مأساة في شفشاون.. حريق غامض يودي بحياة أسرة كاملة بدوار احسونن

أزيلال 24 : عمر بدري

لقي أربعة أفراد من أسرة واحدة مصرعهم، في الساعات الأولى من فجر الخميس 22 ماي 2025، إثر اندلاع حريق مهول داخل منزلهم الكائن بدوار احسونن، التابع لجماعة أونان بإقليم شفشاون.

ووفقًا لمصادر محلية، فقد اندلع الحريق في وقت مبكر من الفجر، بينما كانت الأسرة نائمة، ما حال دون تمكن أفرادها من النجاة. وانتشر الدخان بسرعة كثيفة داخل المنزل، متسببًا في اختناق الأب والأم وطفلتيهما، قبل أن تلتهم النيران كامل أرجاء البيت.

ورغم التدخل السريع لعناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية، فإن قوة الحريق وكثافة الدخان حالت دون إنقاذ أي من الضحايا، ليتم لاحقًا نقل جثامينهم إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بشفشاون.

في تصريح لأحد جيران الأسرة المفجوعة، قال:
"استيقظنا على صراخ واستغاثات خافتة، لكن النيران كانت قد أتت على كل شيء. حاولنا الاقتراب، لكن الدخان كان خانقًا... لقد فقدنا جيرانًا طيبين، لم نرَ منهم يومًا سوى المحبة والاحترام."

من جهته، عبّر أحد أبناء الدوار عن صدمته، مضيفًا:
"الأب كان معروفًا بمساعدته للجميع، والأم كانت مثالًا في الطيبة. لا أحد يصدق أنهم رحلوا بهذه الطريقة المفجعة."

أكد مصدر مسؤول بالسلطة المحلية أن تحقيقًا قضائيًا قد تم فتحه بتعليمات من النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق، مشيرًا إلى أن كل الفرضيات تظل واردة إلى حين انتهاء التحقيقات التقنية والمعاينات الميدانية.

وأضاف المصدر ذاته أن السلطات بصدد توفير الدعم اللازم لأسرة الضحايا الممتدة، وأن المصالح الاجتماعية تتابع الوضع عن كثب لتقديم المساعدة النفسية والمعنوية لسكان الدوار الذين يعيشون تحت وقع الصدمة.

وقد خيمت أجواء من الحزن والأسى على سكان دوار احسونن، الذين ودّعوا الأسرة في جنازة مهيبة طغت عليها مشاعر الانكسار والذهول. ويرى عدد من السكان أن هذه الفاجعة ينبغي أن تكون جرس إنذار لتحسين شروط السلامة داخل المنازل، خاصة في المناطق القروية التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى وسائل الوقاية الأساسية.