بني ملال تحتضن النسخة الثانية للمهرجان الدولي "الجسد والثقافة في حركة" بحضور جمعية " انطلاقة "من أزيلال
ازيلال 24 : متابعة
نظم مختبر السرد والأشكال الثقافية، بشراكة مع جمعية انطلاقة بأزيلال، والمديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية فيكتور سيغالين (VICTOR SEGALEN)، وجمعية (DV Photographie) بمارسيليا، النسخةَ الثانية للمهرجان الدولي "الجسد والثقافة في حركة"، وذلك يومي الخميس والجمعة 27 و28 فبراير 2025.
وحاول هذا الحدث العلمي، من خلال برنامج ثقافي شمل الندوات الفكرية والعروض الفنية للرقص والمسرح والغناء والتصوير الفوتوغرافي والورشات والفعاليات الرياضية، مقاربة الجسد في أبعاده المختلفة، وذلك بمشاركة شخصيات أكاديمية وثقافية بارزة، تضم أساتذة وباحثين مغاربة ووافدين من العالم، وأساسا من فرنسا وكولومبيا، كما عرف حضور عدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة وجمهور واسع من المثقفين المهتمين.

ثم توالت مداخلات المشاركين بمقاربات مختلفة لمحور المهرجان، تناول فيها رودريك فان بيتيغم (RODRIGUE Van Peteghem)، ممثل جمعية (DV Photographie)، موضوع "الثقافة والتصوير في حركة" تطرق فيه لتحولات الفوتوغرافيا في علاقتها بالثقافة وقضاياها، وانخراطها في نقل وطرح التعددية الثقافية، مقدما مجموعة من النماذج، فيما قدمت كارين غالمي، مصممة رقصات، مداخلتها حول "الجسد وتصميم الرقصات والكاليغرافيا" مثيرة سؤال علاقة الجسد باللغة، من خلال الحركة داخل الفضاء، والعلاقة مع الآخر، كما تناولت سيلين بولي (CELINE Poulet)، مصورة ومصممة رقصات، "ماتير: من المرأة إلى الأم" متحدثة عن تحولات الأنثى وما يقتضيه ذلك من التفكير في الذات، وفهم الانفعالات من أجل تواصل ناجع مع الجسد، وهو ما تشتغل عليه عبر مداخل مغايرة تشمل الفوتوغرافيا والرقص والكاليغرافيا.
أما ناهيا روبير (NAHIA Robert)، فعرضت مشروعها مع مجموعة من النساء من أجل أغانٍ تقليدية متعددة الأصوات، تعكس الهوية المشتركة، وتنفتح على المختلف. وتناولت دورلي ميراندا (DURLEY Miranda)، استشارية في الجغرافيا السياسية والتنمية المستدامة، موضوعَ "الأجداد والتنوع البيولوجي: طرق مختلفة للتكيف مع الأرض"، عرضت فيه التعدد والطبيعة في الوجود التاريخي للإنسان، وكيفية فهم الوعي الإنساني بالذوات من خلال ثلاثة مداخل هي: الجسد والكلام والعقل، كما قدمت أشكال نقل التنوع البيولوجي والاختلاف والتعدد إلى الأجيال اللاحقة.

وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها حميد رياض، بأفورار، وبعد تقديم عرض حول جمعية انطلاقة وأهدافها وأنشطتها، تم تنظيم ورشة فنية من تأطير المصورة ومصممة الرقصات: سيلين بولي، وورشة حول الغناء التقليدي متعدد الأصوات، كما نظم لقاء في كرة القدم النسوية، وعرض شريط سينمائي حول كولومبيا.
وفي اليوم الثاني، بفضاء الأشجار العالية، ببني ملال، فعرفت الجلسة الثالثة التي ترأسها الشرقي قرقابة، مشاركة حميد مسفور بمداخلة باللغة الإنجليزية حول "الجسد: موطن السرديات"، تناول فيها قدرات الجسد على إنتاج السرد من خلال الفعل، وهو أصغر مكون سردي، ثم من مجموع العلاقات مع المحيط ومع الكون، وهي تمثلات سردية للتفاعل مع الذوات الإنسانية وغير الإنسانية. وشارك فريديريك دوماس (FREDERIC Dumas)، من جامعة كرونوبل، بفرنسا، بمداخلة عن بعد، حول رواية مارك توين "حجاج في الشرق الأوسط"، تناول فيها قضايا الصراع الثقافي حول سؤال الجسد الأنثوي الأصلي.
كما نظمت مجموعة من الورشات الفنية لفائدة الطلبة، حول الرقص المستوحى من فن الخط، والجسد على المسرح، والغناء التقليدي متعدد الأصوات، أطرتها كل من كارين غالمي، وناهيا روبير.
أما الجلسة الرابعة، فتمحورت حول الجسد والكتابة، نسقها وقرر أشغالها كل من إلهام سقلان ويوسف أوبيهي وأنس مايو، وتدخلت فيها إيمان الفارسي، بورقة حول "الجسد المتكلم: السرد غير اللفظي في الفيلم المقتبس عن رواية: اثنا عشر عاما من العبودية، لجون ريدلي"، كما تناولت أسماء موجان تمثلات الجسد الأنثوي في أفلام: "امرأة لا لزم لها" لربيع علم الدين، و"أنا الإله" و"مئذنة" لليلى أبو ليلى، أما محمد أمسناو، فتتبع حضور ودلالات الجسد وفلسفة اللباس في كتاب "سارتور ريزارتوس" لتوماس كارليل.
وقد أثارت الجلسات تفاعل الحاضرين بأسئلة ومداخلات أتاحت توسيع وتعميق النقاش حول قضايا محور المهرجان، الذي اختتمت فعالياته بحفل فني سيرته الباحثة بشرى مذكوري، وضم وصلات من الأغاني الباسكية التقليدية، والرقص الكوريكرافي، والأغاني الأمازيغية النسائية، وأحيدوس، وشاركت فيه فرقة صول للثقافة والموسيقى، وفرقة روح للسماع والمديح، مع حضور النفار، إيذانا بشهر رمضان المبارك، واستحضارا لرمزيته باعتباره موروثا ثقافيا مغربيا أصيلا.
احداث انفو