حق الوالدين الاستفادة مع أبناءهم
في مجال التغطية الصحية الإجبارية والتكميلية
طارق كريم
Karim14.tarik@gmail.com
استوقفني نقاش في برنامج همزة وصل يبث على أمواج الإذاعة الوطنية ، وكان حول موضوع الخدمات التي تقدمها التعاضدية العامة للتربية الوطنية و الذي استضاف نائب الرئيس للتعاضدية الحسين الطالبي قدم توضيحات بشأن هذه الخدمات الموجهة لفائدة المنخرطين والمنخرطات، وتجلت أساسا في منحة التقاعد و الوفاة و منحة الأيتام و الخدمات الصحية الاجتماعية ، وفي تفاعل مع تساؤلات المستمعين التي انصبت حول معرفة المعلومات بشأن الفرق في مبلغ المنحة بين المتقاعدين، وحول ملفات المرض.
طرحت في السياق مسألة جد مهمة لا ينبغي أن تمر مرور الكرام ، وهي أحقية الوالدين في الاستفادة مع أبناءهم من خدمات التعاضدية العامة للتربية الوطنية، وكذا التغطية الصحية الإجبارية، وهنا نطرح تساؤلات عديدة لماذا تم إخراج الوالدين من حق الاستفادة مع أبناءهم؟، هل هذا هو البر بالوالدين الذي تريد أن تسوقه الدولة ؟، هل بهذا الإجراء نحافظ على التماسك الأسري؟ ، إن مجتمعنا المغربي مبني على ثقافة التكافل الاجتماعي لكن أمام المرض و في حالات كثيرة تصبح التكاليف كبيرة جدا، لا يقدر عليها حتى منهم في حالة ميسورة جدا ، فما بالك من هو في موضع موظف أو مستخدم أو في القطاع الخاص. حتى من هو في موضع وزير لا يستطيع تدبير التكاليف الباهظة لأمراض خطيرة جدا لقدر الله.
إن أحقية ضم الوالدين في مجال التغطية الصحية الإجبارية، تبدو جوهرية في تقوية نواة الأسرة لأن الأسرة لها ارتباط بالوالدين و لا يمكن التنكر لخدماتهم في التربية و تنميتها ، لتقدم أبناء يساهمون في تنمية الوطن، و أنا هنا اذهب في الطرح الذي ذهب به نائب رئيس التعاضدية العامة للتربية الوطنية الحسين الطالبي الذي استفزني بغيرة كبيرة عن دفاعه و تضامنه الكبير إزاء هذا المطلب، لأن له مرامي نبيلة تجسد لحمة الأسرة المغربية خاصة أن الأمر مرتبط بوضعية الاشتراك ومن الطبيعي جدا أن يتضامن الجميع في الاستجابة والانخراط في ضم الوالدين للاستفادة مع أبناءهم في مجال التغطية الصحية الإجبارية.
خصوصا كما أكد ذلك الحسين الطالبي بأن هذا الإجراء كان معمولا به في السابق، وينبغي إعادة العمل به من جديد ، اذ عبر ان هذا النقاش اضحى مطروحا في داخل التعاضدية العامة للتربية الوطنية و سيتم الترافع بشأنه ليصبح نقاشا عموميا يفضي إلى أحقية الوالدين في الاستفادة مع أبنائهم في مجال التغطية الصحية الإجبارية و التكميلية حماية لتماسك الأسري دون العمل على التنكر للأدوار التي يلعبها الوالدين في تنمية الأسر المغربية لتكون فاعلة في المجتمع. وسيتم توسيعه مع باقي مكونات التعاضد لكن هذا لن يتأتى إلا بتوسيع مجال المطالبة بهذا المكسب الصحي و الاجتماعي للوالدين.
ومن هنا على الحكومة أن تكون لها الجرأة في فتح هذا الملف ، كما الفعاليات النقابية و المدنية والسياسية وتفعيل هذا المبتغي سيمكن الدولة من تخفيف العبء على نظام المساعدة الطبية راميد إذا كان الوالدين يستفيدان منه . لأن الدولة ستربح الاشتراك الذي يتم اقتطاعه من راتب الأبناء.
ونطرح سؤال أخر كيف تستفيد الزوجة و الأبناء، والأب والأم محرومون و لا محلة لهم من الإعراب في علاقتهم بأبناءهم في مجال الاستفادة من خدمات التغطية الصحية الإجبارية والتكميلية.
ومن هنا أعبر عن تقديري الكبير للتعاضدية العامة للتربية الوطنية بفتح هذا الملف للنقاش و لذي يجب أن يترجم بإجراءات عملية تقوي مضمون هذا المطلب، ليصبح حق يعيد الاعتبار للوالدين و للأسرة المغربية لتقوية تماسكها و متضامنة و سيربح المجتمع بأكمله.