تنــانــت: جولة في أروقة المهرجان
أزيلال24/ ذ. أحمد ونناش
سحر طبيعي لايقاوم :ومن حوله هضبات مترامية الأطراف ،في فصل الهدوء والتأمل والإلهام ،زادها الإبهار ، النسيم الذي يحيي العظام وهي رميم ،المصفى من القمة الشماء "لازوركي" الذي رسم حولها لوحة فنية بيضاء ،تنشرح معها الصدور ،وأشعة شمس كأنها المربي الحكيم ،تارة تقسو وتارة تلين ،والهواء الهباب يرقص حوله سنابل التي تنحني تواضعا ،كتواضع أبنائها الكرماء الأشاوس ،وقمر ساطع مهلل ،تسايره نجوم رافضة للإنسان، معرفة أسرار هذا الكون ومجراته اللا متناهية ،وربما الطائرة" الماليزية "المفقودة ،قد يكون السبب كذلك .جبل تنساب منه مياه تتلوى ، كحيات لتروي حقولا عطشى ،وتربة ناعمة ،مازالت أثار شاهدة على العديد من المقاومين والأدباء والمفكرين ،لهم وزن كبير ،ذكرتني التربة بالفقيه البصري " ابن الدارـ أثناء زيارته لبلدته بعد العفو الملكي ،وهي لا تبعد عن المكان إلا بمساحات قليلة .
بين كل هذا ،نصبت أروقة منتظمة منسجمة مع الطبيعة الخضراء التي احتضنتها ،هنا معرض للمرأة القروية ،ورواق الطفولة ،وآخر للصناعة التقليدية ،من منسوجات ،وديكورات منزلية ،وأسلحة تقليدية ..
في الجانب الآخر أصحاب الخيل مسرجون ، وعلى جبهاتهم ،لافتة الخيل والخير ،لا هم بفتح الهاء ،لهم سوى أن يكون في مستوى "السربة" لكي لا يمطر بلشتائم..وقد تعطى له الورقة الحمراء الخاصة بفن "تبوريدا" بمفهومها الصحيح .
منظر جميل ،عندما ترسل الشمس ،شعاعها الذهبي عليها ، وروعة وهي تعيش شفقها ،وحين تغيب .
مساكن في مداومة الفتح ،لاستقبال كل زائر ،في أمن وطمأنينة وسلام ،أخف وطأة من الإجرام،وخضرة تنشرح معها الصدور .تغري الإنسان لقضاء أيام ،تنسي الهموم ومشاكل الدنيا..


