100 ألف شخص أسلموا على يديه وساهم ببناء مئات المساجد.. تركيا تودع الداعية “مجاهد اليابان”
أزيلال 24 : صحف
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ نعمة الله خوجة، الداعية التركي المشهور، والشيخ رحمه الله تركي الأصل والنشأة، قضى 15 عاماً مجاوراً في المدينة المنورة، و15 عاماً في مكة المكرمة إماماً لمسجد «النور» عند جبل حراء، وقبلها مؤذناً في مسجد «السلطان أحمد» في إسطنبول -أكبر مساجدها- وإماماً في عدة مساجد أخرى، تتلمذ على الكثير من العلماء المعاصرين للسلطان عبدالحميد يرحمه الله.
زار أكثر من 50 بلداً داعياً إلى الله، أخرج المئات من رواد الخمّارات في أوروبا إلى المساجد، وأدخل 20 ألف مصحف إلى الصين عام 1981م، بموافقة الحكومة الصينية، وزار سيبيريا وما حولها في روسيا 3 مرات بثوبه الأبيض ودرجة الحرارة 40 تحت الصفر.
أنشأ مركز طوكيو الإسلامي للدعوة، وأسلم على يديه آلاف اليابانيين والأجانب، وله جهود دعوية عظيمة في 55 دولة.
رحلة الداعية نعمة الله
في سن مبكرة، بدأ نعمة الله المشاركة مع والده في جلسات العلماء، فيما بدأت أخته فاطمة بتدريس القرآن في دورات جرى تنظيمها لهذا الغرض بولاية أماسيا.
عمل مؤذناً في جامع “السلطان أحمد” في إسطنبول عام 1955 وشغل منصب نائب عن الإمامين الشهيرين محمد أوكوتجي (كوننلي محمد أفندي) وسيد شفيق أرواسي، قبل أن ينتقل إلى مكة المكرمة بصحبة والده الذي تقاعد وقتئذ من رئاسة الشؤون الدينية في تركيا.
أقام في مكة المكرمة لمدة 33 عاماً، حيث درّس في مسجد حي الأشراف الذي يقع بالقرب من جبل النور، قبل أن يتوجه لاحقاً إلى اليابان بناءً على دعوة جاءت من هناك، وأصبح الإمام الأول للمركز الإسلامي الياباني.
افتتح نعمة الله خوجة مئات الجوامع والمساجد في اليابان التي أقام فيها أكثر من 20 عاماً، وأصبح يُعرف هناك باسم “مجاهد اليابان”، لأنه ساعد الآلاف من الناس من مختلف الجماعات الدينية على اعتناق الإسلام.
تمكن نعمة الله خوجة الذي كان يتحدث 6 لغات، من توزيع 20 ألف مصحف في الصين عام 1981، وزار أكثر من 50 دولة خلال حياته التي كرسها لنشر الإسلام، كما افتتح مئات المساجد في أنحاء مختلفة من العالم.
“أيادٍ بيضاء” في نشر الإسلام
قال عمر فاروق أوجاق زاده، أحد أصدقاء الداعية نعمة الله خوجة، إن الداعية الراحل كان له أياد بيضاء في نشر الإسلام وإيصال صوته إلى العديد من بلدان العالم.
أضاف: “تعرفت على نعمة الله خوجة عام 1974 وكنت صديقاً مقرباً منه طيلة السنوات الـ 47 الماضية. قمنا مع نعمة الله خوجة و50 عضواً آخرين بتأسيس جمعية الدعوة إلى الإسلام في حي “بك أوغلو” بإسطنبول عام 2019″.
أضاف أوجاق زاده: “كان نعمة الله خوجة محباً لمواصلة العمل من أجل الإسلام حتى خلال سنوات مرضه”.
كما أشار إلى أن الداعية نعمة الله كان يحل ضيفاً على نعمة الله خوجة في مكة أثناء رحلات الحج التي قادها بين أعوام 1974-1995، وأنه وقف شاهداً في كل زيارة أجراها على لطف نعمة الله خوجة، وعزمه على العمل من أجل الدعوة إلى الإسلام والمثابرة والاجتهاد.
100 ألف شخص اعتنقوا الإسلام على يده
لفت إلى أن الداعية نعمة الله خوجة كان يسعى في خدمة حجاج الرحمن في مكة المكرمة، وأنه كان يتحدث التركية والعربية والفارسية والأردية واليابانية والإنجليزية، لدرجة تمكنه من الدعوة إلى الإسلام والتواصل مع متكلميها بسهولة.
زاد: “أراد نعمة الله خوجة توصيل الإسلام إلى أبعد مدى، وإيصال هذه الدعوة إلى كافة الناس في العالم. كان يشعر بالحزن ويقول: كيف سأنظر إلى وجه النبي يوم القيامة. كان لزاماً عليّ إيصال دعوة الإسلام إلى كل شعوب العالم”.
أوضح أوجاق زاده أن نعمة الله خوجة تمكن من بناء 401 مسجداً ومصلى في اليابان من خلال جهود استثنائية بذلها في هذا البلد، كما تمكن من الظهور على بعض القنوات التلفزيونية في اليابان وكان وسيلة لاعتناق أكثر من 100 ألف شخص للإسلام.
رحيل الداعية التركي
أجرى الداعية نعمة الله خوجة عملية جراحية في مستشفى “عمرانية” للتدريب والبحوث في إسطنبول، بسبب قصور في القلب، لكنه ورغم خطورة حالته الصحية لم يتوقف عن تقديم الدروس لطلابه في مسجد “صاري يير” بإسطنبول.
قبل 6 أشهر، تدهورت حالته الصحية، ليتم نقله إلى مستشفى “جنكل كوي” الحكومي في إسطنبول، حيث خضع لمرحلة طويلة من العلاج، قبل أن توافيه المنية في المستشفى السبت الماضي (31 يوليو/تموز).
أقيمت الأحد الماضي 1 أغسطس/آب صلاة الجنازة على جثمانه في مسجد الفاتح، قبيل مواراته الثرى في مقبرة “أيوب سلطان”.