امال ساكنة المغرب العميق بازيلال تنتظر الزيارة الملكية واستعدادات مكثفة لانجاحها
عبد العزيز المولوع
مع كل زيارة ملكية ميمونة الى أقليم ازيلال ، تزداد الآمال و تنتعش المنا طق القروية الجبلية ، و تتحرك انتظارات الساكنة خصوصا من جيل الاستقلال و ما بعده من الذين أصبحوا شيوخا و كهولا و شبابا من أجل الدخول الى عصر التنمية البشرية الذي يبدو أن المنطقة ما يزال بينها و بينه مسافة بعيدة . و هو الورش الملكي الكبير و النقلة التاريخية الاستراتيجية التي تم تدشينها في أفق تحقيق العدالة الاجتماعية و تقوية روح الثقة وكرامة الانسان المغربي و الحد من مظاهر الاقصاء و الهشاشة على ما أراده صاحب الجلالة نصره الله حينما أعطى امره السامي بانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 ، أي منذ ما يزيد على عشر سنوات .
ذلك أن المؤشرات المتعلقة بالتنمية البشرية و التهيئة المجالية بمناطق المغرب العميق رغم المجهودات المبذولة خلال السنوات الاخيرة لاتزال بعيدة عن تحقيق التنمية المتوخاة لتحسين ظروف عيش ساكنة الجبل التي تئن تحت رحمة الفقر موازاة مع رصيدها التاريخي و الدور العلمي و الروحي و كذا النضالي و الوطني الذي اضطلعت به ، هذا فضلا عن الموقع الجغرافي الهام الذي يزخر بمؤهلات سياحية لم تعرف بعد طريقها للاستغلال الامثل ، و اعتبارا لمواردها المائية و مجمل المقدرات الطبيعية التي تزخر بها . مما يبوئ هذه المنطقة سيرا على نهجها في الماضي كي تستمر فضاءا لنشر الثقافة الأصيلة و صيانة المقدسات و رعايتها ،
و يبدو ان تنمية المنطقة اقتصاديا من خلال تعزيز تدخل القطاع التعاوني و آليات الاقتصاد الاجتماعي، مسألة حيوية تعد من جملة انتظارات الساكنة ، و أولوية أولى من شأن ذلك أن يساهم و لا شك في ايجاد البديل المعيشي للساكنة و محاربة الهشاشة و الفقر بأوساط الفئات المعدمة . كما ينتظر منه أن يساهم بدينامية في تنظيم الانتاج غير المهيكل بما فيه تنظيم صغار المنتجين في تعاونيات للرفع من دخلهم و ادماجهم في النسيج الاقتصادي لخوض غمار المنافسة ، و التخفيض من نسبة البطالة بإدماج النساء و الشباب في الحياة العملية من خلال تنظيمهم داخل تعاونيات توفر لهم منصب شغل قار في اطار التشغيل الذاتي .
كما أن من أولويات التنمية باقليم ازيلال ، التدخل من اجل الرفع من مستواها العمراني و ايجاد البنيات التحتية مع النهوض بقطاعي التعليم والصحة بالاقليم حيث الكارثة العظمى و تأهيل مجالها الاسكاني الذي يجعل منها فضاءا عمرانيا مؤهلا لجلب الاستثمارات السياحية ، و يمنع من الهجرة الداخلية نحو المدن .
ان انتظارات السكان بازيلال كمنطقة تاريخية تعاني من الهشاشة و الضعف بل و انعدام البنيات التحتية و غياب المخططات في مجال التعمير و التأهيل الاجتماعي و الاقتصادي لا تخرج عن الآفاق التنموية الواعدة التي فتحتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بفضل الارادة الملكية السامية ، و لا عن مجالات التدخل التي رسمتها لفائدة الانسان المغربي ، هذا الانسان سواء كان بمناطق ازيلال أو غيرها من ربوع الوطن العزيز يستحق كل عناية و تكريم ، إذ هو رأس المال الأساسي الذي يجب الاستثمار فيه ، بل ان الاستثمار فيه يعتبر استثمارا في مستقبل البلاد و عزها و تقدمها . فبعد تداول خبر زيارة الملك محمد سادس ،الى اقليم ازيلال، والتي ترتقب بالزيارة الملكية التي تحمل بعدا جهويا جديدا .حصلت عليها الجريدة، فإن الزيارة ستشمل عدة تدشينات، من بينها اعطاء الانطلاقة للبرنامج الوطني لمحاربة الفوارق الاجتماعية بالعالم القروي من جماعة واولى والذي خصص له اعتماد مالي يناهز 50 مليار درهم لدعم صندوق تنمية العالم القروي، إضافة إلى تدشين عدد من الطرق خصوصا فك العزلة عن ايت بلال وايت عباس وسيدي يولخلف والجماعات المجاورة وكذا تدشين قاعة مغطاة بازيلال واخرى بدمنات واعطاء الحجر الاساس لبناء دار الثقافة بمدينة دمنات ومشروع تزويد مدينة دمنات بالماء الصالح للشرب، كما تشمل الزيارة الوقوف على سير عمل المستشفى الميداني العسكري بواويزغت.
وتشهد جل جماعات اقليم ازيلال ، حركية و دينامية في الاشتغال والعمل المتواصل بين مختلف القطاعات تحت اشراف عامل الاقليم محمد العطفاوي .