رأي في اللقاءات التشاورية حول المدرسة العمومية
ذ.أحمد ونناش
لايختلف إثنان حول الأزمة التي تعرفها المنظومة التربوية ،التي تنفرد فيها صناديق الاقتراع بحصة الأسد ،إذ تخضع لتوجهات سياسية حزبية ظرفية ،تنتهي بانتهاء الفترة المخصصة للانتخابات.كما أشار إلى ذلك خطاب 20غشت لصاحب الجلالة ، مزايدات سياسية ،تظهر من جديد لكسب رهان آخر مع الاستحقاقات القادمة ،دون وضع إستراتيجية بعيدة الأمد ،لبناء المواطن الذي نريده ،والذي يواكب التطورات العالمية ، لسد الطريق أمام الانتقادات الدولية ،التي صنفت المنظومة في المراتب الأخيرة .والتلاعب بمصير المتعلمين الأبرياء المنتمين إلى الطبقات الفقيرة .
ومن أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه ،رسم السيد "بالمختار" وزير التربية الوطنية وتكوين الأطر مسارا ،لإصلاح المنظومة ، رغم ماسبقه من "منتديات في هذا الشأن ،والتي انفردت فيها الوزارة ،بقرارها الفوقي ،دون إشراك القريبين من العملية التعليمية التعلمية ،والتي لا ُتسمع فيه إلا آهاتهم حول الأوضاع المزرية ،ورؤيتهم المستقبلية للمدرسة العمومية ،وكيفية إرجاع، هبتها السابقة.التي أصبحت محطة تنكيت في المقاهي والشوارع ،لتشويه سمعتها ،لإغراض سياسية رخصية ،لعب فيها الإعلام دوره،لخدمة أجندات معينة ...في الوقت الذي من واجبه الإشراك في عملية الإصلاح .وتلميع صورة العاملين في الحقل التربوي الذي هو جزء منه ...
ومن أجل ذلك جند السيد "بلمختار " جيشا من الإداريين والمفتشين والتقنيين وأساتذة ومجتمع مدني ونقابات ..قصد التشاور، لبلورة صيغ ومقترحات ،آملين أن تؤخذ بعين الاعتبار ،وإلا تكون كسابقاتها ،التي تهرات في رفوف الوزارة ،و التي أقصت اقتراحات القاعدة.
ومن بين المقترحات التي ستكون حاضرة على مائدة المشاورات :
_ تأهيل فضاء التعلم ،الذي اعتبره المجلس الأعلى للتعليم نفسه،من بين أسباب ضعف التمدرس ،وذلك بالاهتمام بالمدرسة العمومية ،وتأهيلها بالتجهيزات الضرورية ،والمعدات الديداكتيكية ،ومحاربة الاكتظاظ والأقسام المشتركة ،وتشجيع التلاميذ على الإبداع والابتكار، مع إدماج التكنولوجيات الحديثة.
_أما محيط المؤسسات التعليمية فهي أقل جاذبية ،فهي عبارة عن بقايا طالها التهميش ،في غياب وعي الشركاء ،وعلى رأسهم المجالس الجماعية ،الذي لا تُفعل بنود ميثاقها الجماعي ،الهادفة إلى الاهتمام بالمؤسسات التعليمية _،بل هناك من ينظر إليها نظرة سوداوية ،رافعين شعار "الناس أعداء لما جهلوا _"وتوفير الأمن في محيطها ،اطمئنانا لنفسية التلاميذ.
_لاشك أن اختيار البيداغوجيات الحديثة المناسبة لمحيط الطفل والوضعيات التعليمية ،وفق مشروع بيداغوجي ،هي الطريق الأمثل لتحقيق جودة التعلمات ،وإقرار كتاب موحد وطنيا ،وإلغاء التعدد في المقررات الدراسية.
_كما أن إرهاق التلميذ بالغلاف الزمني في المرحلة الابتدائية ،أخذابعامل السن، وُبعد المدرسة وكثرة المواد الدراسية ،من عوائق الوصول الى المنتوج الذي نريده ،إسوة بالدول المتقدمة ،التي لا يتجاوز الغلاف الزمني للحصص الأسبوعية 24 ساعة ،مع تخصيص فترة المساء للأنشطة الموازية ،بحيث يعتبر المسرح قنطرة للعملية التعليمية التعلمية، إضافة لأنشطة التربية البدنية والرياضية ،والمسابقات الثقافية التي يصقل فيها التلميذ مواهبه وتربي فيه الذوق السليم ،وتربيته على القيم الوطنية .وذلك بانفتاح المدرسة على فضائها الخارجي .بتوفير أخصائيين في هذه الجوانب .
_غياب الصحة المدرسية ،داخل المؤسسات التعليمية ،بتوفير على الأقل ممرض قار ،لفرز الحالات المرضية ،وعرضها على الطبيب المختص ،عوض انتظار التلاميذ في طابور في المستوصفات ،قد يضيع فيها التلميذ حصص الصباح بأكملها ،ناهيك عن تلك التي لا تعرق للصحة مكانا ،إلا في ملصقات الإشهار في إطار الشراكة مع وزارة الصحة العمومية ،
_مدرسة جذابة بطوابقها ،وحدائقها ،ومعداتها ،ومطعمها بمواصفاته ووجباته الكاملة ،التي تجعل التلميذ فاعلا فيه ،يساهم في تنظيمه وتنظيفه ،تربي فيه حب التعاون.والا تقتصر على العدس "وإسلمان " .
_وللحد من الهدر المدرسي ،يجب على الوزارة ،مساعدة التلاميذ على متابعة الدراسة ، في التخصصات المناسبة لميولاتهم ،وإرجاع الثقة للأسر ،بعد أن فقدوها في المدرسة العمومية ،بعد تكدس عاطلين في قاعة أكلهم ،وذلك بفتح آفاق الشغل.ووعي الشركاء بالدور المنوط بهم، تجاه المدرسة العمومية ولأبنائهم.
_كما لايختلف فيه اثنان ،عن ضرورة تحسين ظروف عمل رجال التعليم ،للانخراط الفعال في برنامج الإصلاح، وخلق التحفيزات ولتنافسية والإبداع في العمل التربوي.وأن ينطبق عليه رد وزير التعليم الياباني لأحد الصحفيين ،لما سأله عن سبب نجاح التكنولوجيا في بلاده أجاب :" أعطينا المعلم أجرة وزير ، وإجلال الإمبراطور ،وحصانة برلمانية ""
نتمنى أن تجد هذه الإقتراحات هذه المرة، آذانا صاغية ،وألا تخضع لمزايدات سياسية ضيقة ،يكون فيها التلميذ أولى ضحايا ها ،وأن ينخرط الجميع في هذا الورش الكبير ،لإيجاد الحلول الناجحة لنظامنا التعليمي ،وأن تجند لها الإعلام بكافة وسائله ،وليس ضربه من الخلف ،.ليواكب التطورات العالمية والبيداغوجيات الحديثة .
ام يقتثر الامر بسحابة عابرة