يوسف بلحسن
عاودها ، نمخك ..."هكذا وبكل وقاحة قالت السيدة –التي تبدو من علية القوم ،على الأقل من هندامها ومظهرها الخارجي –.ولمن قالت هذه الكلمة الغير اللائقة ؟ لرجل الأمن .وأين ؟ بمدخل المدرسة الخصوصية الموجودة بالقرب من كلية أصول الدين بتطوان .والسبب؟ استعجال رجل الأمن عليها لتسرع بتحريك سيارتها من وسط الطريق لأنها كانت تعرقل حركة السير أثناء انتظارها لأحد أبنائها حالما يخرج من المدرسة الخصوصية إياها..كنا نحن نمتطي سيارة الأجرة ونحس ببعض الغبن لاضطرارنا الوقوف الاجباري –بدون عدر قانوني أو أخلاقي-في انتظار أن يتفضل الآباء والامهات بحمل أولادهم من أمام المدرسة -وأقول بدون عذر قانوني-لأنه من المفروض على كل المؤسسات أن توفر أماكن للوقوف خاصة بها والا تتسبب في عرقلة السير العام وفي تعطيل الناس على مصالحهم لتقضي هي كمؤسسة -المفروض فيها التربية الحسنة-مصالحها.... استغربنا –حقيقة –لبرودة أعصاب رجل الأمن-لم نر ولم نسمع منه نرفزة بل استمر في تنظيم السير رغم الكلمة المشينة لسيدة فاضلة-ونحسبها كذلك-وأعتقد انه تعود على هذه التصرفات المشينة اثناء عمله هناك نظرا لخصوصية الأفراد الذين يأتون لاصطحاب أولادهم للمدرسة الخصوصية. الأكيد أنه مع قرارة نفسه قال:"الله يكوز هذه الساعة بخير وصافي..."ويعرف جيدا أن مغرب الحقوق والواجبات لم نصل له بعد وأنه ادا لم يصمت فأكيد أن للسيدة الفاضلة التي تجرأت عليه بالقول المشين دراعا طويلة هنا بتطوان أو هناك بالرباط وأنها بجرة قلم أو بمكالمة هاتفية بسيطة قد ينقلب عليه السحر ويصبح هو الظالم.. سائق سيارة الأجرة لم يعجبه تصرف السيدة فقال فيها ما قال وحي رجل الامن..
هذه المشاكل تحدث يوميا ومند سنين بنفس المكان وعلى الطريق الرئيسية ودائما أتساءل : لماذا يا ترى تسكت الاجهزة المسؤولة على هذه الخروقات ؟ ولماذا لا تتعامل بنفس المنطق مع مؤسسات عمومية تعرف الكثير من الفوضى والتسيب أمام أبوابها من طرف الباعة المستعمرين للأرصفة والفارضين "بقوة الدراع" منطق التسيب الحقيقي ؟ لماذا لا تتحرك الأجهزة الأمنية أو أعوان السلطة لتوفير جزء من الحماية لعدد من المؤسسات التعليمية العمومية مثلما يفعلون مع الخواص؟ هل لأن الخواص يضم بين جنباته أبناء المسؤولين الكبار وعلية القوم ؟ أم فقط لأن المؤسسات الخصوصية تشتغل وفق منطق الضغط القانوني لتوفر لنفسها حقوقها وأكثر...؟
شخصيا أعرف بعض مسؤولي تلك المؤسسة التعليمية وهم بحق، رجال فاضلون ومربيون ،أساتذةشاركناهم ولسنين عملا جمعويا ونضالا سياسيا شريفا ...ولا أدري ما هو موقفهم من هذه الفوضى التي يتسببون فيها كل يوم بالطريق العمومية؟وكيف يقبلون أن يكونوا جزء من مشاكل المدينة ومن سخط الناس عليهم؟
ونعود لتلك السيدة الفاضلة صاحبة السيارة الفارهة فنقول لها : لربما غدا يصبح ابنك رجل أمن –كيفما كانت مرتبته- فهل ترضين له بإهانة من طرف امرأه أو رجل... ولوالي الأمن نقول له نحن لا نطالب بأكثر من التساوي في الحقوق بين الخواص والعمومي ولكم الشكر. مسبقا.