م أوحمي:
الهيلولة" احتفال ديني يعتبر بالنسبة لليهود المغاربة من مختلف أصقاع العالم بمثابة حج سنوي لهم يمارسون فيه طقوسهم الخاصة بالاحتفاء بأوليائهم.
ويعرف المغرب عدة مواسم للهيلولة في كثير من المدن ، وجميع المناطق التي كان اليهود مستقرين فيها، وتوفي بها ولي من أوليائهم، حسب معتقداتهم.
ويشرح المهتمون المناسبة بمناسبة الحج هذه يمارس فيها اليهود المغاربة طقوسهم من خلال مجموعة من الأدعية والتبرك بأضرحة الأولياء، غير أن الطريف فيها هو أن الشموع التي يشعلونها في المكان وأعواد الثقاب أيضاً تباع بمبالغ مالية باهظة اعتقاداً منهم أنها تحتوي على "بركة" أولئك الأولياء.
و يبرز احتفال اليهود المغاربة الآتين من كل بلاد العالم بموسهم الديني بالمغرب مدى التسامح الموجود في المغرب، رغم الظروف الأمنية المتشددة التي تحيط بها السلطات هذه المواسم الدينية باعتبار مكانة القضية الفلسطينية في قلوب المغاربة وتعاطفهم اللا محدود معها.
إن اليهود يقيمون مواسمهم الدينية هذه دون حرج وبرعاية مباشرة من الدولة، ما يفسر العلاقة التاريخية بين اليهود والمغرب، فاليهود الذين عاشوا في المغرب وجدوا ملجأ آمناً في هذا البلد بخلاف اليهود الذين عاشوا في أوروبا، مشيراً إلى أن البلد الذي مارس فيه اليهود حياتهم الطبيعية دون مشاكل هو المغرب؛ لأنه لم يمارس عليهم أدنى تضييق ولا على حياتهم العادية أو على طقوسهم الدينية.
إن فترات الجدب في علاقة اليهود بالدولة المغرب كانت في فترة حكم الموحدين لكنها لم تدم طويلا، مشيراً إلى أنها كانت علاقات متوترة بسبب سوء تصرف من اليهود أحياناً أو بسبب تأثير رجال الدين على الحكام أحياناً أخرى، الشيء الذي أدى إلى نوع من التضييق عليهم.
و شكل يوم الأربعاء 6 ماي الجاري حدثا متميزا ليهود داوود دراع بدمنات حيث حمل الأطفال و الرجال و النساء أعلاما وطنية عاليا و تعالت زغاريد النسوة انسجاما مع موسيقى الطرب التي تعزف أغاني وطنية مرتبطة بقضية وحدتنا الترابية ويتابعها اليهود و يرددونها كأغنية" العيون عينيا "وفرحي يا أرض بلادي " تعبيرا لليهود بمبدأ مغربية الصحراء و مما زاد من إيماننا بمواقف اليهود حول القضايا الهامة للملكة و على رأسها قضية الصحراء كلمة جاكي كادوش رئيس الجالية اليهودية مراكش الصويرة و التي جدد من خلالها باسم اليهود البيعة و الولاء لصاحب الجلالة و الأسرة العلوية و بصوت واحد "عاش جلالة الملك"