جمعية متقاعدات و متقاعدي التعليم بدمنات تفتتح "ملتقى المتقاعدين ".
أزيـلال24 : نصر الله البوعيشي
كان ايجاد مقر يلتقي فيه المتقاعدون و البحث عن الوسائل الكفيلة بتجاوز النظرة النمطية السلبية عن المقاهي التي يعتبر ها البعض فضاء لإهدار و تجزية الوقت فيما لا يفيد أو قتل الوقت كما يقال ، أحد الهموم الاساسية التي تؤرق بال مكتب جمعية متقاعدات متقاعدي التعليم بدمنات منذ تأسيسها . ومن هذا المنطلق انصب اهتمامها على كيفية تحويل هذا الفضاء الذي هو "القهوى" من مكان لقتل الوقت الى فضاء لربح القوت؟ .
ورغبة من الجمعية في تغيير هذه الصورة النمطية المتداولة السلبية اللصيقة بالمقاهي التقليدية ، بدأت الجمعية رحلة البحث عن مقر لتجسيد هذه الفكرة ، وطرحت عدة خيارات ولكنها تصطدم بانعدام الامكانيات المادية ، واما م هذه الصعوبة ارتأت عرض الفكرة على بعض المقاهي التي تسمح فضاءاتها بتحقيق هذا الهدف ، وتبين لها بعد عدة استشارات ومداولات ان فضاء "الجزيرة" يتوفر على المواصفات المطلوبة: الشساعة- الهدوء –التجهيز- القرب ، وفعلا ربطت الجمعية الاتصال بصاحب هذا الفضاء السيد عبد الكبير المعزوزي وعرضت عليه الفكرة مستغلة صداقة بعض اعضائها معه منذ الطفولة و زمالتهم معه في مختلف المراحل الدراسية وكذا حبه وتقديره لرجال التعليم وهو المحسوب على هذه المهنة فقد كاد أن يكون رجل تعليم لولا أنه أدار دفة شراعه نحو التجارة .
ورحب بالفكرة و بدون تردد وبدون قيد ولا شرط اللهم ما كان من اتخاذ الاجراءات الإدارية الجاري بها العمل اثناء تنظيم أي نشاط غير اعتيادي .
وقد شمل اتفاق الشراكة بين الجمعية والسيد المعزوزي عبد الكبير على ما يلي :
- . يخصص جناح من فضاء الجزيرة لمنخرطي الجمعية وغيرهم من المتقاعدين ومرافقيهم للمطالعة او متابعة البرامج التلفزيونية من مباريات رياضية وغيرها كما هو الشأن في جميع المقاهي .
- . تنظيم فيه بعض أنشطة الجمعية المرخصة والمسموح بها قانونيا و المنصوص عليها في القانون الاساسي للجمعية .
- تعقد فيه اجتماعات مكتب الجمعية حسب قانونها الاساسي ونظامها الداخلي .
وبالمقابل تلتزم الجمعية ب:
1- حث مرتادي هذا " الملتقى " من منخرطين وغيرهم ممن توافق عليهم الجمعية على الحفاظ على التجهزات وعلى استهلاك المشروبات واداء ثمنها حسب التسعيرة المعمول بها في هذا الفضاء.
للإشارة فان هذا " الملتقى " ليس بديلا عن مقر الجمعية الرسمي بدار الشباب الزرقطوني وهي الحاضنة للأنشطة الكبرى للجمعية .
وقد اعان مكتب الجمعية انه سيعمل بعد الإفتتاح الرسمي لهذا الملتقى على تفعيله ليكون خلية نحل منتجة وشعلة نشاط دائمة بدمنات حيث سيتحول بين الفينة والاخرى الى" مقهى أدبي" يلتقي فيه الأدباء والفنانون وتنظم فيه المحاضرات والأنشطة المختلفة الثقافية والفكرية الإجتماعية والترفيهية كما سيكون منبرا ثقافيا متميزا للتعريف بإصدارات الكتاب والباحثين من أبناء المنطقة ، و منصة يعبر من خلالها نساء ورجال التعليم عن ذواتهم وأفكارهم ومقترحاتهم في شؤون الثقافة والإبداع والإعلام والتعليم .
كما ستعمل الجمعية على ان يساهم كذلك في عكس الصورة الطيبة عن نساء ورجال التعليم وقصص نجاحهم وتضحياتهم وتاريخ سيرة رجالات الرعيل الأول منذ إحداث أول مدرسة عمومية بالمنطقة في العشرينيات من القرن الماضي .وأن يتعدى اشعاعها منطقة دمنات إلى الاقليم والجهة وأن يرتبط اسمها بأسماء شخصيات ومفكرين وادباء ومبدعين من ابناء المنطقة كما هو الشأن في مقاهي خلدت لشخصيات عالمية ك (مقهى «ريش» و«الفيشاوي» بالقاهرة) الذي ارتبط به اسم بنجيب محفوظ في مصر، وكما خلد مقهى («دو فلور» في باريس)، اسم الفسيلسوف جان بول سارتر في فرنسا ، مقهى («مونتمارتر» في براغ)، الذي لا يطر اسمه إلا مقرونا بفرانز كافكا في التشيك وكمقهى "باليما" المقابل لمقر البرلمان بالرباط ، و«لا كوميدي» وسط الدار البيضاء الذين خلدا اسماء العديد من المثقفين والسياسيين والفنانين المغاربة .
كما تمنت الجمعية في كلمتها الافتتاحية أن يكون هذا" الملتقى " مدرسة تبرز الدور الذي يليق بنساء ورجال التعليم وفرصة لتقديم النصح والمشورة وابداء الرأي حول قضايا التربية والتعليم في اطار التشبيك مع الجمعيات والجهات وفي مقدمتها مجلس الجماعة الترابية لدمنات و المديرية الاقليمية للتربية الوطنية والرياضة المدرسية . اللذين تربطها بهما اتفاقية شراكة .
إن جمعية متقاعدات ومتقاعدي التعليم ليست جمعية تقليدية كلاسيكية كبقية الجمعيات؛اذ بالرغم من تقاعد اعضائها فانهم لا زالوا يحملون عبء تلك الرسالة الوطنية المشرفة التي يعتز بها كل مغربي يفتخر بتاريخه وماضيه وحاضره ويحلم بمستقبل زاهر .
وفي ختام الحفل شكرت مكتب الجمعية ومنخرطوها صاحب فضاء الجزيرة على تفضله بوضع هذا الفضاء الجميل رهن اشارة المتقاعدين وطلب المكتب من المنخرطين تقديم نصائحهم وتوجيهاتهم وانتقاداتهم في سبيل تجويد انشطتها .
وانتهى الافتتاح بحفل شاي على شرف المدعوين .