السوق المغطى وساحة السويقة وجه آخر لمدينة مريرت
أ
ازيــلال 24 : شجيع محمد
في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الحواضر والمدن طفرة نوعية في مجال التنمية و إنشاء أسواق نموذجية فلازال قطار التنمية بمريرت يشهد تعثرات غير مسبوقة في جميع الميادين والمناحي وكل مرة يظن الساكنة أن الأمور ستسير في مسار صحيح لكن سرعان ما يتضح أن الأمر مجرد وهم فرياح التغيير لم تصل بعد أمام التجاذباتو الحسابات الضيقة و الركض وراء تحقيق المصلحة الشخصية والإنكباب وراء حيل الشكايات الكيدية لإخراس الألسن الداعية إلى التغيير والرافضة لسياسة الكيل بمكيالين
بمجرد ما تطأ قدماك ساحة السويقة المجاورة للسوق المغطى ( المارشي ) حتى تجد نفسك أمام عالم آخر تستقبلك فيه روائح كريهة على جنبات الوادي وبركا راكدة وبقايا الخضر وأوتاد الخيام منصوبة على الجوانب تكون بمثابة عثرة وأوحال يستحيل معها قضاء حاجياتك من الخضر التي يتم عرضها كل يوم أربعاء خصوصا خلال فصل الشتاء وخلال التساقطات الرعدية لكن هاته المناظر أضحت معتادة ومألوفة أمام حزام أسود من الأكواخ البلاستيكية و صف من العربات التي تحولت إلى مساكن و خردة ومتلاشيات وسط الساحة و عربات للنقل في كل صوب وحدب وعرقلة في حركة المرور وردم ومخلفات البناء تحيط بالساحة وأزبال منتشرة بشكل مقزز وفي وسط الممر المؤدي إلى المحطة الطرقية عوض أن يتم تحويله إلى منظر أخضر كما هو الشأن في جل مدن المملكة وغياب أي دو للجماعة الترابية التي عهد إليها مهام الشرطة الإدارية وإعادة التنظيم أمام هاته الفوضى العارمة التي لم يشهد لها مثيل وحتى الأرصفة لم تسلم من الإحتلال فعوض أن يتم بناء دكاكين نموذجية لتشجيع الحرف وذوب الدخل المحدود وتحويل الساحة إلى سوق نموذجي تم تركها تعاني في صمت
في الوهلة الأولى ظن الجميع أن الساحة ستشهد تغيرا منشودا أمام الأشغال التي شهدتها هاته الأخيرة والتي رصد لها مبلغ 1.756.002 درهم ومدة أشغال دامت أربعة أشهر لكن لاشيء تحقق بل زاد الوضع أكثر من ذي قبل وعادت الأوحال والبرك والأوساخ إلى الساحة كأن شيئا لم يكن وتحول معها السوق إلى مستوطنة للأوساخ و الأكواخ البلاستيكية و الخردة و أرض للأوحال و المستنقعات وجدير بالذكر أنه سبق لبعض ساكنة حي النهضة أن تقدموا بشكايات في الموضوع خلال الآونة ألأخيرة بسبب هاته العشوائية
و الفوضى العارمة التي شكلت ضررا لهم
كل ما تشهده ساحة السويقة يعد مجرد غيض من فيض ويوضح لنا بالملموس مدى الشلل الذي أصاب المرفق العام بمريرت وأبان عن إخفاق المسؤولين على تسيير الشأن العام والذين انعدمت لديهم برامج إستراتيجية تواكب سيرورة العصر مما جعل المدينة تسير نحو الموت البطيء في جميع المناحي أمام سيادة الفشل في تدبير الخدمات العمومية بعد أن أنهكتنا الوعود الكاذبة خلال كل موسم إنتخابي .....