ازيلال : في ذكرى 103 لمعركة سيدي علي بن ابراهيم .. ندوة علمية، ومطالب بالكشف عن اسماء المقاومين المشاركين وانصاف منطقتهم
عبد العزيز المولوع
إحياءا لذاكرة معركة سيدي علي بن ابراهيم الشهيرة نظمت جمعية شرفاء الاطلس للتنمية القروية فعاليات الملتقى الوطني للمعركة التاريخية في محطته الثالثة تحت شعار :» دور الزوايا في خدمة القضايا الوطنية» بتعاون وشراكة مع مجلس جهة بني ملال خنيفرة و مختبر "التاريخ والمجال بالمغرب والعالم المتوسطي " كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببي ملال يوم السبت 30 ابريل 2016 بمقر الزاوية بجماعة بني عياط بإقليم ازيلال الذكرى 103 لمعركة سيدي علي بن ابراهيم الشهيرة بحضور كل من الكاتب العام لعمالة ازيلال و المندوب الجهوي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ورئيس المجلس العلمي لازيلال الى جانب عدد من المنتخبين والمسؤولين وفعاليات المجتمع المدني وأساتذة باحثين واكاديميين.
انطلقت اشغال الملتقى بايات بينات من الذكر الحكيم و الانصات للنشيد الوطني ثم تلاوة الفاتحة ترحما على شهداء المعركة ، بعد ذلك تناول الكلمة محمد البوعزاوي رئيس الجمعية الذي رحب بالحضور مستعرضا الجهود التي تضطلع بها الجمعية من أجل إماطة اللثام عن تاريخ المنطقة بهدف صيانة الذاكرة التاريخية المحلية، وإشاعة أطوارها في أوساط الناشئة والشباب والأجيال الصاعدة. مضيفا ان الاحتفال بهذه المعركة هذه السنة يصادف الذكرى 103 لهذه المحطة التاريخية في تاريخ مقاومة قبيلة بني عياط والقبائل المجاورة للاستعمار الفرنسي الذي عان الويلات من طرف مجاهدي المنطقة مؤكدا ان الزوايا بالمغرب أصبحت تضلع بالإضافة إلى دورها الديني والتحكيمي وتأصيل الموروث الثقافي، وانشغالها العميق بتخليق سلوكيات الفرد وتقويم اعوجاجه، وتطهير النفس من مختلف الشوائب..، بأدوار طلائعية تتجسد أصلا في الدفاع عن قضايا الوطن وعن وحدته الترابية و الدود بكل قوة عن تماسكه الاجتماعي من الغزو الفكري ، وهذا أمر طبيعي يقول المتحدث بحكم الصيرورة التاريخية التي اقتضت من شيوخ الزوايا تحيين أدوارهم وفق ما تطلبه المرحلة، مثلما كان في السابق حيث شاركت الزاوية سيدي علي بن إبراهيم في حشد همم المجاهدين والدعوة إلى الجهاد خصوصا عندما تعرض المغرب لخطر خارجي ، ومعركة الأيام الثلاثة من ابريل 1913( 27/28/29) التي تكبد فيها جيش فرنسا خسائر فادحة خير شاهد على ما نقول .
بعد ذلك تناول الكلمة المندوب الجهوي لاعضاء المقاومة وجيش التحرير الذي اكد أن إحياء الذكرى 103 مناسبة للوفاء لدماء الشرفاء والأبطال المجاهدين وكل المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتهدف أيضا لاستحضار روائع الكفاح الوطني الذي شهدته هذه الربوع من الوطن والتي كان أبناؤها واقفين وقفة رجل واحد للدفاع عن الثوابت والمقدسات.
واعتبر استحضار معركة سيدي علي بن ابراهيم بمثابة تخليد للبطولات والنضالات وتضحيات المجاهدين أبطال المقاومة الذين واجهوا المستعمر الذي كان يحاول السيطرة على المنطقة وإجبار أبناء المنطقة على الاستسلام عبر حشد قوات عسكرية مدججة بأحدث الأسلحة والعتاد المتطور، وتمكن أبناء القبائل على الرغم من ذلك من دحرهم بفضل إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وتشبتهم بتراب الوطن.
واستحضر كرونولوجية تاريخية لمختلف مراحل معركة سيدي علي بن ابراهيم مشيرا إلى شهادات الكتاب والضباط الفرنسيين حول مقاومي المنطقة الذين استطاعوا بفضل حنكتهم وقوة إيمانهم من مواجهة المستعمر بكل شراسة كبدته خسائر فادحة.
مدير الملتقى عبد العزيز رباحي اكد من جانبه أن منطقة بني عياط أنجبت أبناء بررة مقاومون لقنوا المستعمر دروسا في الوطنية والدفاع عن حوزته ، مبينا أن هذه المحطة هي مناسبة لاستحضار الأدوار الطلائعية التي تلعبها الزوايا في الدفاع عن الثوابت ، والمساهمة في استتباب الأمن الروحي والمادي بالبلاد.
بعد ذلك تناول الكلمة رئيس المجلس العلمي لازيلال الذي تطرق إلى الدور التاريخي للزوايا في الدفاع عن حوزة الوطن . حيث أشار إلى أن زاوية سيدي علي بن ابراهيم على غرار باقي زوايا المغرب ساهمت بشكل كبير في حشد كل مريدي الزاوية وأتباع الزاوية على المقاومة والجهاد من اجل مغرب حر .
وفي كلمته اكد رئيس المجلس الجماعي لبني عياط ابراهيم حسناوي أن منطقة سيدي علي بن إبراهيم شهدت منذ 100 سنة معركة خالدة في ذاكرة كل ساكنة المنطقة ، وأنه من خلال هذا الملتقى الوطني السنوي نستحضر المقاومة الشرسة في ربوع هذه الجبال والسهل والهضاب ، وأنه منذ ذلك الحين والساكنة تناضل من أجل وحدة الوطن وابنائه.
وجاءت مداخلات مجموعة من الباحثين لتكشف أهمية هذه الحقبة في تاريخ المغرب، وأهمية زاوية سيدي على بن إبراهيم التي اكتست شهرة واسعة بحكم تموقعها الجغرافي وما حظيت به من احترام سياسي بسبب دعمها لمسلسل الاسبة استقرار بالمغرب آنذاك ، ومساهمتها في نشر الوعي الديني بين القبائل الأمازيغية وبفعل أيضا كاريزما شيخ الزاوية نفسه وموقفه الصارم في مواجهة الاستعمار الغاشم .
وبناء عليه، أشاد المتدخلون (ذ مصطفى فرحات الذي أصدر مجموعة كتب عن المنطقة ، وذ : عادل علاوي و ذ: محمد العروصي و ذ:عبد العزيز ضعيفي..) بدور الندوة المعرفي حيث وصفوها بالمناسبة الهامة التي ترمي إلى التعريف بتاريخ المنطقة الجهادي وبأبطالها الأشاوس الذين واجهوا المدافع بالبندقية خلال مرحلة غزو تادلة من طرف المستعمر الفرنسي . وقد أجمعوا على أن معركة سيدي علي بن إبراهيم تعتبر وبدون شك حلقة تاريخية مهمة في تاريخ المغرب ، سجل فيها مجاهدو المنطقة معركة من اعنف المعارك ضد المستعمر الفرنسي إبان محاولته بسط سيطرته على كافة مناطق المغرب بشهادات فرنسية، وقالوا إن المنطقة وُصفت في كتب ومجلدات التاريخ الفرنسي نفسه بالنقطة الإستراتيجية نظرا لموقعها ومؤهلاتها كما جاء على لسان الكولونيل مانجان قائد الفرقة المتنقلة لتادلة الذي أصيب خلال هذه المعركة .
من جانبها شددت فعاليات محلية بلهجة قوية على ضرورة تجديد المطلب بتحديد اسماء المقاومين الذين شاركوا في هذه المعركة الخالدة ، وإدراج مقاومي ومقاومات معركة سيدي علي بن ابراهيم ضمن لائحة المقاومين المغاربة وتمتيعهم بحقوقهم كأضعف ما يمكن أن تقدمه المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير لحفدة المجاهدين واعترافا بتضحياتهم الغالية في سبيل الوطن.
وتخلل الحفل الذي حضره المئات من ساكنة المنطقة توزيع شواهد تقديرية على بعض المشاركين، ، كما تم بالمناسبة تنظيم معرض تضمن صور الملوك العلويين وعملات نقدية نظمه الاستاذ المهدي الطاهري .
جدير بالذكر إلى أن تخليد الذكرى 103 تواصلت فعالياته على مدى ثلاثة ايام عرفت الى جانب تنظيم الندوة العلمية ومعرض صور الملوك العلويين تمكين ضيوف الزاوية من اكتشاف المؤهلات السياحية والطبيعية للمنطقة بتنظيم جولة استطلاعية لاهم المعالم الاثرية والسياحية.