وفاة المناضلة والمقاومة جيلالي تودة في صمت بعد معاناة مع المرض
متابعة : هشام أحرار
توفيت المناضلة والمقاومة جيلالي تودة مساء يوم الثلاثاء 19 غشت الجاري بمنزلها الكائن بحي التقدم بلدية ازيلال بعد معاناتها مع المرض المرحومة الأم تودة جيلالي التي وهبت حياتها لمساعدة المغاربة ضد المستعمر الفرنسي
رفقة شيخ المقاومين أنداك أحمد الحنصالي في جبال الأطلس المتوسط والكبير ، رأت المرحومة الأم تودة النور يوم العاشر من شهر غشت سنة 1910. توفي أبوها عندما كان سنها لا يتجاوز العاشرة ،فكان ذلك عاملا اكبر لتزداد إيمانا وتعلقا بحب فعل الخير والنضال، تلقت تعليمها في مدرسة دينية وعندما بلغت من العمر 18 سنة أرسلت إلى مقهى بمركز ازيلال للعمل مع المناضلين لتهيئة وجبات الأكل والمساعدة في تأمين الأسلحة للمقاومة وخاصة في أعالي الجبال إلى حدود تادلة . وعند بلوغها 21 سنة قررت الدخول في مجال المقاومة لتصبح أول امرأة مقاومة بالمنطقة، وبعد ست سنوات أصبحت المرحومة الأم تودة تتلقى تكوينا في الأسلحة بمساعدة زوجها
واستقرت بالمنطقة رفقة مقاومين آخرين، وكان اهتمامها ينصب حول محاربة المستعمر، فرأت أن من واجبها العمل على دحضه مهما كلف الأمر، كانت حاضرة على الدوام في أية نقطة لإغاثة المقاومين وخاصة مهم الجرحى والمرضى وقد أهلتها جهودها والعمل المتواصل مع المقاومين وخاصة البطل والمقاوم احمد الحنصالي لتنال صفة المقاومة والمناضلة بازيلال ، ورغم ذلك عاشت حياة صعبة مع المرض، ورغم ذلك تنكر لها هذا الوطن،وعاشت الويلات فقرا وعذابا رفقة أطفالها الصغار تضحية من اجل هذا الوطن وخدمة المقاومين والمناضلين لتحرير هذا الوطن ، والمرحومة الأم تودة جيلالي التي أضحت امراة عجوزة تبلغ 110 سنة : عاشت لصعوبات بحيت تعاني من المرض ولا تجد تكاليف العلاج، ولم تستفيد من أي امتياز كباقي المقاومين الأخرين، كراتب شهري او الحصول على بطاقة صفة مقاومة من المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير او رخصة للنقل رغم أنها أرسلت عدة وثائق إلى مندوبية المقاومة باسم زوجها باسماخ موحى المسجل بتاريخ 1997/11/20 ملف رقم 54897 ،ثم ملف المقاومة عدد 54.397 الذي أرسل الى المصالح المركزية بتاريخ 1997/08/06 تحت عدد 1398لكن دون جدوى او النظر في طلبها.
وألان لم يتبقى سوى الذكريات والأيام الجميلة للمرحومة مع نضالها ومقاومتها مع فرسان الأطلس المقاومين وخاصة احمد الحنصالي الذي كان اسمه مشهورا في الأطلس المتوسط...
توفيت المرحومة الأم تودة جيلالي في صمت بعد معاناة طويلة مع المرض ، وطاقم بوابة ازيلال 24 يعزي أسرة باسماخ في وفاة والدتهم ونقول لهم ان لله وان اليه راجعون.