القلم الذهبي لسنة2014 يعود للطبيعة ....
بقلم :أحمد ونناش
شكرا لله وشكرا للطبيعة ،رغم ضحاياها ،ا لأنها أسقت عبادها وبهيمتها وأحيت بلدها الميت ، التي طهرت القلوب ،وقيمت سياستنا ونقابتنا ،وإنجازاتنا خلال هذه السنين بعد المصادقة على برنامجها ،الذي لم يحقق المبتغى ،وشكرا لها لأنها عرفت لنا المفهوم الحقيقي للتغيير ......
جفت الأقلام سنة 2014 بعد أن استنفذت زادها ،في تناول مواضيع مختلفة من أنحاء العالم ،ولم تستطيع الوصول إلى معرفة دورها في هذه الحياة ،كي توصل للإنسان العلم والمعرفة والحقيقة الملقاة على عاتقها ، للخروج من الأمية والجهل والفقر ، التي مازالت الدول تعاني منه ..اختلفت فيه النسبة من دولة إلى أخرى، حسب مفعوله للوصول إلى أهدافه المسطرة .المتمثلة أساسا في إسعاد الإنسان، وتوفير كافة الحقوق إليه ...
انساب القلم فيها كذلك ،عبر تضاريس العالم ،لكن الأرض وجدها خصبة في ربيعه العربي ،الذي لم يزهر بعد رغم تعاقب جميع الفصول عليه ،مادت المطالب مجهضة ،وانطلاقة خاطئة ،لماهو متفق عليه ،لما جمع الكل حقائبه بسلام من الشوارع ،تحكمت فيه الحكمة والعقل ،حفاظا على أمن وسلامة المواطنين ،التي تحن إليها الآن الدول للعيش في كنفه ،لا يريد لا خبزا ولازيتا ،في جو من التآخي وحب الوطن ،وتم الاحتكام بعدها الى صناديق الاقتراع ،لتنفيذ تلك المطالب التي اتفق عليها الشعب المغربي بأكمله وتصويته على الدستور الذي مازال يبحث عن التفعيل الذي أرادته، تلك الحناجر المبحوحة في الشوارع ....
بدأ شرارة هذا الربيع محمد البوعزيزي بسيدي بوزيد ،هرم فيها التونسيون للوصول إلى اللحظة التاريخية ،التي صوتوا من أجلها في الانتخابات الأخيرة وانتخاب السبسي ،تنانصف فيه الرجل والمرأة في تسيير البلاد ،وأعادوا التاريخ إلى الوراء ،وأعادوا نظام زين العابدين بن علي ،لأنه طار إلى السعودية، تاركا الحكم للطبيعة وما ستسفر عليه تقلبات الربيع العربي...مطبقا قول ألشابي ،لما لم يجد من يفهم كلامه في المجتمع الذي مازال منغمسا في سباته ،وهذا ما حدث لفهم "بن علي" الذي جاء متأخرا ..
هاأنا ياشعبي ذاهب... إلى الغاب فافعل ما تريد
انتقلت بعدها ، العدوى إلى تضاريس الدول المجاورة ،بمباركة الدول الأوروبية التي نفذت استراتيجيتها وخريطتها في المنطقة ،بتحكمها في مناخ فصل ربيع هذه الدول ،تحت ذريعة محاربة ومواجهة عواصف الإرهاب .
ونحمد الله في بلدنا أننا لم ننْجر إلى حلبة تلك الدول ،التي فضل قلمها لغة الرصاص والأسلحة المحظورة ،التي شنق على إثرها ثائر الربيع العربي "صدام حسين"عقال أول سحابة عاصفية ..ويستمر الربيع في حصد اليابس والأخضر ..أعادت عجلة التاريخ إلى الوراء ، وأزهقت أرواح الملايين من المسلمين، داخل طبيعتهم ،يكون المنتصر فيه بالنسبة للدول الغربية بالنقط فقط ،دون خسارة ،واختبار تجاربهم وتقدمهم في الرقع الجغرافية العربية ،وإلهائهم عن قضاياهم المصيرية ،وإخضاعها دائما تحت السيطرة ،بتفوقهم التكنولوجي التي يضخ في ميزانيتهم ميزانيات العالم العربي ومن عائدات ثرواته الطبيعية ..
نحمد الله الله في بلدنا أن رسم القلم في طبيعتنا أجمل اللوحات ،وأذاب فيها ذاته، رغم أن مداده جف في قناطر المغرب من سيدي "إفني إلى طنجة "جرف مداده شخصيات لها وزن كبير في الربيع العربي ،وفي مسار مستقبل مغربنا ،يتعلق الامر بعالمنا "المهدي المنجرة" الذي ركب يوما البحر متوجها إلى اليابان قائلا" أناذاهب حيث الديمقراطية "
فضلت الطبيعة أيضا أن تجرف "أحمد الزايدي وإبراهيم باها "اللذان يرجع إليهما الفضل في خلق توازن في مجتمعنا ،بعد أن أجبرا قواعدهما للرجوع إلى الوراء ،ومغادرة الميادين مكرهين لا أبطال ...
الطبيعة أعادت النظر في عدد من القناطر والمنازل المهدمة ومناطق منكوبة ..إعلانا بربيع حقيقي ،يستوعب مطالب الحركات الاحتجاجية ،مادام قلم الطبيعة ،رسم إحداثيات الخريطة المغربية السياسية ،وإنجازات اللجنة المكلة بتسيير وتدبير لتلك المطالب ،إنجازات تكلفت الطبيعة بقياسها ،وحكت عليها بإعادة مراحلها "بالماء والشطابة "إلى قاع البحر ..كما هو حال ملعب مولاي عبد الله ،الذي رفضت فيه الطبيعة الرسم بالأسود ،لما فيه من حساسية مع بعض الأمراض ،فضل فيه الملعب ،قولة "اللهم الكراطة ولا الإيبولا.".الذي سيجرف بدوره الصغير والكبير ،في ظل إمكانياتنا المحدودة...
قلم طبيعة 2014 لم يعرف المساومة ولا الكسكسة ،لتفويت ما يمكن تفويته ،لان حسابات الطبيعة تختلف ،مع حسابات البشر ،التي تبحث دائما عن المصالح الشخصية ،بسداجة الطبقات الفقيرة التي انتظرت منها الشيء الكثير لتحقيق مطالبها وكرامتها والتفاتة إلى أوضاعها المزرية ،وليس إثقالها بالزيادات وقمع للحريات التي من اجلها انسحب من الشوارع وله ثقة كاملة في تحقيقها ...
الطبيعة أعطتنا الصورة الحقيقية للبنية التحتية لبلدنا ،قعدتني هذه السنة ،بحي بطانة بمدينة سلا ،وبالضبط في مدارها ،التي تتواجد فيه أم الثانويات في المدينة ،ثانوية البلاطو" النجد" مدار يجمع المياه القادمة من باب الخميس وبطانة وتابريكت ،تتحول فيه الثانوية في فصل الشتاء إلى ضفة ابيى رقراق ،يتطلب الأمر قوارب للالتحاق بالفصول الدراسية ..وكان الكل منشرحا مع الطبيعة التي سيزهر لامحالة ربيعها ،لترسم بوردها داخل الثانويات أجمل اللوحات ،تخلق فضاء مناسبا للتلاميذ ..
شكرا لله وشكرا للطبيعة ،رغم ضحاياها ،ا لأنها أسقت عبادها وبهيمتها وأحيت بلدها الميت ، التي طهرت القلوب ،وقيمت سياستنا ونقابتنا ،وإنجازاتنا خلال هذه السنين بعد المصادقة على برنامجها ،الذي لم يحقق المبتغى ،وشكرا لها لأنها عرفت لنا المفهوم الحقيقي للتغيير ......