حلم يتحقق ل "محمد الفزازي "بإلقاء خطبة الجمعة أمام الملك
ذ.أحمد ونناش
تحقق حلم" محمد الفزازي " يوم الجمعة الأخير ،بمسجد البطل الامازيغي طارق بن زياد بطنجة " اسم جميل لهذا المسجد ،الذي حمل نفس الاسم القائد الذي عبر نفس التراب ،مقتحما بلاد العلج لنشر الإسلام في صفوفهم ،والجهاد في سبيل الله . ولعل خطبة طارق بن زياد لم تختلف عن خطبة " محمد الفزازي " فالأول ذهب إلى الأندلس ،بعد أن خاض المرابطون معركتهم الشهيرة "الزلاقة " وتصدوا فيها لهجومات النصارى ببسالة ، ألقى في منطقة البوغاز خطبته الشهيرة ،التي مازال يتداولها الصغير والكبير ،والتي لم تقتصر عن مكان ولازمان ،" البحر أمامكم والعدو وراءكم ، فليس لكم إلا الصبر او الموت ....كل ذلك من أجل أمن وسلام هذا البلد الأمين ،باعتبار الامن نعمة من نعم الله "
نفس النعم ،هي التي تمنى ا"محمد الفزازي " أن يلقيها بين حضرة صاحب الجلالة ، عبر حسابه في المواقع الإجتماعية "فيسبوك"حينما تساءل " هل سأصلي يوما بصاحب الجلالة ؟
وفعلا استجاب له الله الدعاء ،في خطبته يوم الجمعة الأخيرة ،التي تداولتها مختلف وسائل الإعلام ،والذي اعتبرته حدثا غير مسبوق.
ومن بين ما قاله الفيزازي في خطبته ،"ما نعمة أعظم من نعمة أمن الإنسان ،على نفسه وعرضه وماله ووطنه "
كلمات لها أكثر من دلالة حسب المراقبين والمحللين ،واستطرد قائلا" ...إذ بالخوف والفتن ،لا يقوى الإنسان على الثبات على عقيدة ولا عبادة أو معاملة ..كلام رائع ،لأستاذنا الذي أحببناه قبل تفجيرات 28 مايو 2003 ،التي شهدتها مدينة الدار البيضاء ،والتي أدين فيها ب30 سنة سجنا ، ، قتل فيها أبرياء ،لم يسلم منها إقليم أزيلال ...كنا نتابع أستاذنا للغة الفرنسية ،وهو يرد ببسالة على أسئلة "فيصل القاسم الاستفزازية " في برنامجه الأسبوعي " الاتجاه المعاكس "
مع العلم أن محمد الفزازي ،أطلق سراحه بعفو ملكي ،وقد صرح بعده أن حركة 20 فبراير "يعود لها الفضل في ذلك ،وما عليها إلا أن تطهر صفوفها من المتشددين والإقصائيين حسب رأيه .
الخطبة التي دامت تقريبا 12 دقيقة ،والتي تطرق فيها كذلك إلى المبادرات الملكية والإنجازات التي حقتها مشاريع المغرب ..لتحقيق الرفاهية والإزهار لبلدنا الحبيب .
كلمات جاءت في الصميم ،لتطرقها ،إلى داء العصر ،وإلى نعمة الدنيا ،إنه الأمن ،نعم ونحن نشاهد معاناة إخواننا في فلسطين وسوريا والعراق والبلدان التي عصفت بها رياح التغيير ،نحو التفجيرات اليومية ،والسيارات المفخخة ،لا يهنأ معها بال ،وهذا ما صرح به الأشقاء في هذه البلدان ،والذين اتخذوا شوارعنا وغاباتنا ملاذا آمنا لهم ..ويحسدوننا على هذه النعمة ،لأن أعينهم لا تنام ،وهم ينتظرون ،إمطارهم بالقنابل والمتفجرات ..
طارق بن زياد الامازيغي ومن معه،استطاعوا أن يكونوا أول دولة أمازيغية مسلمة ،وحدت المغرب من جنوبه إلى شماله ،بل وحدت مدنا إسبانية بدء من "المرية" وصولا إلى "اشبيلية وغرناطة ومالقة "...استطاعت أن تعيد الأمن والاستقرار إلى هذه الرقعة الجغرافية ،لكن تلاشى مع ظهور الصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية ،وحدة تحولت إلى تفكك وضعف ،أوضاع استغلها الصقالبة ،هاجموا مدنهم ،وبدأت تتساقط الواحدة بعد الأخرى ،إلى أن قال عنهم الشاعر ،بعد أن بسطت الكنيسة نفوذها عليها ،ودمرت مساجدها،وحولتها إلى كنائس ،واغتصبت نساءها إلى أن قال :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ......إن كان في القلب إسلام وإيمان
نشكر أستاذنا على خطبته ،التي يعشق كل إنسان أن يسمعها ،وأن يتمتع بها في هذه الحياة ،في عالم كثر فيه الحديث عن الأمن والآمان..
فهل سيحدو باقي الخطباء حدوه؟