خاشقجي : القصة الكاملة .. واشنطن بوست تنشر صورته قبل دخول
القنصلية.. وخطيبته تكشف تخوفاته قبل الزيارة

يواصل الغموض تخييمه على مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد أن كشفت وسائل إعلام تركية صادرة يوم أمس الاثنين أن جهاز الاستخبارات التركي يجري تحليلات لحركة سيارات القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول لمعرفة كافة الاتجاهات التي تحركت فيها يوم اختفاء الإعلامي المعارض للنظام السعودي.
4 سيارات للقنصلية مختفية
ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية عن مصادر في الاستخبارات قولها إن القنصلية السعودية تمتلك 26 سيارة بين متوسطة وصغيرة والعمل جار للتحقق من جميع السيارات وهوية سائقيها والاتجاهات التي ذهبت إليها ومواعيد خروجها ودخولها للقنصلية يوم اختفاء خاشقجي. ولفتت إلى أن تحقيقات تفصيلية تجري لسجلات الـ"جي بي أس" (تتبع المواقع العالمي) بالإضافة إلى سجلات "كاميرات الطرق" لتحركات سيارات القنصلية من يوم 1 إلى 3 من الشهر الجاري.
وستفضي وفقا للصحيفة هذه البيانات في الوصول للمركبات وإلى دلائل بشأن ما جرى لخاشقجي سواء كان على قيد الحياة أم قتل.
وحسب المصدر ذاته فإن فرق التحقيق تحققت من 22 سيارة من أصل 26 تتبع السفارة وتبقى 4 سيارات لا زال البحث جاريا عنها وربما تقدم طرف خيط لحقيقة ما جرى مع خاشقجي بعد دخوله القنصلية وعدم خروجه منها على قدميه.
خديجة: كان متوجسا من زيارة القنصلية
من جهة أخرى نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية صورة للصحفي السعودي جمال خاشقجي وهو يهم بالدخول القنصلية بلاده في إسطنبول التركية الثلاثاء الماضي.
وحسب الصورة المنشورة التي التقطتها كاميرا خارج المبنى، فقد هم خاشقجي، الذي كان يرتدي بذلة سوداء، بالدخول لمبنى القنصلية السعودية عند الساعة الواحدة ظهرا و14 دقيقة، فيما شخص واقف أمام الباب لم تحدد هويته.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على الصورة من شخص مقرب من التحقيق من دون إبداء مزيد من المعطيات.
وأوردت أن الشرطة التركية استجوبت الاثنين للمرة الثانية -منذ بداية القضية- خطيبة الصحفي السعودي خديجة جنكيز التي قالت إن المحققين أخذوا بعضا من ملابسه وأغراضه الشخصية لإجراء اختبارات الحمض النووي عليها.
وفي مقابلة مع الصحيفة الأميركية كشفت خطيبة خاشقجي أنه كان متوجسا من الذهاب إلى القنصلية قبل أسبوع، وقال لها "لربما سيكون من الأفضل عدم الذهاب"، وأضافت أنه "كان قلقا من أن شيئا ما قد يحدث" لكنه غير رأيه لاحقا وقرر الذهاب.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين السعوديين في القنصلية رفضوا طلبها إجراء استجواب معهم بخصوص الموضوع.
صناديق غامضة ومشبوهة
وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية قد نقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن ترجيحهم مقتل خاشقجي يستند إلى قرائن محددة توصل إليها المحققون التابعون للشرطة والمخابرات التركية. زذكرت الصحيفة يوم أول أمس الأحد أن المحققين عكفوا على مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة، كما تحدثوا مع مخبرين داخل القنصلية السعودية.
في تطور خطير كشفت وسائل إعلام تركية بينها صحيفة الصباح عن هويات 15 شخصا سعوديا قالت إنهم أعضاء فريق الإغتيال الذي أشرف على تصفية الصحفي المعارض جمال خاشقجي منتصف الأسبوع الماضي.
نشرت صحف تركية صور وأسماء 15 سعوديا دخلوا الأراضي التركية في نفس اليوم الذي اختفى فيه الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأوردت الصحيفة صور جميع أعضاء الفريق وتحركاتهم بالتفصيل خلال الساعات التي قضوها في تركيا بدءا من مطار اسطنبول ورجوعا إليه تزامنا مع اليوم الذي دخل فيه خاشقجي إلى قنصلية بلاده في المدينة دون أن يظهر له أثر بعدها.

مصادر أخرى فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بخصوص أعضاء الفريق تزكي الرواية حول اغتيال خاشقجي، حيث ذكرت أن أحد العناصر الـ15 ضابط مختص في التشريح ، ويعمل مدير الطب الشرعي بالأدلة الجنائية بالأمن العام السعودي ويدعى العقيد دكتور صلاح الطبيقي، وفق ما نقله الإعلامي المصري أنس حسن.

وكانت مصادر أمنية تركية السبت الماضي قد أوردت أن 15 سعوديا بينهم مسؤولون وصلوا لإسطنبول على متن طائرتين، وأنهم كانوا موجودين بالقنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي داخلها.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن المسؤولين السعوديين عادوا لاحقا في اليوم نفسه إلى البلدين اللذين قدموا منهما، وهما مصر والإمارات.
وكانت قضية خاشقجي قد تفجرت الأسبوع الماضي حينما أبدت خطيبته التركية قلقها حول مصيره ، بعد أن انتظرت لساعات خروجه من مبنى القنصلية دون جدوى.
وفي وقت لاحق كشفت وكالة رويترز نقلا عن مصادر تركية أن خاشقجي قد تعرض للإغتيال داخل مبنى القنصلية وجرى نقل جثته خارجها، وهو الأمر الذي نفته السلطات السعودية مؤكدة أن الصحافي المعارض خرج بعد 20 دقيقة من دخوله إلى المبنى.