صرخة أب مكلوم من تادلة : لجأت للشرطة لتحمي ابني من القتل ولم تفعل شيئا ففقدته
رجــاء خيرات
صرخة مؤلمة تلك التي أطلقها أب بسبب فقدانه لإبنه الذي راح ضحية جريمة قتل بشعة بقصبة تادلة، وهو يخوض اعتصاما أمام مفوضية الشرطة بمدينة تادلة، ليلة الثلاثاء الماضي، احتجاجا على عدم قيام مصالح الأمن بواجبها.
وحمل الأب “ع.ل” مسؤولية الحادث الذي أودى بحياة فلذة كبده وهو لايزال في ريعان شبابه، عندما أقدم شخص على طعنه بواسطة سكين في صدره، يوم 13 شتنبر الماضي.
توجه الأب الذي يعمل موظفا بوزارة الشبيبة و الرياضة رفقة الضحية البالغ من العمر 28 سنة “ح.ل” لمصالح الأمن، يوم الجمعة 11 شتنبر قصد تقديم شكاية ضد شخص يهدد الإبن بالقتل، وحاول أن يطلعهم على رسائل التهديد التي كانت تصل الضحية من أحد أبناء الجيران بسبب خلافات شخصية بين الإثنين، ما جعل العداء يكبر بين الإثنين ليتحول لتهديد صريح بالقتل.
كان الأب يصرخ لدى الشرطة بأن تتدخل لحماية ابنه الشاب الذي كان يستعد للسفر لبلد إفريقي بعد أن وقع عقد عمل هناك مع إحدى الشركات، قبل أن يدخل في نزاع مع غريمه. هذا الأخير ليس إلا واحدا من ذوي السوابق العدلية ومعروف بنزعته الإجرامية في الحي، لكن الشرطة تحججت بوجود مباراة لكرة القدم ستجرى بملعب المدينة وطلبت من الأب أن يعود يوم الإثنين الموالي.
توسل “ل.ع” للشرطة بأن تتدخل وتحمي ابنه من جريمة قتل قد تقع في أية لحظة، لكن المهلة التي منحها رجال الأمن للرجل لم تكن كافية، حيث قتل الإبن صباح الأحد 13 شتنبر على يد غريمه، قبل وصول الموعد الذي حدده رجال الشرطة.
توجه الشاب “ح.ل” لصالون حلاقة صباح الأحد، وما أن أخذ مكانه ليحلق شعره حوالي العاشرة صباحا، حتى باغثه القاتل بطعنة وجهها له بسكين مباشرة ناحية القلب، بعد عملية ترصد.
ووجه الأب المكلوم اتهامات مباشرة لمصالح الأمن بقصبة تادلة التي قال إنها لم تقم بواجبها لحماية ابنه رغم أنه توجه إليها قبل حدوث الفاجعة و أطلع الأمنيين المداومين على فحوى رسائل التهديد التي كانت تصل الضحية، لكنهم لم يحركوا ساكنا.