لوديع: معذرة أيها الأطفال المسلمون، كنت أنوي أن أقتل أطفالا مسيحيين… بقلم: صلاح الوديع
أضيف في 30 مارس 2016 الساعة 38 : 03
لوديع: معذرة أيها الأطفال المسلمون، كنت أنوي أن أقتل أطفالا مسيحيين…
(رسالة من الانتحاري الباكستاني في لاهور)
بقلم: صلاح الوديع
معذرة. هذا الانفجار ليس موجها لكم أيها المسلمون الصغار. لقد ضغطت على الزر في المكان الخطأ، فانفجر كل شيء. غبار ومسامير وبارود وفوضى عارمة. ودماء. كنت أريد أن أقتل الأطفال المسيحيين. لقد أخذتكم معي أنتم وأمهاتكم في ضربة واحدة. أخذت أرواح اثنين وسبعين منكم وكدت آخذ أرواح 340 الذين جرحوا فقط، لسوء الحظ. إنني أفرك يدي وأنا أنتظر التحاق ذوي الجروح الخطيرة… لكن لا تبالغوا. في الواقع ليس الأمر خطيرا إلى هذا الحد، فالموت واحد وإن تعددت الاسباب. الموت آت في كل الأحوال، وبالتالي فالتعجيل به مسألة تفصيلية فقط، يا أبنائي. أن يموت المرء الآن أو غدا أو بعد غد … ما الفرق؟
المسيحيون، أكرههم لأن دينهم مغاير لديننا. هم أهل كتابٍ، نعم. لكنهم غيَّروا وحرَّفوا. ولذلك فهم يستحقون الموت. يجب عليهم أن يتحدثوا كما نتحدث نحن وأن يؤمنوا طبقا لما نقوله نحن. فنحن أحسن منهم بما لا يقاس، رغم أننا نرمي الأزبال في الطرقات ولا نحترم علامات الطريق ولا نراعي أحدا في الطابور. مرة فاجئني شخص وقال لي: هم اخترعوا لك التلفون الذي تتكلم منه، فهل أنت حقا أحسن فقط لأنك تؤمن بدينك؟ فكرت قبل أن أجيبه. فالسؤال صعب. هنا تذكرت ما قاله الفقيه: “لقد سخّرهم الله لنا ليخترعوا ونحن نستفيد…” الشخص بقي مذهولا من جوابي، لقد أفحمته حقا…
كنت أريد قتل الأطفال المسيحيين في عيد الفصح. في عيدهم. أنكّدهم في عيدهم. وهل في رأيكم يجب تركهم يترعرعون ويكبرون ويشتد عودهم ليصيروا أعداء لديننا؟ لا يجب. لو استطعت لأفنيتهم بالملايين، بل بالملايير. هم واليهود رغم أن هؤلاء لا يعدّون إلا بالملايين في العالم. قال الفقيه أنهم قردة وخنازير. تعجبت في البداية لكنني اقتنعت. فالجمال البادي على العديدات من نسائهم وحتى رجالهم مجرد ديكور خارجي وخطأ مطبعي. أتمنى أن ألتقي إحدى نسائهم إذا أفلتت للنار ودخلت الجنة، أتمنى…
قبل أن آخذكم معي سمعت عن انفجار في العراق. في ملعب للكرة بين يافعين شيعيين. هو تعمَّد بالتأكيد أن يستهدف الشيعيين، أولئك الكفار الآخرون. أخذ من أرواحهم اثنين وثلاثين روحا. ترك الأجساد أشلاء متناثرة. وكاد أن يأخذ معه أربعة وثمانين… في الواقع، إنهم يستحقون ما يقع لهم. فمن أفتى عليهم بإتباع مذهب آخر؟ وهل هم يعلمون في الدين خيرا منا؟ كل من يفهم في هذه الأشياء باختلاف عنا يستحق ما يقع له. نحن من يستحقون الحياة. الله لم يخلق العالم إلا لنا…
اللحم الطري والدم الطازج. أنا من يقرر في رحيل من أريد. أنفجر وسط مجموعة من الناس، فمن كان مؤمنا ذهب إلى الجنة ومن كان كافرا فذاك جزاؤه. أنا من يقرر التحاق ضحاياي بالرفيق الأعلى الآن وليس غدا. قد لا تتصورون مقدار السعادة في سلب الناس حياتهم هكذا بجرة قلم، أعني بضغطة واحدة. بعضها يتم عن بُعد، والبعض الآخر مباشرة. كأنني أعانقهم. أشعر بدمائهم تمتزج بدمائي، يا للسعادة الأبدية. طبعا هناك طرق أخرى لا تتطلب الانفجار. هناك الذبح والحرق والسحل… تلك مُتَعٌ أخرى أحدثكم عنها مرة أخرى…
ثم هل تتصورون ماذا ينتظرني هناك حيث آخذكم معي؟ الفقيه العالم قال لي أنني لن أكون وحيدا بعد الموت. بل سأكون محاطا بما تمنيت من النساء الأبكار. والجميل في كل ذلك هو أنه سيصبح لي قوة رهز لا تقهر معهن. تصوروا: ليل نهار، مع الأبكار. جملة فيها موسيقى. تصلح مقدمة لأغنية.
ها أنا قد وصلت. سأستعد لاستقبال الأبكار الخالدات.
لكن ما هذا يا إلهي؟ لماذا أنا وسط هذا الظلام الدامس؟ لماذا لا أرى شيئا إلا أشلائي؟ لماذا لا أرى دما إلا دمي؟ لماذ أختنق؟
وأنتم أيها الأطفال الذي وصلوا في ركابي، أنتم ومن قتلته من أمهاتكم، لماذا أراكم مستبشرين؟ لماذ أراكم ضاحكين؟ هل تضحكون مني؟ كيف تضحكون مني وقد نفذت مشيئة الله؟
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- إنهم أولاد حاراتنا
سالم الدليمي
سيدي الفاضل صلاح الوديع ، إن الإنفجار في ساحة يلعب بها الصبيان كرة قدم في إحدى مناطق شمال بابل هي محل سُكني ،و الضحايا كانوا أولاد حارتي ، ومنطقتنا خليط من السنّة و الشيعه ، لنا مئات السنين نعيش معاً بوئامٍ و سلام ، قبل أن يطال مساجد الله هذا المد الوهابي التكفيري السعودي الخليجي ،تأكد أن الإرهاب باقٍ طالما بقي صوت الشيوخ بلحاهم العفنه يصدح من مآذن المساجد الأسلامية ومنابرها ، انهم رأس الأفعى ، الأرهاب باقٍ ما بقيت كتب تراثنا الأسلامي هي ذاتها تُدرَّس لأبنائنا ، مَن يُفرّخُ مَن ؟ داعش تدرّب اطفال على الذبح ، فماذا عن مؤسسات دينيه نعتبرها معتدله ! ! تعالو لنقرأ ما يدرَّس في الأزهر :
و أما إذا كان الميت مسلماً والمضطر كافرآ فانه لا يجوز الأكل منه لشرف الإسلام، وحيث جُوِّزنا أكل ميتة الآدمي ولا يجوز طبخها ولا شيّها لما في ذلك من هتك حرمته، ويتخير في غيرهُ بين اكله نيئأ وغيره، و له قتل مرتد وأكله، وقتل حربي ولو صغيرا أو امراة وأكلها، لأنهما غير معصومين، وإنما حرّم قتل الصبي الحربي والمرأة الحربية في غير الضرورة لا لحرمتهما بل لحق الغانمبن، وله قتل الزاني المحصن والسارق وتارك الصلاة ومن له عليه قصاص. وإن لم يأذَن الإمام في القتل، لأن قتلهم مستحق، وإنما إعتبروا إذنه في غير حال الضرورة؛ تأدّباً معه، وحال الضرورة ليس فيها رعاية أدب وحكم مجانين أهل الحرب، وأرقّائهم وخُنثاهم كصبيانهم، قال ابن عبدالسلام ولو وَجَدَ مُضطراً صبياً مع بالغ حربيين أُكِلَ البالغ وكُفَّ عن الصبي، لما في أكله من ضياع المال، ولأن الكفر الحقيقي ابلغ من الكفر الحكمي. انتهى ٠ وكذا يُقال فيما يشبه الصبي ومحل الإباحة كما قاله البلقيني ٠ إذا لم يستولِ على الصبي والمراة: اي ونحوهما، وإلّا صاروا ارقّاء معصومين لا يجوز قتلهم لحق الغانمين، ولا يجوز قتل ذمّي ومعاهد لحرمة قتلهما ، ولو وَجَد مُضطرٌ طعام غائب أكل منه وغُرِّمَ بدله، او حاضر مضطر إليه لم يلزمه بذله لغيرهِ إن لم يفضل عنه،
كتاب الصيد و الذبائح
الأقناع في حل الفاظ أبي شجاع
للشيخ شمس الدين محمد بن محمد الخطيب الشَربيني
دراسة و تحقيق و تعليق
الشيخ علي محمد معوَّض الشيخ عادل أحمد عبد الموجود
قدَّمَ لهُ وقرضَهُ
الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل
كليّة الدراسات جامعة الأزهَر
الجزء الثاني ص 256
منشورات
محمد علي بيضون
دار الكتب العلميه
بيروت لبنان
لقراءة الكتاب اونلاين
http://down loadpdfebooks.in/9759freebook
رابط تحميل الكتاب
http://waqfeya.com/book.php?bid=6204