الشفافية ....!ا
بقلم الأستاذ يوسف بولجراف
إختلف المفكرون في تفسير مفهوم الحقيقة و كل رسم صورة عنها من منظوره الخاص لتبقى بذلك مجرد وجهة نظر لا غير خالية من الشوائب ، رأي واضح لا يكتنفه الغموض فهو حقيقة من وجهة نظر صاحبه تم يصبح عاما إذا قوبل بالإيجاب و إن لم يتقبله فرد واحد تكون هناك حقيقة اخرى مقابلة، لذلك فالمفهوم الشامل لها هو عدة حقائق في إطار الزمان و المكان..لكن و رغم الإختلافات يبقى المفهوم الأقرب هو الإجابة القريبة من أفكارنا و المرتبطة بحياتنا الواقعية و التي يستسيغها و يتقبلها العقل و القلب معا ليست معقدة و سهلة ممتنعة بسيطة في تفسير أشياء من حولنا ، و أهمها تلك التي تكون قريبة من ذواتنا أي في معرفتها متلا معرفة لحقيقتنا أولا ، فتكون هي أولى الحقائق التي نعي بها وجودنا في هذا العالم !
ماذا لو كان الإنسان شفافا يظهر جليا كل ما بداخله ، كتلك السمكة البلورية التي إن شاهدناها لا نراها بقدر ما نرى ما بداخلها ، تصوروا ماذا كان سيكون عليه لو كان كذلك !
بدءا من مأكله و مشربه إلى أحاسيسه و أفكاره و كل ما يجول بخاطره ، كنا سنعيش عالما مختلفا عما هو عليه الآن و ستتضح الأمور أكتر ، سوف يسهل علينا التصنيف ، اسلوب النفاق ، و طريقة الكذب ربما ستصبحان مختلفتين ، عدة وجوه سوف لن نراها أو نسمع لها خصوصا في وسائل الإعلام ، أو ربما ستكون بصبغة فكاهية مرفقة بجملة مربوطة : هذا البرنامج يمازحكم للجميع ! أو تتخلله مشاهد تتغير فيها وجوهنا لا تخافوا ! لاقل من ٥ سنوات .
أرقى أشكال التطور هي الشفافية لكن الكثير لن يحبوها ولو أنها كانت طبيعية بحيث يصعب على الإنسان أن يتقبل أن يراه شخص يأكل تم يظهر كل ما يدخل فاه يسري بين أمعائه وصولا إلى المعدة و أكتر من هذا كل أعضاء الجسم تفهم و تستجيب بطريقة علانية و أكتر من هذا هناك ميكانيزمات داخله تكشف و تحدد من أي مصدر جاء طعامه و من أي منبع رزق آت ! حيت إذا كان الأكل ليس فيه شيء من حقوق الاخرين تظهر المعدة مبتسمة و تغني و هي سعيدة ، أما إن كان الأكل ملوثا و فيه من أرزاق الناس ما فيه ، تظهر المعدة تتعذب ، و تصرخ و تدعو في صاحبها “ وكلنا عليك الله يا هذا ! متى تطعمني من مال حلال ! كل هذا على مرأى و مسمع من الكل كأنك تصور مباشرة على الهواء
كما إن الإنسان في هذه الظروف الشفافة سيحاول أن يتكيف مع المجتمع بطريقته الخاصة منه من سيخادع يأكل ما لذ و طاب و كل المواد التي لا نجدها في السوق يجعلها في الاول و يضيف فوقها مواد إستهلاكية شعبية حتى يظهر إنسانا شعبيا ، خصوصا في المواعيد الكبرى و المهمة من إجتماعات ، إنتخابات تجمعات حفلات و ما إلى ذلك في هذه الحالة إذن لن تغيب سلوكيات الإهتمام بالمظهر لكن و رغم هذا قلنا أنه لا يمكن أن ينافق أو يكذب ، آخذا بذلك على المثل الشعبي بطريقة جديدة
كل ما كتبه الله لك و اذهن فمك بالسمن و العسل “
تم هناك من سيقوم بوضع“ الخامسة “ تلك السلسلة المنحوتة على شكل يد على مقربة من بطنه حتى لا تمسه العين خصوصا و أنتم تعرفون مجتمعنا و كلما أكل و أكل ما لا يأكله غيره أو العامة من الناس ، وتفاديا لأي عين مقوسة
–هل ترى ما أرى : إنها ضلعة خروف تظهر جيدا لم يمضغها جيدا ،ستصيبه عسر هضم حتما و شنو داكشي فوقها !!؟
– الخرشف ! أصلا بنادم مايعرفش ياكل !
— ولا أصاحبي زوجته لاتعرف التنسيق في طهي الطعام ؟ واش الضلعة يضعون معها الخرشف ؟ راه عندهم مدربات طهي تعلمها أن الجزر أخواللفت و البطاطا ابنت عم الزيتون يتموجان في المرق ! أما الخرشوف فهو صديق القوق مع الملج وليس الضلعة ،أه فكرتني ب أغنية شوف شوف شوف بنادم شووف كيف ياكل الخرشوف و اللاهيلة ههههه لا يزال حديت الصديقين عن بطن فلان و ما فيه ، حتى ا أصابه ما أصابه من إسهال!
-إوا شفت أرأيت ماقلت لك !! بنادم لايعرف مايدخل إلى بطنه !
و أسكت أسكت عيناك سلاح تسقط الزرزور من فوق السور ، يا مسقط الطائرات المقوس قوست عليه !
أما عن الفقير و الوضعية المادية الهشة فلن يستحيي الخروج ببطنه فارغة ! أو كل يوم بمادة إستهلاكية واحدة و هي التي مكتوبة له منذ الأزل لا تفارقه حب أزلي !- ..زاعما يعني ليس هناك لحمة أو كيف ! وجدناها نتصور معها .. “ ! لذلك سيظهر الكثيرون من يدعون الصيام في حالة فراغ البطن الدائم تم هناك من تملئ معدته موسميا ، أو فقط في أول الشهر دليل حصوله على المرتب فستعرف أيضا بذلك طباع الناس في الأكل نعرفهم متى تملئ معدتهم جيدا و متى لا !
مصطلحات ستغيب وأخرى تظهر ولكن لن يجرئ أحد أن يقول لك في بطنك عجين و أنت في بطنك الكتف ولو من أرزاق الناس ! لكن في الشفافية كما قلنا ستظهر علامة الجشع
تم لن تجرأ على إخفاء ما أكلته ..
تم كذلك لن نجرئ على الكذب في الحمية ، هذه إيجابيات الشفافية
ما أجملها من شفافية ربما فقط لأني اتحدت من موقع أخر ، لكن لننظر كيف أن الله سبحانه جعلنا رغم كل هذا و داك و كل ما نقوم به من أعمال و أفعال جعلنا غير مكشوفين كان سهلا عليه أن يضعنا في هذا الموقف ، فقط لكي نهتدي و نرحم و نرق على الاخرين منا و نمكنهم مما حبانا الله من نعمه فكل من علم هذه الحقيقه سيعلم أن الله سبحانه لما خلق كائنات مكشوفة على الأرض ، حبانا نحن بالعقل لنعرف كم هو رحيم بنا ، لكن إن انتبهنا جيدا فسنرى أنفسنا في هذا الموقف تماما و دون الحاجة إلى أن يكشفنا ، و دون أن يحتاج المرء منا أن يراوغ يكذب أو ينافق كل شيء واضح و كل شيء عند الله معلوم !.
أما حين يكذب المرء تبدأ أعضاء جسمه كاملة تهتف : كداب! يا كداب!_ مرتين
تم بعدها يبدأ أنفه يتمدد في الطول
وكلما بدء في كذبة، الأنف يزداد طولا ، فتتعرف عليه من خلال ملامح أنفه ؛
_ أهلا أيها الكذاب !
، كيف عرفت أني كذاب ؟ ؟
_ أنفك !
، ما به أنفي !؟
_ عليه علامة النمو و التطور !
رغم عملية التجميل و التنميق ! لايزال طويلا ، لكنه جميل ، لاتبدو كذابا .. هذا ليس راجع لكذبك لا حاشى و للله ، هو فقط نظرا !!، لا لا لا تجيب أرجوك ! ستفسد إيسطتيك أنفك هكذا ، و أنت ستحتاجه مستقبلا فهو يلائم بطنك الممتلئ متل حساباتك البنكية ،! أنت جميل كنقار الخشب !
أما عن النفاق إن كان الشخص منافقا متملقا فلن تميز شكله مع لونه أو لونه الطبيعي يصبح ك الحرباء بأشكال و ألوان عند كل نفاق ، يا سلام متعة للعين، في كل بصمة له لون معين حسب نوع النفاق، سوف تظهر ألوان تجميلية في السوق خاصة بالنفاق يضعها عند اللزوم في كل حالة قبل أن ينافق حتى لا يكتشف أمره ! هذا قلنا و رغم الشفافية ف الإنسان سوف يحتال و يحاول أن يخادع سوف يبدع و يبتكر أكتر، طرق جديدة تخفي الشفافية ! رغم الشفافية ف الإنسان سوف يحاول التكيف مع الوضع ولن تختلف الأمور كتيرا … في الحقيقة ماكان على أفلاطون أن يتحدت أولا عن المدينة الفاضلة قبل الحديت عن الإنسان الفاضل فيها ! فهذه هي الحقيقة التي لم يراها أفلاطون في مدينته الفاضلة ! إذ لا يمكن أن نجد مدينة فاضلة إن لم يكن فيها أولا إنسان فاضل ، شفاف ، و واضح ليس من المفهوم المادي بل من الناحية الأخلاقية و الأعمال الطيبة و الحب و فعل الخير و إحترام المبادئ الإنسانية ، هذه هي الشفافية الحقيقية و ستكون هناك حقيقة وحيدة ظاهرة و بادية ل الجميع و هي العدل الأخوة ، المساواة في الواجبات و الحقوق ، و ستكون فعلا المدينة الفاضلة بالإنسان الفاضل .
لماذا الإنسان هكذا ،لماذا ينسى أنه جاء إلى هذا الوجود دون أي شيء ،لماذا يتغافل عن الأهم ! العبرة في كل هذا لو كان الله يريدنا أقوياء لأنزلنا أقوياء من البداية ، لكن نزلنا دون أي شيء فارغي المحتوى و وجدنا المادة من حولنا ، ليس من أجل أن نعلو بها و نتكبر ، و نطغى و ليس من أجل أن نفسد في الأرض ، و ليس من أجل أن نغتني أكتر ! بل هو من وضعنا في موقف الضعيف أولا كيفما كان محيطنا الإجتماعي لنتدبر ، صحيح أنه فرق بيننا في الأرزاق لكنه قال أيضا ، و مما رزقناهم ينفقون ! فالإنسان الشفاف هو الطيب الخير النزيه القنوع و هو الإنسان النافع لغيره ، هو كل إنسان لا يستسيغ لقمة في فمه و إنسان جائع من حوله ، الإنسان الجميل الشفاف هو الذي ترى جماله في أفعاله و أخلاقه هو من يعتني بجمال محيطه لآن في جمال محيطه جماله ! لا يسعد و شخص في محيطه محتاج ! هو الذي يسخر كل الخيرات من أجل الغير لانه عرف أن الله سخرها له لكي يسخرها للناس .