مدينة تملالت بين مشاريع متعثرة وأحلام مؤجلة

أزيلال 24:محمد شقور

على الطريق الوطنية رقم 8، بين مراكش وأزيلال، تقع مدينة تملالت كممر ضروري للزوار القاصدين شلالات أوزود أو المتجهين نحو العطاوية وبني ملال. موقع استراتيجي كان من الممكن أن يجعلها مركز جذب واستثمار، لولا أن الواقع يسير في اتجاه مخالف تمامًا.
ففي وقت كانت فيه الساكنة تأمل أن تشهد المدينة طفرة في البنية التحتية، خاصة مشروع تطهير السائل والذي انتظاره ، فوجئ الجميع بتوقف مفاجئ وغامض لأشغال هذا المشروع . المعدات توقفت، والعمال اختفوا، وتركوا خلفهم طرق محفورة، وورشًا عشوائيًا لا يزيد الوضع إلا سوءًا.
“ما فهمنا والو، جاو بداو خدامين، قلنا أخيرًا غادي تتحسن الحالة، لكن سرعان ما اختفى كلشي”، يقول م ف، وهو يشير إلى حفرة أمام محله ظلت لأشهر دون إصلاح.
وغير بعيد عنه، تشتكي ل.ك، وهي أم لطفلين، من الآثار الصحية للأشغال المتوقفة: *”الغبار ما كيتساليش، والأزبال كترت، والأطفال ديما مرضى… واش هادشي معقول؟”

الغريب في الأمر أن لا أحد من المسؤولين المحليين خرج لتوضيح الموقف، ولا أي جهة رسمية تواصلت مع الساكنة لشرح أسباب هذا التوقف أو تقديم جدول زمني لاستئناف العمل. هذا الصمت يُعمّق الشعور بالإهمال، ويغذي الإحباط الجماعي الذي بدأ يتسلل إلى نفوس سكان المدينة.

يرى عدد من المتتبعين أن ما يجري في تملالت ليس سوى نموذج مصغر لتعثرات تنموية تعرفها مناطق عديدة في المغرب، بسبب غياب الحكامة الجيدة، وضعف المراقبة، وسوء تدبير المشاريع العمومية. نتائج هذا الوضع لا تقتصر على المظهر العمراني، بل تنعكس على ثقة المواطن في المؤسسات.

ورغم هذه الصورة القاتمة، لا تزال هناك فسحة أمل في أن تتحرك الجهات المعنية و إعادة إطلاق المشاريع المتوقفة وتسريعها ، ومعالجة الخلل في التسيير والمتابعة.
ويبقى السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستُستأنف الأشغال فعلاً، أم أن المدينة ستبقى رهينة أوراش متوقفة وأحلام مُجهضة؟

مراكش اليوم