي الفوضى الخلاقة التي تميز الاستثناء المغربي؟
تاريخ البغاء والغلمان في قصور الدولة الإسلامية تفيض به الكتب، فمتى صاغ الناس فيالق تطبيق الشريعة من داخل الدولة؟
نحن لسنا أمريكا فلا تخلطوا الأوراق.. لا أحد يقبل أو يعترف بهذا الشذوذ فلا تجعلوا منه قضية الناس الأولى..
فهل يجب أن نحصي كل الشواذ المغاربة؟ تعالوا نعرض كل الرجال من أكبر مسؤول إلى أصغرهم على كاشفات الشذوذ.. ولنستعد لتقبل النتائج ولنهيء حُفر الرجم؟ تعالوا نتابع ركب فتياتنا اللواتي تمت تعريتهن وأفخاذهن وخصورهن الممتلئة..
إنكم تصنعون شعبا متحرشا بشكل رسمي..
نحن نريد حرية سيدي الحاكم..
نحن نريد تعليما بمستوى طموحات وانتظارات من حرروا الوطن من الاستعمار الفرنسي..
نحن نريد مستشفيات تأوي مرضانا ونساءنا الحوامل اللواتي تضعن حملهن على أبواب المستشفيات وفي الطرقات..
نريد قضاء نزيها وعادلا لا رشوة فيه..
نريد ثرواتنا وبحارنا وجبالنا وسهولنا لنا نحن المغاربة وليس لفئة صغيرة من المترفين أممتها لحسابها..
نريد عدالة اجتماعية..
نريد صوتا لمن لا صوت له..
نريد إعلاما حرا يوصل صوت الناس وليس صوت غرف النار السوداء..
نريد مغربا بهواء جميل..
نريد مغربا بنسبة أوكسجين أفضل..
نريد أن نكون مواطنين وليس رعايا..
نريد أن نكون مغاربة حقا وليس أتباعا لأحد..
إنكم تلعبون بالنار.. إنكم تقتلون هذا الوطن..