ماذا بعد حرب الابادة في قلب غزة
بواسطة : عبد اللطيف برادة
انه السؤال المحوري الذي يطرح علينا نفسه بإلحاح دالك لأننا كلنا نتطلع لمصير هدا الشعب الذي يبدو ان قدره كان دوما على موعد مع قهر الحياة بداية كانت له تجربة مع الشتات خارج وطنه ثم الكفاح من اجل العودة ثم العودة لكي يلاقي التنكيل والعذاب في ارضه ودالك بعد استكمال اتفاق سلام اسلو لكي لا يلاقي من السلام إلا وهم وفتات فأين السلام والحرب تضرب اطنابها بالتناوب من حين لأخر ومن منطقة لأخرى لكي يلاقي القنابل تمطر هنا وهناك على كل شبر من ارض غزة فما هو ادن مصير هده الارض وهدا الشعب سؤال يطاردنا لكي نتطلع الى المستقبل فنحاول ان نستبق الاحداث بعدما تضع الحرب اوزارها وهو سؤال منطقي حتى وان كان القتال لم ينته بعد و حتى وان كانت كل الدلائل تشير الى اولوية وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى و الاسراع في تقديم المساعدات التي بدونها قد تتوقف الحياة كليا في غزة
لكن بالرغم من كل الدمار واستمرار الحرب فان الناس بالفعل لا تتوقف عن السؤال عن مستقبل هذه الأرض وفي المقام ألأول عن ألنفوذ بل وحتى ألسيطرة التي ستحاول مختلف الجهات الفاعلة ممارستها هنأك على المستويين الحكومي والسياسي
حقيقة لاشيء يبدو لي انا شخصيا واضحا فيما تقدم عليه اسرائيل اد يبدو ان كلما تفعله هو نوع التحرك المسرحي من اجل اسكات الرأي العام في اسرائيل الذي اضحى يطالب بأي شيء يشفي غليله ويشبع روح الثأر فيه وهو امر يقلقني لأننا نواجه حكومة شلت قدرتها العقلية كاملا ولم يضل فيها إلا الكراهية للشعب الفلسطيني والاهم هو ان اسرائيل التي اضحت بموجب دالك لا تمتلك استراتيجية واضحة على ما ستقدم عليه و لا كيف تنهي المهمة الموكلة الى الجيش و الشيء الذي يجعلني أشعر بالقلق اكثر هو افتقارها إلى استراتيجية خروج. وبناء على دالك لا يمكن لنا ان نعرف إلى متى سيستمر الهجوم الاسرائيلي وما هو الشكل الذي ستكون عليه النتيجة في الاخير
اد يبدو أن إسرائيل منشغلة الان وبشكل هستيري برد الفعل على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أكثر من اهتمامها بإستراتيجية طويلة الأمد في التعامل مع غزة
فالإسرائيليون الحقيقة "لم يتوقعوا هذه ألخطوة لذا فهم ليسوا على الإطلاق في منطق التفاوض السياسي ام التخطيط لما يجب الاقدام عليه لفك الازمة السياسية التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي ككل وحكومة الليكود التي يبدو انها اصيبت في الصميم وشلت في مجمل قدراتها للتعامل مع واقعها السياسي الجديد الذي فرض عليها من دون سابق اندار فلم تعد قادرة على مواجهة الواقع بما يكفي من المنطق وبعد النظر اللذان يتطلبهم الوضع بشكل عام
لكن و بالرغم من كل التخبط الذي تعيشه حكومة نتنياهو فهدا لا يثني المنظرين السياسيين والخبراء بمختلف مشاربهم ان يتناولوا مند الان مجمل سيناريوهات ما بعد الصراع والاطروحات التي يجب أن تناقش حيث هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بجانب عالم كامل من الاحتمالات مما يجعل من الصعوبة بمكان الاختيار ضمن الفرضيات التي تطرح للخروج من الازمة التي فرضتها التطورات الاخيرة والحقيقة انني لأشفق على صناع القرار والسياسيين لأن هناك عدة سيناريوهات حيث من الصعب الاختيار بينهما للخروج من المأزق اد ان السؤال المحوري يضل يطرح نفسه و هو من سيحكم غزة في نهاية المطاف وعلى المدى الطويل اد لا يوجد ضمن كل الاطروحات اي سيناريو تقبل فيه إسرائيل استمرار حماس في السلطة في قطاع غزة
حيث ان حضور حماس في تشكيلة حكومية فيما بعد الحرب او عودتها في السنوات المقبلة سيكون سيناريو كارثيا بالنسبة لإسرائيل التي حاولت في ألماضي السيطرة على حماس عن طريق "قص العشب بشكل دوري للقضاء على بعض منه لكن في هذه المرة يعتزم الجيش الإسرائيلي بذل كل ما في وسعه من أجل تدمير حماس كليا باعتبارها خصماً مسلحاً يشكل خطرا امنيا على اسرائيل
وفي كل الاحوال إذا نجحت إسرائيل في إضعاف حماس بالقدر ألكافي فإن "الإسرائيليين سوف يتمتعون بميزة أعظم في إيجاد طريقة معينة للخروج من ألأزمة ومن ناحية أخري إذا فشلوا فقد يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر انفتاحاً على الخيارات الأخرى
والحقيقة ان هناك شيء واحد مؤكد يمكن الاتفاق حوله: يجب ألا يتم خلق بأي شكل من الاشكال فراغا في السلطة في قطاع غزة. اد من الممكن استغلال هذا الفراغ من قبل الفوضويين والإسلاميين ألراديكاليين كما فعلت جماعة الدولة الإسلامية المسلحة في أفغانستان ومنطقة الساحل. ومن هنا يجب الميل الى اختيار خيارا أكثر واقعيه والذي قد يشمل حماس كطرف فعال في المشهد السياسي الحالي الذي لا يمكن تحييده بأي حال من الاحوال وإلا فإننا سنفتح قوسين على ألمجهول ومن هنا يجب الوصول بناء على الواقعية السياسية الى حال من التوافق بين جميع الاطراف وهذا لن يكون ممكنا إلا عندما يتغير الوضع السياسي بشكل كامل مع وجوب تدخل لاعبين سياسيين فاعلين بما فيه كفاية لتغيير معالم الخارطة السياسية في الشرق الاوسط كمثل روسيا أو الصين من اجل استعادة التوازن في عالم فوضوي وأحادي القطب