موظفو الأمن الوطني يطالبون الحموشي الاعتراف بشواهدهم العليا
أزيلال 24
في ظل التحولات الاجتماعية والمهنية، يواجه موظفو الأمن الوطني بالمغرب من حاملي الشهادات العليا تحديات كبرى للحصول على اعتراف رسمي بشهاداتهم وتحسين أوضاعهم المهنية، ويأتي ذلك في سياق مطالبات متعددة من قبل هذه الفئة لتحسين أوضاعهم المهنية والإدارية، خاصة بعد تزايد الأصوات المطالبة بالعدالة والمساواة في الترقية والعلاوات بناءً على الكفاءة الأكاديمية.
وتعتبر الشهادات العليا، سواء الماجستير أو الدكتوراه، إضافة نوعية لمؤهلات الموظفين وقدرتهم على الإسهام بفعالية في تطوير الأداء الأمني والإداري، إلا أن الجهات المعنية لم تستجب بالقدر المطلوب لهذه المطالب، مما يفاقم من الشعور بالتمييز ويضعف من معنويات هؤلاء الموظفين الذين يسعون جاهدين لتطوير أنفسهم ومؤسساتهم، مما دفع اغلبيته الى الهجرة لدةل الأوروبية.
انطلاقًا من هذا الواقع، تزايدت المطالب في صفوف موظفي الأمن من أجل تحسين أوضاعهم المهنية. فقد دعا التنسيق الوطني لموظفي الأمن إلى ضرورة التدخل العاجل لتغيير هذا الوضع، مستندين إلى أهمية الكفاءة العلمية في تطوير الأداء الأمني. تشير هذه المطالب إلى ضرورة إعادة النظر في معايير الترقية والعلاوات، بما يعكس فعليًا قدرات الموظفين ومؤهلاتهم الأكاديمية.
لا تتوقف التحديات عند حدود العمل، بل تمتد لتؤثر على الحالة النفسية والاجتماعية لموظفي الأمن. فعدم الاعتراف بمؤهلاتهم يدفع العديد منهم إلى الشعور بالإحباط، ويعزز شعور التمييز. وهذا ما يدفع البعض إلى التفكير في الهجرة إلى الخارج بحثًا عن فرص أفضل واعتراف حقيقي بكفاءاتهم. إن هذا التفكير لا يعكس فقط إحباطهم، بل يشير أيضًا إلى حاجة ملحة للتغيير والإصلاح في منظومة العمل الأمني بالمغرب
لمواجهة هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى إصلاحات هيكلية في قطاع الأمن الوطني. يجب أن تشمل هذه الإصلاحات تحسين نظام الترقية والعلاوات، وتطبيق معايير موضوعية تستند إلى الكفاءة العلمية والخبرة العملية. علاوة على ذلك، ينبغي أن تكون هناك آليات لتقييم الأداء تأخذ بعين الاعتبار المؤهلات الأكاديمية، مما يعزز العدالة والمساواة بين جميع الموظفين.
تعد التحديات التي يواجهها موظفو الأمن الوطني بالمغرب من حاملي الشهادات العليا قضية معقدة تتطلب تفكيرًا عميقًا واستجابة سريعة. إن معالجة هذه القضايا ليس مجرد مسألة حقوقية، بل هو استثمار في تعزيز الأمن وكفاءة الأداء. ينبغي على الجهات المعنية الاستماع إلى مطالب هؤلاء الموظفين والعمل على تحسين أوضاعهم، لضمان بيئة عمل تتسم بالعدالة والشفافية، مما سينعكس إيجابيًا على الأداء الأمني ككل.