قرار الحكومة العشوائي بمنع التنقل بين المدن يثير غضباً في المغرب
اثار قرار السلطات المغربية بمنع التنقل بين 8 مدن ابتداءً من منتصف ليلة أمس الأحد، بعد الارتفاع الكبير المسجل، خلال الأيام الأخيرة، في عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في العديد من مناطق المملكة، غضباً عارماً في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقه الإليكترونية ..
وتداول المعلقون صوراً ومقاطع فيديو لما سموه " ليلة الهروب الكبير"، بعد أن سارع آلاف المواطنين المغاربة إلى الالتحاق بأسرهم ومدنهم قبل حلول موعد الإغلاق.
وأثر قرار وزارتي الداخلية والصحة، مساء أمس الأحد، القاضي بوقف حركة التنقل من 8 مدن مغربية وإليها، في حركة النقل، سواء داخل المحطات الطرقية أو على مستوى الطرق السريعة.
وسُجلت حالة فوضى كبيرة والسرقة وحوادث سيرخلّفت خسائر مادية وبشرية، بعد أن وجد المئات من المواطنين أنفسهم يخوضون سباقاً ضد الساعة لبلوغ مدنهم، جرّاء قرار مفاجئ صدر قبل البدء في تنفيذه بخمس ساعات.
وفيما وجهت انتقادات حادة إلى قرار الحكومة المفاجئ، صبّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب جام غضبهم على حكومة سعد الدين العثماني، واصفين قرار منع التنقل بـ"الارتجالي"، محملين إياها مسؤولية حوادث السير التي وقعت والفوضى الناتجة من ذلك.
وكتب الصحافي المغربي، رشيد البلغيثي، الذي كان ضحية لحادثة سير في الطريق السيار الرابط بين مدينتي الدار البيضاء والرباط: "كل الأرواح التي أُزهقت أمس هي في عنق الحكومة التي حولت طرق الوطن إلى ساحات إعدام لم تنصب فيها المشانق، لكن رُمِيَ فيها الأبرياء بالسيارات كما يُرمى الانقلابيون بالرصاص".
وتابع: "بلاغ الحكومة، أمس، مضمونه، توقيته وفجائيته.. لم يُكتب على ورق، بل نُقش على سكين قطعت رقاباً وأسالت دماءً ما كان لها أن تهرق لولا إرجاف المرجفين. نتضرع إلى الله بالرحمة للموتى والشفاء للجرحى، وأمام عجزنا وقلة حيلتنا نقول لصاحب هذا البلاغ القاتل قول إسماعيل لإبراهيم: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنا إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ!".
المحلل السياسي المغربي، عبد الرحيم المنار السليمي، وصف في تدوينة له، قرار منع التنقل بين المدن الثماني بـ"المتسرع"، وقال:" في جملة واحدة قرار يوم أمس متسرع وغير محسوب، هناك وباء نعم ينبغي محاصرته، ولكن ليس بقرارات الساعة الأخيرة التي تخلق فوضى وسط الطرقات وفي المحطات في مناسبة عيد له دلالات دينية وسيكولوجية واقتصادية واجتماعية كبيرة".
وبرأي الناشط مصلح محمد، فإن "كل ما تتخذه الحكومة من قرارات قي الآونة الأخيرة بخصوص تدبير جائحة كورونا يتسم بالارتجالية وتغليب منطق التجارة لا الصحة".
وكتبت البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، ابتسام عزاوي، في حسابها الشخصي بموقع "فيسبوك": " صراحة، لا أفهم سبب عدم ترك فرصة زمنية معقولة للمواطنات وللمواطنين لتدبير أمورهم بعد إصدار قرار غلق عدد من المدن ومنع الدخول والخروج منها. من الصعب جداً أن يتلقى المواطنون القرار على الساعة السابعة مساء، وأن يكون تطبيقه ساري المفعول ابتداءً من منتصف الليل!".
وفي بيـــــــــان استنكـــــاري ، قال حزب الوحدة والديمقراطية “أن هذا القرار الاستفزازي – حتى وإن كان عن غير قصد- قد خلّف جوا من الفوضى العارمة بين المواطنين، والارتباك الخطير في صفوفهم، والاختناق الشديد في حركة السير والتنقل على مستوى الطرق الوطنية والسيارة”، إضافة إلى “أساليب النصب والاحتيال والاستغلال والاعتداء، مما تعرض له عدد من المواطنين على إثر الفتنة التي عمت في أوساطهم نتيجة ذلك، مما أثار غضبا شديدا وسُخطا عارما في ردود أفعالهم؛ خاصة وأن الكثيرين منهم من سكان المدن المذكورة ونواحيها قد وجدوا أنفسهم خارج هاته المدن لغرض من الأغراض الضرورية، كما أن البعض منهم قد حجزوا تذاكرهم من المكتب الوطني للسكك الحديدية، أو من شركات النقل المختلفة، للسفر قصد قضاء عطلة عيد الأضحى وصلة الرحم مع الأهل والأحباب ماداموا يتخذون من هذا العيد عطلتهم السنوية كما تعودوا على ذلك”.