مخاوف من تكرار فواجع الانهيارات المنزلية ببني ملال
محمد باهي
شهد شارع أحمد الحنصالي بالمدينة القديمة ببني ملال ليلة أول أمس الاحد ،انهيار جزء من منزل كان بداخله رجل عجوز وسيدتان،الحادث لم يسفر عن ضحايا ، وعقب ذيوع خبر حادث الانهيار، انتقل محمد الدردوري والي جهة بني ملال خنيفرة حوالي الساعة الحادية عشرة من نفس الليلة إلى مكان الحادث ،حيث اطلع على وضعية وأحوال المنزل المنهار والاطمئنان على ساكنته.
يذكر أن حادث الانهيار يعتبر الأول من نوعه تزامنا مع بداية الموسم الحالي للتساقطات المطرية، التي عرفتها مدينة بني ملال يوم الأحد ،وتطرح الكميات المتساقطة رغم محدودية مؤشراتها، مخاوف في صفوف ساكنة المدينة القديمة، حيث تخترقها سلسلة من الكهوف الممتدة على مساحة 35 هكتارا ، إذ كانت خلال السنوات الأخيرة مسرحا لانهيارات منزلية تسببت في إزهاق أرواح الضحايا وضياع الممتلكات وتشريد عشرات الأسر ، ومغادرة عائلات بأكملها لبيوتات شكلت مأوى لها على مدى عقود ،وذلك في محاولة منهم للإفلات من جحيم ركام الأحجار التي تهوي على رؤوس القاطنين، وهم يغطون في نوم عميق ،أو فور استشعارهم بالارتدادات الأولى التي تندر بحدوث الكارثة .
سلسلة حوادث الانهيارات المنزلية استنفرت على مدار السنوات الأخيرة السلطات المحلية والمجلس البلدي ،حيث أحدثت لجنة تقنية لتحديد الآثار الناجمة عن حوادث الانهيارات المتكررة، والقيام بمسح طوبوغرافي ،أفضت نتائجه إلى إفراغ عشرات المنازل المجاورة للبيوتات المنهارة .
وأشارت الإحصائيات التي همت أوضاع المدينة القديمة ،إلى كون عملية الافتحاص التي شملت المجال المستهدف بأبنيته الهشة، القابعة فوق عشرات الكهوف التي تخترق مساحة حوالي 35 هكتارا، تأوي أزيد من 17 ألف من ساكنة المدينة العتيقة، الذين يزاولون أنشطة مرتبطة بحرف ومهن تساهم إلى حد ما في تنشيط الدورة الاقتصادية لمدينة بني ملال .
يذكر أن المدينة القديمة ببني ملال خضعت لدراسة جيوفزيائية وجيوتقنية من قبل خبراء دوليين وأساتذة باحثين بكلية العلوم والتقنيات ، أسفرت عن وجود عشرات الكهوف التي تشكل هواجس موسمية لقاطني المدينة القديمة ، واتخذت إجراءات أولية تمثلت في إشعار مالكي المباني الآيلة للانهيار بضرورة إفراغها .
وتجري حاليا أشغال تقوية إسفلت بعض الساحات العمومية والأزقة،التي يمكن أن تشكل بؤرا للانهيارات جراء ارتباطها بشبكة الكهوف الممتدة على مستوى الطبقات التحتية،فيما يسود جوعدم الارتياح في صفوف باقي ساكنة أحياء المدينة القديمة المصنفة ضمن المواقع المهددة