والامية السياسية جهل الفرد باي معلومات سياسية وعدم اهتمامه بالشأن السياسي العام، والامي في السياسة هو الشخص الذي لا يقرأ صفحات الواقع السياسي والاجتماعي كي يستفيد منه سواء كانت القرائة تاريخية او واقعية، وما يدور حول هذا الواقع من تداخلات واستنتاجات، فكما انه لا يستطيع ان يقرأ فهو لا يستطيع ان يكتب في الواقع شيأ لتستفيد منه الناس في حاضرهم ومستقبلهم، فتتحمل اميته الاجيال بالتخلف والانحسار والفساد الاجتماعي والخلقي وغيرها من التداعيات، وهذا النوع من البشر يوزعون لتسيير الجماعات منها الحضرية والقروية بتزكية من قيادات الاحزاب التي تحصل هي على رؤساء الحكومات ووزراء ورؤساء المجالس البرلمانية ونوابهم، ومديرون عامون لمؤسسات اقتصادية ومعاهد عليا وغيرها من المناصب. وجهلهم هذا واميتهم هذه تؤدي بهم الاخلال بالقوانين او التجاوزات على حقوق الاخرين والمجتمع، ومخالفة القانون كلما كان ذلك ممكنا امامهم، ناهيك على استخدام الرشوة والوساطة لتحقيق الأهداف بحيث اصبح ذلك مقبولا وشائعا في المجتمع لدرجة مقلقة، وهذا ما ادى بالكثير الى الزج بهم بالسجون واصدار احكام قاسية عليهم، وتغريمهم بغرامات كبيرة.
آن الاوان لضرورة التزام الاحزاب السياسية واعداد ميثاق انتخابي بمثابة ميثاق شرف توقع عليه جميع الاحزاب السياسية والسلطات العمومية وتلتزم فيه الاولى بإحترام اخلاقيات التنافس الشريف، ورفض ومنع تزكية تجار الانتخابات والاميين والجهلاء، وتجار المحرمات، وعدم استعمال المال كشرط للحصول على التزكيات واصوات الناخبين، فيما يلتزم الثاني السهر على الحياد والحرص على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية، بهذا وعلى يقين اننا سنحصل على نخبة جديدة مثقفة صالحة والتي ستشكل الخريطة المستقبلية للبلاد.
اما الاميون والجهلاء فبدل توجيههم الى المجال السياسي وبالاخص للانتخابات، يجب ان نوجههم اولا إلى محو الامية ولا عيب فيه، ويراد به القدرة على القرائة والكتابة، وقد توسع هذا المصطلح ليشمل ايظا القدرة على استخدام اللغات والارقام والصور والوسائل الاخرى للفهم، وحتى يتسنى لهم كتابة اسمائهم كما كتبته سعاد وهي طفلة.
حقا إنه لأمر عجيب.. فسعاد في عصر بوكماخ تم تتويجها عن علمها بكتاب.. أما الأميون في عصرنا، فيتم تتويجهم عن جهلهم بمنحهم مناصب المسؤولية والقرار