فقدان التنوع البيولوجي بجبال الأطلس الكبير الأوسط لأزيلال يهدد الأنظمة الإيكولوجية
د. عبد الرزاق العلامي
تمتد جبال الأطلس الكيبر الأوسط على طول إقليم أزيلال و جزء صغير من إقليم بني ملال. التنوع البيولوجي في هذه الجبال غني و يتميز بتنوع كبير في الأنظمة الإيكولوجية والأنواع الحيوانية و النباتية. تعد غابات الأطلس الكبير الأوسط استراتيجية ليس لإقليم أزيلال أو لجهة بني ملال خنيفرة فحسب بل هي مهمة جدا للمغرب بسبب أدوارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتنوعة. فهي تضم أهم روافد نهر أم الربيع و خاصة وادي العبيد و وادي أحنصال و أسيف ملول و وادي الخضر و وادي تساوت مكونة بذلك أهم شرايين الماء لحوض أم الربيع الذي يضم نسبة مهمة من المخزون المائي بالمغرب. و تشكل هذه الأنهار مصدرا للماء الصالح للشرب و الماء المستعمل في الري و لأغراض صناعية في مناطق عدة بالمغرب. كما تعتبر هذه الجبال مصدرا مهما للمتوجات الغابوية و خاصة الخشب و النباتات الطبية و العطرية و مختلف الفواكه و الثمار البرية. و كما تؤكد العديد من الدراسات العلمية فديمومة الأنظمة البيئية و توازنها مرتبط أساسا بالحفاظ على تنوعها البيولوجي. فجميع الكائنات الحية لها أدوار محددة و ضرورية للحفاظ على التوازن البيئي و بالتالي لاستمراريتها.
خلال العشرين سنة الأخيرة بين عدد كبير من الدراسات العلمية التي قمنا بها في جبال أزيلال بأن هناك تهديدا حقيقيا لاندثار الأنظمة البيئية بسبب فقدان التنوع البيولوجي. فمثلا أدى انقراض أنواع عدة من الحيوانات المفترسة إلى إخلال كبير في الأنظمة البيئية لكون هذه الحيوانات هي التي تنظم ساكنة انواع أخرى كالخنزير البري و القوارض و الحشرات و الزواحف. و قد بينت دراسة أجريناها حول أسباب و نتائج تكاثر أعداد الخنزير البري بأن السبب الرئيسي لتزايد أعدادها هو انقراض أو تناقص أعداد الفهد و الضبع و ابن آوى و الذئب و الثعلب. و قد أصبح الخنزير البري بالمنطقة مشكلا إيكولوجيا و مشكلا للسكان فهو يقوم بحفر الغابات بشكل كبير بحثا عن جذور النباتات مما يسرع عملية التعرية كما أنه يقوم بإحداث أضرار كبيرة بالمزروعات إضافة إلى تزايد حالات الهجوم على السكان. و بيت دراسات أخرى بأن تناقص أعداد بعض الحيوانات يفضي إلى نتائج إيكولوجية كارثية. فمثلا يؤدي تناقص أعداد قرد الماكاك البربري إلى عدم تجديد الغابات لكون هذا الحيوان يقوم بنثر بذورها و حمايتها من الحشرات المضرة التي تشكل مصدرا من مصادر غذاء لهذا النوع. كما يؤدي تناقص أعداد الطيور و الزواحف إلى نتائج مماثلة. كما أكدنا في دراسات علمية عدة وجود تنافر بين السكان و الحيوانات البرية بسبب افتراسها للماشية أو تدمير مختلف المحاصيل الزراعية. و قد تم رصد حالات عدة لقتل حيوانات كالذئاب و الثعالب و غيرها كما تم تسجيل حالات قنص عشوائي لبعض الحيوانات كالقردة و الغزلان و الطيور و الأرانب البرية و الزواحف.
و يشكل انقراض الأنواع الحيوانية مشكلا كبيرا لسلامة و توازن و استمرارية الأنظمة البيئية بالمنطقة التي تعتبر مصدر عيش لجزء مهم من سكان المغرب بالبوادي و المدن. لذا يلزم اتخاذ تدابير عاجلةكتشجيع مشاريع تنموية لإنعاش الإقتصاد المحلي وتدعم الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي. من المهم إشراك السكان في استخدام بعض الأساليب غير المميتة لحماية الماشية وإبعاد الحيوانات المفترسة ، مثل كلاب حراسة الماشية ومراقبة الماشية ورعيها. يمكن أن تساهم حملات التوعية في زيادة وعي السكان المحليين حول الأدوار البيئية والاقتصادية للتنوع البيولوجي . كما نذكر بوجود العديد من المنتجات المحلية والحرفية ذات الصلة الإقليمية القوية التي تشكل إمكانية حقيقية للتنمية الاقتصادية فمثلا تعتبر هذه الجبال مصدرا لأكثر من 80 نبتة طبية تستخدم للأغراض الطبية و العطرية في المغرب والعالم. كما تضم عددا كبيرا من المعالم الطبيعية والمواقع السياحية والمواقع ذات الأهمية البيئية والمواقع ذات الأهمية الجيولوجية المواتية لأنشطة السياحة والرياضات الجبلية والإستغوار.
د. عبد الرزاق العلامي
https://www.researchgate.net/profile/Abderrazak-El-Alami
https://ulc.academia.edu/AbderrazakElAlami

فقدان التنوع البيولوجي بجبال الأطلس الكبير الأوسط لأزيلال يهدد الأنظمة الإيكولوجية
تمتد جبال الأطلس الكيبر الأوسط على طول إقليم أزيلال و جزء صغير من إقليم بني ملال. التنوع البيولوجي في هذه الجبال غني و يتميز بتنوع كبير في الأنظمة الإيكولوجية والأنواع الحيوانية و النباتية. تعد غابات الأطلس الكبير الأوسط استراتيجية ليس لإقليم أزيلال أو لجهة بني ملال خنيفرة فحسب بل هي مهمة جدا للمغرب بسبب أدوارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتنوعة. فهي تضم أهم روافد نهر أم الربيع و خاصة وادي العبيد و وادي أحنصال و أسيف ملول و وادي الخضر و وادي تساوت مكونة بذلك أهم شرايين الماء لحوض أم الربيع الذي يضم نسبة مهمة من المخزون المائي بالمغرب. و تشكل هذه الأنهار مصدرا للماء الصالح للشرب و الماء المستعمل في الري و لأغراض صناعية في مناطق عدة بالمغرب. كما تعتبر هذه الجبال مصدرا مهما للمتوجات الغابوية و خاصة الخشب و النباتات الطبية و العطرية و مختلف الفواكه و الثمار البرية. و كما تؤكد العديد من الدراسات العلمية فديمومة الأنظمة البيئية و توازنها مرتبط أساسا بالحفاظ على تنوعها البيولوجي. فجميع الكائنات الحية لها أدوار محددة و ضرورية للحفاظ على التوازن البيئي و بالتالي لاستمراريتها.
خلال العشرين سنة الأخيرة بين عدد كبير من الدراسات العلمية التي قمنا بها في جبال أزيلال بأن هناك تهديدا حقيقيا لاندثار الأنظمة البيئية بسبب فقدان التنوع البيولوجي. فمثلا أدى انقراض أنواع عدة من الحيوانات المفترسة إلى إخلال كبير في الأنظمة البيئية لكون هذه الحيوانات هي التي تنظم ساكنة انواع أخرى كالخنزير البري و القوارض و الحشرات و الزواحف. و قد بينت دراسة أجريناها حول أسباب و نتائج تكاثر أعداد الخنزير البري بأن السبب الرئيسي لتزايد أعدادها هو انقراض أو تناقص أعداد الفهد و الضبع و ابن آوى و الذئب و الثعلب. و قد أصبح الخنزير البري بالمنطقة مشكلا إيكولوجيا و مشكلا للسكان فهو يقوم بحفر الغابات بشكل كبير بحثا عن جذور النباتات مما يسرع عملية التعرية كما أنه يقوم بإحداث أضرار كبيرة بالمزروعات إضافة إلى تزايد حالات الهجوم على السكان. و بيت دراسات أخرى بأن تناقص أعداد بعض الحيوانات يفضي إلى نتائج إيكولوجية كارثية. فمثلا يؤدي تناقص أعداد قرد الماكاك البربري إلى عدم تجديد الغابات لكون هذا الحيوان يقوم بنثر بذورها و حمايتها من الحشرات المضرة التي تشكل مصدرا من مصادر غذاء لهذا النوع. كما يؤدي تناقص أعداد الطيور و الزواحف إلى نتائج مماثلة. كما أكدنا في دراسات علمية عدة وجود تنافر بين السكان و الحيوانات البرية بسبب افتراسها للماشية أو تدمير مختلف المحاصيل الزراعية. و قد تم رصد حالات عدة لقتل حيوانات كالذئاب و الثعالب و غيرها كما تم تسجيل حالات قنص عشوائي لبعض الحيوانات كالقردة و الغزلان و الطيور و الأرانب البرية و الزواحف.
و يشكل انقراض الأنواع الحيوانية مشكلا كبيرا لسلامة و توازن و استمرارية الأنظمة البيئية بالمنطقة التي تعتبر مصدر عيش لجزء مهم من سكان المغرب بالبوادي و المدن. لذا يلزم اتخاذ تدابير عاجلةكتشجيع مشاريع تنموية لإنعاش الإقتصاد المحلي وتدعم الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي . من المهم إشراك السكان في استخدام بعض الأساليب غير المميتة لحماية الماشية وإبعاد الحيوانات المفترسة ، مثل كلاب حراسة الماشية ومراقبة الماشية ورعيها . يمكن أن تساهم حملات التوعية في زيادة وعي السكان المحليين حول الأدوار البيئية والاقتصادية للتنوع البيولوجي . كما نذكر بوجود العديد من المنتجات المحلية والحرفية ذات الصلة الإقليمية القوية التي تشكل إمكانية حقيقية للتنمية الاقتصادية فمثلا تعتبر هذه الجبال مصدرا لأكثر من 80 نبتة طبية تستخدم للأغراض الطبية و العطرية في المغرب والعالم. كما تضم عددا كبيرا من المعالم الطبيعية والمواقع السياحية والمواقع ذات الأهمية البيئية والمواقع ذات الأهمية الجيولوجية المواتية لأنشطة السياحة والرياضات الجبلية والإستغوار.
د. عبد الرزاق العلامي
https://www.researchgate.net/profile/Abderrazak-El-Alami
https://ulc.academia.edu/AbderrazakElAlami