احتجاجات التلاميذ معيار تحقق  لمنظومة مسار..

أحمد ونناش

احتجاجات  التلاميذ هي تلك النضالات التي يخوضها الطلبة ،من أجل تحقيق مجموعة من المطالب ،لضمان مناخ ملائم لتحصيلهم الدراسي

والاحتجاجات التي اندلعت في مدن عدة ،بعد ظهور شبح منظومة "مسار" ،التي هي في الواقع سوى تدبير معلوماتي لمجموعة من العمليات ،كترتيبات الدخول المدرسي ـوتنقلات وانتقالات التلاميذ  والتدبير الزمني ..وهي إجراءات لاتمس الحق في التعلم بتاتا .

وتعتبر الثانويات ساحة تكوين المناضلين سياسيا ونقابيا ،بحكم نضجهم لمعرفة حاجاتهم لضمان تعليم أفضل ،إسوة بباقي  الطبقات الاجتماعية البعيدة من معاناة  الطبقة الشعبية ،بحيث كانت تردد شعارات:

"هذا تعليم طبقي ...أولاد الشعب فْزْناقي "

شعارات تندد بتصرفات الإدارة في حقهم ،والسلطة التي كانت تمارس ضدهم ،كانت بمثابة مدرسة ،ينخرط فيها الطلبة في منظمتهم العتيدة الإتحاد الوطني للمغرب ذات التوجهات التقدمية المختلفة ،أو الإتحاد العام للشغالين ،إذ لا يمكن الولوج إلى الكلية ،إلاو التلاميذ متشبعون بهذه الأفكار الثورية ،بل أحيانا تنطلق شرارة الإضرابات من الثانويات ،خاصة التي تتوفر على داخليات وعادة ما كانت تتمركز في المدن الكبيرة  ،يناضل الطلبة من أجل استرجاع  حقوقهم المهضومة ،لضمان العيش في كنفها ،والتمتع بمنحتهم بدون مشاكل ......

تواجه هذه الاحتجاجات بقوة ،يعتقل التلاميذ على إثرها  ،بحيث تقتحم حرمة المؤسسات التعليمية ،لا تستطيع التميز بين التلاميذ والبوليس السري ،الذي يقحم وسط هذه الاحتجاجات ، يحصلون على شواهد عليا في  زنازنهم ...

حكى لي صديق ،أن مناضلا من كلية الحقوق ،لما تم إطلاق سراحه ،بعد استكمال مدة سجنه ،التحق مباشرة بالحلقة ببهو الكلية ،ومنها تم اعتقاله وإرجاعه إلى السجن ...

كان التلاميذ والطلبة يطالبون بحقوقهم ،ولكن دون أن ينسوا واجباتهم ،والشعار الذي رفعه التلاميذ ،في احتجاجات أكبر مدينة مغربية ،ضد منظومة مسار  التي تمس حسب رأيهم "الكسالا" _  هكذا كتبت ،أليست تعبيرا عن إخفاقهم الدراسي؟ أليست مطالبهم أكثر من منظومة مسار ،التي لا تعنيهم في شيء سوى تدبير معلوماتي يساير تطورات العصر ؟بدل التفكير في الاكتظاظ ،ونقص في  الأطر التربوية  ،والمختبرات العلمية ،وضمان الشغل ،والرفع من منحهم .....

على أية حال ،فهذه الإحتجاجات استفاقة للتلاميذ الكسالى الذين هم في سباتهم يعمهون ،وبالتالي سترجع للمدرسة المغربية كرامتها وحرمتها وهبتها المعهودة .،وبالتالي تعطى للشواهد المدرسية قيمتها التي تستحق ،باعتبار الإعداديات والثانويات قنطرة لمجموعة من التكوينات ،السياسية والنقابية والرياضية والفنية ،إذ تعتبر بستان الموهوبين ......