مرحبا بكم في موقع " أزيــلال24 "، جريدتكم المفضلة ـــ اتصلــوا بنا : /azilal24info@gmail.com. /         هروب معتقل مغربي من سيارة للشرطة الإسبانية             ملاعب المغرب تستقبل 9 مباريات ضمن التصفيات المؤهلة للمونديال             الأمن المغربي يكشف لأول مرة عن سيارته الذكية الجديدة.. هذه قدراتها وتقنياتها الهائلة             أزيلال :بحضور عامل الإقليم أسرة أمن أزيلال تحتفل بالذكرى الـ68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني...             أزيلال :الخيانة الزوجية تدفع زوج لإرتكاب جريمة قتل بشعة حيث انهى حياة عاشق زوجته بآيت عتاب             الفقيه بن صالح .. افتتاح الدائرة الأمنية الثانية بسوق السبت أولاد النمة             زيارتك تسرنا و هاتفك يزعجنا بقلم : محمد كرم             ما هو الانتصار الحقيقي بقلم : عبد اللطيف برادة             رئيس وزراء سلوفاكيا في "حالة حرجة" إثر تعرضه لمحاولة اغتيال             بعد 28 عاما من اختفائه.. العثور على شاب جزائري في منزل جاره             كلمة رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بأزيلال بمناسبة الذكرى 68لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني             في الصحراء..الماء هو الملك والظل هو الملكة!!             جمعيـة طـرب للثقافـة و الفـن/ بنـي ملال-و دارت الأيام - أم كلثوم            جمعية طرب للثقافة و الفن- بني ملال- انت عمري- أم كلثوم، أداء المطربة وصـال عصـام            شرط النجاح في المبارة             حكمة موجهة للإنتهازيين             ازيلال / المشردون بدون رحمة            كفاكم نهيقا ايها الحمير             الضغوط على حماس             الزلزال : البحث عن وزير             الزيادة قى كل شىء ...            الصداقة فريضة             اسعار المواد الغدائية بتلفزتنا الوطنية             الحديقة العمومية وجب الاحتفاظ عليها           
البحث بالموقع
 
صـــور غــير مألــوفـة

فوج شويا على راسك ...

 
صوت وصورة

كلمة رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بأزيلال بمناسبة الذكرى 68لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني


في الصحراء..الماء هو الملك والظل هو الملكة!!


جمعيـة طـرب للثقافـة و الفـن/ بنـي ملال-و دارت الأيام - أم كلثوم


جمعية طرب للثقافة و الفن- بني ملال- انت عمري- أم كلثوم، أداء المطربة وصـال عصـام

 
كاريكاتير و صورة

شرط النجاح في المبارة
 
الحوادث

حادثة سير تودي بحياة أستاذة


قلعة السراغنة/ تملالت .. حادثة سير مؤلمة تتسبب في وفاة شاب وزوجته

 
الوطنية

الأمن المغربي يكشف لأول مرة عن سيارته الذكية الجديدة.. هذه قدراتها وتقنياتها الهائلة


المغرب يستعيد 117 قطعة أحفورية يعود تاريخها إلى 400 مليون سنة


15 سنة سجنا لخمسة مسؤولين أمنيين بسبب صفقات مشبوهة


الغلوسي يدق ناقوس الخطر بسبب تنامي ظاهرة السماسرة والمبتزين باسم حقوق الانسان في المغرب


أمن أكادير يعتقل بطل فيديو دهس مواطنين والإصطدام بجدار بناية أمنية

 
الأخبار المحلية

أزيلال :بحضور عامل الإقليم أسرة أمن أزيلال تحتفل بالذكرى الـ68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني...


أزيلال :الخيانة الزوجية تدفع زوج لإرتكاب جريمة قتل بشعة حيث انهى حياة عاشق زوجته بآيت عتاب


المعطلون المجازون بأزيلال يستنكرون قمع وقفاتهم الاحتجاجية


أزيلال : المحكمة تقرر الرفع من عقوبة سائق "حافلة الموت"،من شهرين إلى سنتين حبسا نافذا.

 
الجهوية

الفقيه بن صالح .. افتتاح الدائرة الأمنية الثانية بسوق السبت أولاد النمة


بني ملال ...تقديم مختلف السيناريوهات المقترحة لربط بني ملال بشبكة السكك الحديدية الوطنية


مبديع يستقيل من البرلمان من داخل السجن في جلسة ترأسها أمينهُ العام

 
الرياضــــــــــــــــــــة

ملاعب المغرب تستقبل 9 مباريات ضمن التصفيات المؤهلة للمونديال


إعلان هام من الجامعة الملكية ... تحديد موعد لقاء المغرب وزامبيا في تصفيات المونديال


مبابي يعلن رحيله عن باريس سان جيرمان نهاية الموسم

 
إعلان
 
أدسنس
 
خدمة rss
 

»  rss الأخبار

 
 

»  rss صوت وصورة

 
 
 

القصة في القرآن بين الخلق والأخلاق // د زهير الخويلدي
 
أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 13 ماي 2019 الساعة 44 : 02


القصة في القرآن بين الخلق والأخلاق

 

 

 

د زهير الخويلدي

" كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"

                                          السيدة خديجة بنت خويلد

 

 

تمثل عملية تشكيل قصة متساوقة ومعقولة عن الخلق في القرآن صعوبة كبرى وتحديا بالغا إذا آخذنا بعين الاعتبار البنية المعقدة للنص القرآني وتواتر عدة روايات صادرة من مواقع مختلفة حول بدايات الكون.

تتمحور بنية الوحي حول كلمة القرآن التي وردت في سبعين مرة في الكتاب المقدس عند المسلمين وتم اشتقاقه من الفعل إقرأ والمصدر قراءة والتي تعني تلاوة وإجادة القول بعد حفظ وتمعن وتجويد عن تدبر.

ينقسم القرآن إلى مائة وأربعة عشر سورة وهي كلمة من أصل سريالي وتعني النص المكتوب أو الفصل ويمكن أن يختلف طول كل سورة حسب عدد الآيات التي تتكون منه وقد تبلغ سورة عدد من الصفحات وتصل إلى 286 آية وقد توجد صور صغيرة في نصف صفحة بعدد قليل من الآيات خمسة أو ستة فقط. وتعتبر التقسيمات في المصحف إلى سور وآيات وإسناد أسماء للسور وتقسيمها إلى مكية ومدنية من الأمور التالية على نزول الوحي على الرسول الأعظم وتواصل جمعها وتدوينها إلى حد القرن الخامس هجري وقام بها كتبة الوحي والقراء والعلماء والفقهاء والصحابة والتابعين من حفظة الوحي وأهل البيت.

جمالية النص القرآني تستمد من بنيته الشكلية وتركيبة الصور وترتيب الآيات المنجمة وبلاغة اللغة التي كتب بها والتسلسل المنطقي والترابط الدلالي والقوة الاقناعية والبناء الصوتي ومتانة الأسلوب السردي.

بيد أن المضمون الذي تحتوي عليه السور ملغز وعسير ويتطلب التأويل والتثبت والتدبير والتعمق في الفهم وذلك للفائض في المعنى الذي يتوفر عليه وللخصوبة في الدلالة التي يتشكل منه ولتطرق المقطع الصغير الواحد إلى العديد من المواضيع والكثير من الأحداث وتنوعها حسب الزمان وبالنسبة إلى المكان.

يمكن ملاحظة وجود شخصية محورية أو أكثر في كل سورة تدور عليها الأحداث التاريخية والقصص السردي بشكل منتظم وتتكرر نفس الشخصية في سور أخرى بصورة مختلفة وبطريقة مختصرة أحيانا.

لقد ترتب عن الطابع الاعجازي من الناحية اللغوية البيانية قيام قراءة متأنية وصبورة تتابع رحلة تشكل المعنى والسفر الوجودي الذي تنخرط فيها الشخصيات المحورية للخروج من التيه والظن نحو اليقين.

اللافت للنظر أن التفسير من خلال الكلمة والتأويل انطلاقا من الآية والفهم من خلال السورة مسارات في الطريق المفضي إلى المقاصد الكبرى والكليات العامة والغايات المطلقة التي يتضمنها الوحي القرآني ولكن التدبير السديد ينبني على التعامل مع الكتاب المقدس من زاوية  جدلية الأجزاء والكليات والسياق.

عندما يهتم الوحي بتاريخ شخصية معينة فإن منظورية الصورة السردية تتيح استخلاص العبر الخلقية.

من الواضح أن قصة الخلق في الوحي القرآني هي مثال ساطع عن هذه الخصائص التي يتميز بها الكتاب المقدس عند المسلمين عن الخطوط الكبرى للتكوين العالمي وبدء الخليقة الآدمية عند الأديان والمعتقدات.

بيد أن الأهم هو الوقوف عند التفاصيل والجزئيات التي ينفرد بها النص القرآني عن غيره وتمنحه الطابع الاعجازي والقيمة المعيارية المطلقة من حيث رمزيته وصلته بالدين القيم وتثمين البعد المنظور للخطاب.

يمكن للمرء تخطي الاعتقاد بوجود فراغات ومقاطع وانفصال في المكتوب بالبحث عن التناغم والترابط والوحدة على مستوى الأسلوب والشكل والمرور إلى تصور قصة الخلق كمصدر الاتساق في الوحي.

لقد بقي الخلق هو المصطلح الرئيسي الذي عبر به الله في المصحف عن لحظة البدء وقصة التكوين بدل الإنشاء والتشكيل والإحداث والصنع والخروج من العدم إلى الوجود وبدل التنظيم من الفوضى إلى النظام.

لقد شمل فعل الخلق منح الحياة لكل الكائنات وإدخال معظم أرجاء الكون في حير الكينونة وميدان التحقق ولقد اختص الله لنفسه فعل الخلق من خلال الأمر القطعي" كن فيكون" وإدخال الموجودات تحت قدرته. بهذا المعنى ارتبط فعل الخلق بالكلام الإلهي وتلازم الإرادة بالتقدير والانبثاق بالانبساط والفتق بالرتق.

من أجل البرهنة على قدرة الله اللاّمتناهية على الفعل والقول قامت ذاته العلية بإيجاد كل شيء وفق إرادته وأمره وتجسد ذلك من خلال قصة الخلق المذكور في القرآن من حيث الزمن والعدد والكيفية والعناصر وتوجد مراوحة بين أن يكون فعل الخلق تجربة وجودية في الزمان وأمر الهي ينتمي الى المطلق الأزلي.

لم يختلف فعل الكينونة "كُنْ" في الإسلام عن أفعال الكينونة في الديانات التوحيدية الأخرى التي تعبر عن وجود الأكوان بواسطة الكلام الأبدي حيث يتم المناداة على الأشياء بالقدوم إلى الحياة بصورة إعجازية.

لم يكن النص القرآني تعبيرا عن فكر ديني بكر يختلف بصورة جذرية عن التأثيرات الخارجية، فهو قد عكس الكثير من العناصر الاعتقادية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية وما يجاورها في بلاد الرافدين والشام وفلسطين والحبشة وفارس وبلاد النيل  فيما يتعلق بحزب الفضول وآثار الابراهمية واليهودية والمسيحية والصابئة والزرادشتية والمزكية والمانوية وبالتالي لم يكن مخلوقا بالرغم من تطرقه للخلق.

لقد ولد الإسلام وترعرع في وسط ثقافي وديني معقد جدا تلاقحت فيه الحضارات الكبرى وتفاعلت من خلال التجارة والتبادل بين بيزنطة وفارس كان كل واحد منها له ديانته الخاصة ولكنه نطق بلغة العرب.

أن يكون الوحي ملقى على الناس بواسطة النبي بلغته وهي لغتهم فتلك هي الواقعة التاريخية المهمة والتي لعبت دورا كبيرا في دخول العرب للشعوب التي تمتلك كتابا مقدسا وحملهم رسالة نشره للبشرية جمعاء.

هل تكمن ميزة الإسلام في العقائد والأركان التي حملها أم في اللغة العربية التي تم ترتيل الوحي بها؟

لقد حوّل الإسلام عن طريق النبي محمد ومن خلال القرآن والحديث الكلام العربي من لهجة محلية دارجة تستخدم في التجارة وفي التواصل الشفوي أثناء مواسم الصيد وأداء الطقوس والشعائر القبلية إلى لغة رسمية عالمية وجعل من مكة أهم ملتقى للناس في جزيرة العرب وأسس المدينة على أنقاض يثرب القديمة التي تم نعتها بأم القرى وكتب فيها الرسول الصحيفة وهي أهم نص دستوري يحدد العلاقات الشرعية بين مكونات الملة وصارت المركز الروحي الأبرز في الدولة الجديدة التي هيمنة على العالم بالفتح المبين.

لقد تم توحيد الأرض المقسمة بين القبائل والأقاليم باسم الإسلام وتحت راية القرآن بعد أن وقع توحيد الربوبية في السماء والقضاء على الآلهة المتعددة عند الأعراب في الديانات الجاهلية وتحطيم الأصنام.

غير أن تعايش الدين الجديد من المكونات الثقافية السابقة سواء داخل المحيط الجغرافي الذي انتشر فيه بداية من الحجاز واليمن أو في المساحة الممتدة إلى الشرق والشمال مع العناصر الثقافية الوافدة والمغايرة تثبت مرونته وقابليته لإعادة التشكيل في كل أرض يزورها وإمكانية توطينه الفعلي دون تعسف وإكراه.

لقد نظرة إلى العقائد المخالفة من زاوية السياسة والحرب وليس من زاوية العقيدة والإيمان وتعامل معها بذهنية متسامحة ومتفهمة إلى أبعد الحدود وترك لتباعيه حرية الاختيار والاعتقاد وسمح لهم بممارسة طقوسهم في أمان وضمن حماية الدولة الصاعدة ولقد جسد بذلك خيار الهوية المركبة على أرض الواقع.

بهذا المعنى يمثل الإسلام دينا عالميا تعود أسسه المتجذرة إلى ماضي ثقافي وديني بعيد يتجاوز العرب إلى حدود بعيدة تصل إلى إبراهيم ونوح وآدم وتتخطى الأطر الضيقة للقبائل العربية والشعوب المجاورة لها.

لقد تضمن دين الإسلام فلسفة سياسية في درجة أولى وفلسفة أخلاقية في درجة ثانية تجعلا من الإنسان في حاجة ما إلى النفوذ ويحترم السلطان وترتكز فلسفة الإسلام الأولى على نفي الإله المشخص ونفي الخلود.

بيد إن إعطاء الأخلاق مرتبة ثانية بالمقارنة مع السياسة قد جعل الفلاسفة في تناقض ومواجهة مع الفقهاء وعلماء الدين وخاصة الغزالي وفخر الرازي وابن حزم وابن تيمية الذين تم التعامل معهم كمفكرين دينيين يمنحون تعليما أخلاقيا ويحبذون التربية الدينية التي تعكس الإيمان والتقوى والنزعة الطهرية والصفاء.  لقد عملوا على تطوير جملة من المبادئ السلوكية والقواعد الأخلاقية المستنبطة من الدين وليس من العقل والتجربة والطبيعة وارتكزوا على المنابع الروحية والمصادر العقدية في إصدار الأحكام والتصورات.

دون التقليل من أهمية الدين وأصوله المتعالية يمكن الأخذ بعين الاعتبار الفوارق الهامة بين الصناعة الفلسفية من حيث هي بحث مرتكز على معطيات العقل البشري فحسب والهدف من علوم الدين الذي يتمثل في الدفاع على الإيمان وصدق الرسالة واثبات النبوة والبرهنة على وجود الله وخلود الروح واليوم الآخر.

لا يخفي علماء الدين إعجابهم بالحكمة المتأتية من القدماء والمنحدرة من الشرق والإغريق والمصريين والرومان ويبدي بعض الفلاسفة احترامهم لعدد من التعاليم الدينية التي لا تتناقض مع العقل والطبيعة وحرصوا على إدخال جملة من القضايا باعتبارها مسلمات ضرورية لتأسيس الأخلاق وتلاحم المجتمع.

لقد أقام جميع الفلاسفة دون استثناء علاقة مع الدين حسب القراءة التي قدموه له وتراوحت بين التوفيق والتفريق بين الحكمة والشريعة وبين التقديم والتأخير وبين المفاضلة والمنازلة وبين الفصل والوصل ولقد بدأ ذلك كل من الكندي والفارابي وابن سينا وأبي بكر الرازي وواصل التمشي ابن طفيل وابن باجة وابن رشد وابن عربي ومسكويه وإخوان الصفاء والطوسي وابن الهيثم وابن خلدون والبيروني والشيرازي.

لقد تم اعتبار الأنبياء والرسل أطباء للروح والحضارة وهداة للإنسانية نحو طريق الرشد والعمل الصالح ولكنهم في ذات الوقت حملوا على الجهل وحاربوا الخرافة والطقوس البالية وحطموا الأوثان والأصنام وبشروا برؤية جديدة للكون وأعادوا تعريف الإنسان وأوجدوا توازنا مرنا بين الفرد والأسرة والمجتمع.

لقد اعتبر المسلمون مدينة السماء هي المثال الذي ينبغي أن يتم تشييد مدينة الأرض على منواله وتعاملوا مع النبي بوصفه طبيب الأرواح والمرشد نحو النجاة بعد تخليصها من الذنوب والآثام وطالبوا بأن يكون الحاكم السياسي طبيب الأجسام وجالب الصحة والاعتدال بعد تركها المعاصي والكف عن إتباع الشهوات.

لم يكن الإسلام دينا قوميا للعرب فحسب بل كان دينا عالميا يخاطب كل إنسان وموجه للبشرية عامة ولكنه ساهم في توحيد العرب وتشكل الأمة الناطقة بلغة الضاد وتحويلها من مجموعة من القبائل والجماعات إلى مجتمعات منفتحة وهوية ذات مخزون رمزي وإرث ثقافي ثقيل ونواة سردية ايتيقية زاخرة بالقيم والدلالة.

لقد اقتضى توحيد كل العرب عن طريق رابطة واحدة هي الإسلام التعبير عنه بلغة حية تتخطى اللهجات المتداولة واللغات الميتة وتكون سلسة ومقبولة من كل الأفهام ومستساغة في الأذهان وتقشعر لها الأبدان.

لقد اندرج قبول الحدث القرآني ضمن إطار جمالية تلقي القول البياني والاحتفال بميلاد لغة الضاد في ثوب الدين الجديد وجاء التصديق الإيماني في سياق الفعل الكلامي واقترن الخطاب القرآني بالتفاعل اللساني.

صحيح أن اللسان العربي ينتمي إلى سلالة لغوية سامية عريقة تضم الكلدانية والآرامية والعبرية والحبشية ولكن النبي محمد حينما قرأ بها الوحي الرباني ومارس بها فعل تسمية الأشياء والأشخاص على نحو جديد أطلقها من عقالها وأرسلها عبر الآفاق لتجوب جميع البلدان وترسل أصوات الآذان وتتكلم بلسان الميزان.

لقد سكنت روح القرآن جسد العربية ونطق العربي بلسان الكوني واجتمع في شعاب مكة وجبالها الإنس على الهدي العظيم وسجد الشعر العربي للإعجاز القرآني وشهدت المدينة المنورة أكبر عملية تبادل لساني تعزف أنشودة الكون الكبرى وتنشد لحن الخلود ضمن سيمفونية تفيض بالقوة وتلوح بالمجد وتنشد الأبدية.

لقد اعتنى الخطاب القرآني بالمسألة القيمية وأعطى قيمة كبرى للعملية التربوية وأكد على أهمية الكدح والمحاولة والتعلق بالأمل والتغلب على اليأس والإحباط بالرغم من الضعف البشري وحالة الهشاشة التي يتكون منها الإنسان والتمزق بين القسم الجسماني والقسم الروحاني والتنافر الداخلي بين التعلق بالسماء والانشداد إلى الأرض الذي يهزه من الداخل ويدفعه دوما إلى الخارج ويجعله في حركتي تجاذب وتدافع.

يقر المنهج القرآني على المسلك الايتيقي الذي يمكن السير عليه للخروج من العصيان وبلوغ التوبة ويبين أن تاريخ البشرية هو تاريخ تدارك الضياع والاسترجاع بعد التلاشي والتذكر بعد الفقدان والاستبصار بعد الغفلة ويمنح النبي دورا مركزيا لقيادة البشرية للتخلص من الظلم إرساء العدل والحق والإحسان والحرية.

ان التطهير من الرجس على الصعيد الجمعي والمعالجة من الآثام على الصعيد الفردي هي عملية نفسية تشتغل عليها التربية والأخلاق من الناحية السلوكية وتنظمها السياسة والاقتصاد من جهة القانون والمال وتطلب التأليف بين احترام الواجبات والالتزام بالتكاليف والجمع بين استكمال الأفعال وتحقيق الأغراض.

جملة القول أن الأخلاق مركزية في الإسلام وأن الخطاب القرآني ما لبث يحث على القيام بالأفعال الحسنة والابتعاد عن الأفعال الضارة والالتزام بالقيم الكونية وتطبيق المبادئ التوجيهية الصالحة للوضعيات الخاصة وعزز الحديث الشريف هذا التوجه التصحيحي للسلوك البشري وتضمن الكثير من المأمورات في هذا الاتجاه التربوي وعمل على تنبيه الغافلين بضرورة الارتقاء بالبشرية عن حالة الطبيعة والتوحش.

يقول الله عزل وجل في سورة الجمعة، الآية الثانية: " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم "، وربما ترمز الأمية هنا الى الجهل والبداوة وتدل التلاوة والتزكية على التربية والأخلاق.  

إن خصائص الرؤية الأخلاقية في الإسلام تكمن في تجميل الوجود الاجتماعي واستحسان الكائن العلائقي واعتبار الوجود الدنيوي هو غاية الفعل العقلاني والمسلكية الخيرة هي الحياة السعيدة بمقتضى الفضيلة. لكن لماذا مثلت الفضيلة على المستوى الأخلاقي والعدل على المستوى السياسي غاية التشريع الإسلامي؟

   كاتب فلسفي



2170

0






 

 المرجو الإتصال بالموقع على البريد الإليكتروني التالي

azilal24info@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



مشرع بلقصيري : القصة المتداولة التى دفعت الشرطى بأن يقتل ثلاثة من زملائه

في ذكرى 23 مارس. بقلم : وديع السرغيني

الحلقة الأولى : الفتنة أشد من القتل بقلم: ذ.مولاي محمد أمنون بن مولاي

سعيد موسكير- أحوزار- والداودية بمهرجان أفورار ...والمجموعات المحلية تطالب بإشراكها

مساجد وأئمة أمازيغ! بقلم :حسن بويخف

أنف «بينوكيو»الطويل. بقلم ذ. محمد حدوي

البحث عن زوجتي (1) بقلم : ذ.لحسن كوجلي

"بيعة العم سام" بقلم: محمد بربر

أنا لست أسرع من الاسد؟ بقلم :ذ.عبدالقادر الهلالي

أزيلال : مجرم يغتصب فتاة و...".يقتلها"

الحلقة الأولى : الفتنة أشد من القتل بقلم: ذ.مولاي محمد أمنون بن مولاي

هل العلاقة بين الأمازيغية والعربية علاقة تصارع أم تعايش؟بقلم ذ. التجاني بولعوالي

هل تدخَّل شُعراء العصر الجاهلي في كتابة نصوص القرآن !! ؟ بقلم ذ" سليم الدليمي

هذه حقيقتكم اليوم ايها المسلمون ! كتبتها : نجاة النهاري

تباين العقلي والميتافزيقي في دعاوى الإعجاز العلمي‎ بقلم : مبارك أباعزي

هواجس سوسيودينية: تعدد الزوجات بقلم : مبارك أباعزي

القولون العصبي وانتفاخ البطن

بطلان عبادات المغاربة؟ بقلم : الدكتور عبد الغاني بوشوار-

الاعجوبة كتبها ذ.عبدالقادر الهلالي

التواضع و الهمم و سماحة النفوس و التآلف و التكاتف،مفردات رائعة يترجمها معهد جسر الأمانة ببلجيكا على





 
جريدتنا بالفايس بوك
 
كتاب و أراء

زيارتك تسرنا و هاتفك يزعجنا بقلم : محمد كرم


ما هو الانتصار الحقيقي بقلم : عبد اللطيف برادة


بيدرو سانشيز ، لا ترحل… بقلم : د. عبدالله بوصوف


أزمة التعاضد و التعاضديات بقلم : نجيب الخريشي


سبينوزا ببساطة بقلم : عبد المجيد طعام


عنــــاق اللهيـــــــب … بقلم : مالكة حبرشيد


نصائح الشيطان بقلم : أسعد طه


في محاولة منا لرصد ظاهرة اكتظاظ السجون بالمغرب واستشراف طرق بديلة للعقوبات السالبة للحرية قلم : الحسين بكار السباعي


قراءة في رواية “تايري تملالت” للكاتب زكارياء بوزرو بقلم : نهيلة برزكان


لماذا أرسل الليبيون مبعوثين إلى المغرب وموريتانيا؟ قلم : نزار بولحية

 
الى من يهمهم ا لأمر

لماذا طالب رئيس جمعية مسلمي أونجي بدعم 4.500.000 أورو لتتمة أشغال مسجد أبو بكر الصديق الذي يتطلب فقط 1.300.000 أورو؟

 
بلاغ ضياع أوراق شخصية

أزيلال : إعلان عن ضياع وثائق رسمية ” الدفتر العسكري و بطاقة محارب “ للسيد : علي ايت ابراهيم

 
دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخر .. ‎ بقلم ذ :عصام صولجاني

دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخرة الجزء 2 الحلقة الرابعة (07)

 
ضاع الامل وبقيت الذكريات . ، ( الجزء الثاني  ). قلم : محمد همـــشة

ضاع الأمل وبقيت الذكريات .(الجزء الثاني ) الحلقة 05 كتب : ذ : محمد همــشة

 
طب و صحـة

أزيلال : سبب الوفاة ....إدارة المستشفى الجهوي تطالب اسرة طفل خديج بمبلغ 1400 درهم من اجل إنقاذه ؟؟


ازيلال : والي جهة بني ملال وعامل الإقليم .. إعطاء الإنطلاقة الرسمية لأشغال بناء المستشفى الإقليمي

 
التعازي والوفيات

والدة الزميل" أبو الخير مصطفى" في ذمة... وتلتحق بابنها الذى توفي رحمة الله عليه هذا الأسبوع


تعزية و مواساة في وفاة المشمول برحمته ، شقيق أخينا الصحفي ذ. " مصطفى ابو الخير " ، رحمة الله عليه


أزيلال : الصديق " عبد الكريم فكاري " استاذ متقاعد ، يفارقنا الى دار البقاء ، رحمة الله عليه


أزيــلال : الأستاذ " لحسن السليماني" استاذ متقاعد / مدرسة وادي الذهب ، يغادرنا الى دار البقاء على حين غفلة ...تاركا صدمة فى قلوب أهله وأصدقائه ..رحمة الله عليه


تعزية ومواساة في وفاة والدة "جميلة صغري"، تقنية متقاعدة بالمجلس الترابي بأزيلال

 
أنشطة حــزبية

صفقات الدراسات تجر "الاستقلال" إلى المحكمة وتشعل حرباً قضائية بين الإستقلاليين... والراشدي: "أجندة مفضوحة"

 
انشطة الجمعيات

أزيـلال ...جمعية "ألاوراش" تنظم عملية إفطار جماعي لفائدة نازلات و نزلاء مركز " الأمل " لحماية الأشخاص بدون مأوى ...

 
أنشـطـة نقابية

جولات الحوار الاجتماعي..الـCDT تتهم الحكومة بمحاولة تفكيك الحركة النقابية


بني ملال : نقابة (إ م ش) تندد بالتجاوزات التي تعرضت لها : الدكتورة"ي. ش.خ"بالمستعجلات، بالمركز الاستشفائي الجهوي و قررت تنفيد وقفة احتجاجية …

 
إعلان
 
أخبار دوليــة

هروب معتقل مغربي من سيارة للشرطة الإسبانية


رئيس وزراء سلوفاكيا في "حالة حرجة" إثر تعرضه لمحاولة اغتيال

 
حوارات

من تأليف مجموعة من الأساتذة : أحمد العيوني والمصطفى اجماهري .. صدور كتاب جديد يحمل عنوان :

 
موقع صديق
 
النشرة البريدية

 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  الأخبار المحلية

 
 

»  الجهوية

 
 

»  الوطنية

 
 

»  الرياضــــــــــــــــــــة

 
 

»  الحوادث

 
 

»  كتاب و أراء

 
 

»  التعازي والوفيات

 
 

»  صـــور غــير مألــوفـة

 
 

»  أنشـطـة نقابية

 
 

»  انشطة الجمعيات

 
 

»  أنشطة حــزبية

 
 

»  أخبار دوليــة

 
 

»  دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخر .. ‎ بقلم ذ :عصام صولجاني

 
 

»  حوارات

 
 

»  طب و صحـة

 
 

»  ضاع الامل وبقيت الذكريات . ، ( الجزء الثاني  ). قلم : محمد همـــشة

 
 

»   بلاغ ضياع أوراق شخصية

 
 

»  الى من يهمهم ا لأمر

 
 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 
أدسنس
 

 المرجو الإتصال بالموقع على البريد الإليكتروني التالي :

azilal24info@gmail.com

 

 

 شركة وصلة