أزيلال 24 :    رضوان شيخي / صحفي متدرب

تحوّل أول أيام عيد الأضحى، الذي يُفترض أن يحمل في طياته البهجة والفرح، إلى مأساة إنسانية بدوار فورني بلوك 913 بجماعة سعادة ضواحي مراكش، حيث لقي ثلاثة مراهقين مصرعهم غرقًا داخل صهريج مائي في ظروف لا تزال يكتنفها الغموض، وذلك صباح اليوم السبت 7 يونيو 2025، الموافق لأول أيام عيد الأضحى.

تفيد المعطيات الأولية بأن الضحايا الثلاثة، وهم مراهقون تتراوح أعمارهم غالبًا بين 13 و17 سنة، لقوا حتفهم داخل صهريج مائي تقليدي، يُعتقد أنه يُستعمل إما لأغراض فلاحية أو للاحتياط المائي، في منطقة تعرف تزايدًا عمرانياً وتوسعاً سكانياً مضطرداً.

وحسب مصادر مطلعة ، فإن الضحية الأولى الذي تم انتشال جثته ظهر اليوم السبت يُدعى "م. ب. إ." ويبلغ من العمر 16 سنة. فيما لا تزال فرق الوقاية المدنية تواصل جهودها للعثور على الجثتين الأخريين وسط الصهريج الذي يبدو أنه لم يكن مؤمنًا أو محاطًا بأي وسائل وقائية.

شهادات من عين المكان تشير إلى حالة من الصدمة والذهول وسط أهالي دوار فورني، حيث تحوّل العيد إلى مأتم مفتوح، وخرج السكان لمتابعة جهود الإنقاذ التي باشرتها عناصر الوقاية المدنية تحت إشراف السلطات المحلية والدرك الملكي بمركز سعادة.

وأفادت مصادر محلية أن عمليات انتشال الجثث واجهت بعض الصعوبات بالنظر إلى عمق الصهريج وعدم وضوح الرؤية داخله.

باشرت عناصر الدرك الملكي تحقيقًا عاجلًا لتحديد ملابسات الحادث، فيما لم تُكشف بعدُ هوية الضحايا بشكل رسمي ولا الدوافع التي قادتهم إلى الاقتراب أو النزول إلى داخل الصهريج، في غياب مرافقة أسرية أو رقابة.

وبينما تظل الفرضيات مفتوحة، يطرح الحادث تساؤلات عن مدى وعي الأطفال والمراهقين بخطورة المنشآت المائية المكشوفة، خصوصًا في فترات العيد التي تشهد خروج الأطفال والمراهقين بأعداد كبيرة إلى الفضاءات المفتوحة.

حادثة دوار فورني ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن شهدت جماعات قروية ومناطق ضواحي مدن مغربية عدة حالات غرق مشابهة في صهاريج مائية، خاصة في فصل الصيف أو خلال الأعياد، ما يسلّط الضوء مجددًا على إشكالية السلامة العمومية في محيط المرافق الخطرة غير المؤمنة.

ويبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر غياب التدابير الوقائية والمراقبة الفعلية لهذه المنشآت، في ظل ما بات يشبه النمط المتكرر لهذه الفواجع؟