أزيــلال 24 : وكالات
أكد أحد قادة التمرد في مالي، أمس الثلاثاء، أن عسكريين متمردين اعتقلوا في باماكو الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، ونجله ورئيس الوزراء بوبو سيسيه، وعدداً من أعضاء الحكومة، في وقت دانت دول غرب إفريقيا ما اعتبرته «تمرداً»، داعية العسكريين «للعودة فوراً إلى ثكناتهم». وأعلنت واشنطن معارضتها «أي تغيير للحكومة خارج إطار الدستور» في البلاد.
وقال العسكري الذي طلب عدم كشف هويته: «يمكننا أن نؤكد لكم أن الرئيس ورئيس الوزراء في قبضتنا. تم اعتقالهما في منزل» الرئيس، فيما ذكر مصدر عسكري آخر في معسكر المتمردين أن «الرئيس كيتا ورئيس الوزراء في آلية مدرعة تتجه إلى كاتي»، القاعدة العسكرية في ضاحية باماكو من حيث بدأ التمرد.
وتواردت الأنباء عن وقوع انقلاب عسكري في مالي، بعد حصول تمرد لوحدات من الجيش في ثكنة قرب باماكو، وسماع إطلاق نار في البلاد الغارقة في أزمة سياسية عميقة. وأكدت مصادر أن انقلاباً عسكرياً جرى، وتم اعتقال وزيري الخارجية والمالية ورئيس البرلمان.
وسمع إطلاق نار كثيف قرب قاعدة عسكرية قريبة من باماكو. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصادر، أن تمرداً حدث في قاعدة «كاتي» العسكرية التي تقع على مشارف العاصمة، فيما قال مصدر آخر إنه تم اعتقال عدد من الوزراء وبعض كبار الضباط ونقلهم إلى أماكن مجهولة. وقال مصدر عسكري، إنه «تمت محاصرة العاصمة باماكو لمنع أي تمرد قد يحدث».
وأكدت مصادر مطلعة لوكالة «نوفوستي» الروسية، أن وحدات جيش مالي التي تمردت في قاعدة بمنطقة كاتي بالقرب من العاصمة باماكو، ألقت القبض على عدد من الوزراء والضباط.
وقال معهد «إي إس سي آر» إن الحكومة المدعومة من فرنسا أطاحها عسكريون مدعومون من تركيا.وفيما قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ اليوم لمناقشة التطورات في مالي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس المعتقل. كما دان كل من الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الإفريقي المحاولة الانقلابية.وفي وقت سابق، أكدت سفارات ألمانيا والنرويج وفرنسا وإسبانيا، المعلومات عن التمرد في القوات المسلحة لجمهورية مالي.
ونقلت «رويترز» عن السفارة النرويجية في مالي، تأكيدها أن وحدات الجيش الموجودة في ضواحي باماكو تمردت.
وقالت السفارة النرويجية، في بيان: «تم إخطار السفارة بالتمرد في القوات المسلحة، والقوات تسير إلى باماكو. على المواطنين النرويجيين في مالي توخي الحذر والبقاء في منازلهم قدر الإمكان، حتى تنجلي الأمور ويتضح الموقف». وكانت المعارضة المناهضة للحكومة في مالي، دعت إلى بدء احتجاجات واسعة النطاق أمس، مطالبة بالاستقالة الفورية للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا.
ودانت دول غرب إفريقيا، أمس، ما اعتبرته «تمرداً» في باماكو داعية العسكريين الماليين «للعودة فوراً إلى ثكناتهم».
وأكدت مجموعة الإفريقية في بيان: «رفضها الثابت لأي تغيير سياسي غير دستوري ودعت العسكريين إلى احترام النظام الجمهوري». وأضافت «على أي حال ندين بقوة المحاولة الجارية، وسنتخذ كافة التدابير والأعمال اللازمة لإعادة تطبيق النظام الدستوري».
من جهتها، عبرت الولايات المتحدة عن معارضتها أي تغيير للحكومة في مالي خارج الإطار الشرعي، حتى من الجيش، فيما سيطر جنود الثلاثاء على معسكر مهم بالقرب من باماكو. كما أعلن المعبوث الأمريكي لمنطقة الساحل بيتر بام.
وقال بام عبر «تويتر»: «نتابع بقلق تطور الوضع اليوم في مالي، إن الولايات المتحدة تعارض أي تغيير للحكومة خارج إطار الدستور سواء من الذين هم في الشارع، أو من قوات الدفاع والأمن».
وجاءت هذه التطورات، بعدما أعلنت المعارضة الاثنين الماضي، عن تظاهرات جديدة للمطالبة باستقالة أبو بكر كيتا، وبلغت ذروتها باحتلال مكان رمزي في وسط باماكو يومي الجمعة والسبت الماضيين.