أزيلال 24
قدم صلاح عبد السلام، العضو الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات نوفمبر 2015 في باريس، “اعتذاره” للضحايا اليوم الجمعة، وذرف دموعا في نهاية استجوابه الأخير أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس.
وقال الفرنسي من أصل مغربي والبالغ 32 عاما باكيا، “أريد أن أقدم تعازي واعتذاري لجميع الضحايا. أعلم أن الكراهية ستبقى (…) أطلب منكم اليوم أن تكرهوني باعتدال”. وأضاف “أطلب منكم السماح”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت جلسة الاستجواب الأخيرة لصلاح عبد السلام قد بدأت الأربعاء وانتهت بعد ظهر اليوم الجمعة بأسئلة الدفاع، حول ضلوعه في الهجمات التي تسببت في مقتل 130 شخصا في باريس وسان دوني في ضواحي العاصمة الفرنسية.
وأكد المتهم الرئيسي طوال الأيام الثلاثة، أنه كان يجب عليه أن يفجر نفسه في حانة في الدائرة 18 في باريس، لكنه “تخلى عن الفكرة” عند رؤية شباب يشبهونه ويستمتعون بوقتهم.
وسألته أوليفيا رونان وهي واحدة من محاميه “هل تأسف لأنه لم تكن لديك “الشجاعة” لإتمام الخطة؟”. فأجاب عبد السلام “أنا لست نادما، لم أقتل هؤلاء الأشخاص ولم أقتل نفسي”.
وأضاف بصوت مرتجف قبل أن يقدم اعتذاره، “أريد أن أقول اليوم إن قصة 13 نوفمبر كتبت بدماء ضحايا. إنها قصتهم وأنا جزء منها. إنهم مرتبطون بي وأنا مرتبط بهم”.
كما طلب من المتهمين الثلاثة الذين حوكموا لمساعدته على الهرب بعد الاعتداءات “الصفح عنه” وقال، “لم أرغب في جرهم إلى هذا الأمر”. وعلى الفور، خرج أحدهم والدموع في عينيه من القاعة.
وختم عبد السلام بالقول، “أعلم أن هذا لن يشفيكم. لكن (…) إذا تمكنت من القيام بأي شيء جيد لأحد الضحايا، سيكون انتصارا بالنسبة إلي”.
يذكر أنه في الثالث عشر من نوفمبر2015 نفذ ثلاثة أشخاص مجزرة في قاعة حفلات "باتاكلان" فيما هاجم آخرون حانات ومطاعم. وأمام ملعب لكرة القدم، فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم خلال مباراة دولية بين ألمانيا وفرنسا.
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الهجمات التي ضربت فرنسا. واتهم ما مجموعه 20 شخصاً بضلوعهم في الهجمات.