اسبوع في اڭادير ( 4)
لحسن كوجلي
الجيفة لا يرتضيها سوى الحيوانات المفترسة، هكذا كنت احسب نفسي وانا اساير ايقاع الشطحات التي تخرج صيتها من نوافد السيارة. ربما كان لزميلي السائق كبت جنسي اراد ان يفرغه في تلك اللحظات التي يؤمن بعدم تكرارها ابدا. استوقفنا على بعد بضعة مئات من الامطار من الكورنيش، نزلت الفتاتان ضاربين معنا موعدا لا يزيد زمنه عن
الساعتين. دخلتا في زقاق راق يحوي مجموعة من الفنادق الفخمة. بعد اختفائهن نظرت مبتسما في وجه زميلي وجدته ازداد سوادا، يلهث كالدب الجائع، كان يؤمن بعودتهن بناء على ما اظهرنه من حسن التعامل. خلافا لشعور حسن، كان الموض يستهويني كثيرا لعدة اعتبارات، اولها اني لا اثيق في العاهرات ابدا، بتعلمي ابجديات
مقالبهن يوم كانت افورار عاصمة البغاء. ثانيها ان احساسي لم يكن يتملكه الرغبة الجنسية، اما خوفا من الامراض، واما بسبب غياب وكر آمن، لكن الاقرب الى الواقع هو ادراكي باني بلغت من الكبر عتيا، ومن العار ان اعود لدرب بصمت في حيطانه ذكريات مذلة لم ترقيني الى درجات استحق من خلالها ان اتوشح باسمى القلادات.
ذكريات مقيتة حين افتكرها وانا في هذا العمر اشعر بالياس، سيما وانا اعترف اني نمت مع نساء سمينات، ومع نساء نحيلات ومع امهات وباكرات، لكن للاسف اخرج بعد كل منهم اكثر بؤسا. بعد زوال كل رعشة جنسية، وفراق الحبيب، احس بعدهما بملائكة الرحمان تطاردني وتسجل علي اوسخ الملاحظات. بما انا الانسان سمي بهذا الاسم لانه ينسى، كان من الطبيعي ان ننزلق في متاهات مشينة رغم علمنا بذنوبها. لعل انتظاري صحبة صديقي للفتاتين كان في اطار الترويح عن النفس رغم ان الغية لا تبرر الوسيلة. بعد انتظار طويل اطلتا علينا بلباس شفاف
ومثير قد يخدر اكبر علماء الدين فيقعون في الخطيئة. العاهرات اللواتي كنت لهن زبونا من قبل، كن اقل مظهرا مما اراه في فتاتي الدار البيضاء، لم اقصد من ناحية الجمال او التواصل، انما في الشكل، اكيد انهن تعملن في مدرسة راقية وكسبن تجربة مع كبار القوم، مغابة واجانب. لما ركبنا السيارة وسكلنا طريق شاطئ تغازوت احسست بخوف
يهابني، وبضمير يوبخني، خشيت ان اقع في الرديلة بعد كل هذا العمر، وبما ساجيب ابني وسيم حين سيعانقني ويقول كيف كانت مهمتك يا بابا ؟ اما عن زوجتي ليلى فحتما ساكون مضطرا للكذب والمراوغة عندما يناموا الاطفال لنبقى سويا في فراشنا ملتصقين ونحن نناقش ايام غيابي في الوقت الذي كانت فيه عجلات السيارة تبتلع مسافات الطريق، كنت في المقابل انجز تقريرا سريا حول الهدف من الرحلة وسبب سقوط هاتين اللؤلؤتين في شباكنا بسهولة.
لم يهنأ لي بال حتى استخلصت ان مرادهما كان يختصر في البحت عن اغبياء يربحون منهم دون مقابل. استشعرت ذلك بعدما كنت اول ضحايا هذه الرحلة باقتنائي لهم علبة سيجارة من نوع " مارلبورو لايت " وانواع مختلفة من الفواكه. حسبت اننا سنكون شركاء في ذلك حين نصل الى تغازوت مفترشين الرمل منتحلين صفات المتحابين
نضيئ بها قلوبنا بالسعادة والانشراح سيما ونحن نعيش ضائقة نفسية بمفارقة الاهل. تغازوت في تلك الليلة العسوف كانت غير مؤهلة لما كنا نصبو اليه، بوجود كثير من " الشمكارة " المكبوتين الذين كنت اخشاهم لو نزلنا من السيارة ولمحوا صدور مرافقتينا العارية. الاكيد ان الامور لن تمر على مايرام. خلال عودتنا اهمست في ادن زميلي ان كان يريد ممارسة الجنس فاليجنب سيارته في احدى الفيافي ويقضي غرضه في صمت.