الفريق الفرعون
بقلم عبدالمالك اهلال
من تونس كانت الشرارة الأولى لثورة الحرية والكرامة فالتقطتها شعوب تواقة لمعاني الحرية والكرامة، ومنها شعب مصر العظيم الذي ذاق لعقود كل معاني الذل والعبودية والاضطهاد. لينطلق بثورته يوم 25يناير من سنة 2011 رافعا شعار الربيع العربي "الشعب يريد اسقاط النظام" وقد ظن بعد 18 يوما من ثورته أنه أسقط النظام، وان عهد التسلط والديكتاتورية انتهى بسقوط هبل مصر.ناسيا انه أسقط رأس النظام فقط وان بقية اركانه له بالمرصاد ولو بعد حين، فانخرط الشعب المسكين بكل عفوية وتلقائية، بعد فترة المجلس العسكري، في استحقاقات انتخابية دمقراطية خمسة، شهد العالم كله بنزاهتها وشفافيتها والتي افرزت مجلس شورى منتخبا ورئيسا منتخبا ودستورا ،معبرا بذلك عن ارادته الحرة لأول مرة في تاريخه، ومساهمة منه في تحقيق طموحاته من "عيش، حرية، كرامة وعدالة اجتماعية".
غاضت نتائج هذه الديمقراطية الفتية من كان بالأمس القريب الناطق الرسمي باسمها (أي الدمقراطية) والوكيل الحصري لها، ولم يصدقوا ان الديمقراطية، التي طالما تغنوا بها وصدعوا رؤوس العباد بها، جعلت منهم اقلية تائهة وزعامات من غير قواعد.وبعدها فقط شعرت هذه الأقلية الفلوليةالبراغماتية بان مصالحها وامتيازاتها في خطر وأنها الى زوال.فعملت كل ما في وسعها لإيقاف هذه الإرادة الشعبية الحرة. فأيقظت من كان من الاعلام الفاسد نائما لتصنع رأيا عاما من وراء الشاشات ,وكونت جبهة لخراب مصر سمتها "جبهة الإنقاذ الوطني"-كنا نعد بعضا من رجالاتها من الديمقراطيين الاخيار-وأسست حركة لتتمرد على إرادة حرة لشعب حر سمتها حركة "تمرد" والتي بدورها زعمت انها جمعت اكثر من ثلاثين مليون توقيع للمطالبة برئاسيات مبكرة. وتعلن بعد ذلك عن تنظيم مظاهرات يوم 30 يونيو2013 تطالب فيها بانتخابات رئاسية مبكرة، وفي هذا اليوم(30يونيو) اعتمد اعلام الفلول على طائرات الجيش والممثل المعروف ببراغماتيته الخبيثة "خالد يوسف" لتصوير مظاهرات الأقلية وتسويقها للعالم على انها ثورة شعبية عارمة وليوهم الشعب الثائر يوم 25 يناير 2011 أنه لم يحسن الاختيارعندما اختار أناسا يريدون اسقاط الفساد . بعد هذا كله ظهر كبير السحرة الفريق الفرعون يوم 3 يوليوز2013ليعزل من عينه واقسم بالله ان يطيعه، ليختطفه بعد ذلك ،معلنا بفعلته الشنيعة هاته اختطاف الإرادة الحرة للشعب، ويعين مكانه طرطورا اسمه منصور ،واغلق كل القنوات التي لا تسبح بحمده وترى ما لا يراه ،ليثبت للعالم أجمع انه عن منهج اجداده الفراعنة لن يحيد ،ويعطي بذلك تطبيقا عمليا للسنة الفرعونية الخالدة "لا أريكم الا ما أرى "، فعين بعد ذلك لجنة لتكتب دستورا لكل المصرين(من الإصرار) كما كتبوا ذلك في لافتاتهم الدعائية.
واثناء هذا كله وقبله وبعده ظهرت أصوات نشاز تفوض وتأمر الفريق الفرعون ليترشح ويكمل جميله ويقضي على الأغلبية بتفويض من الأقلية التائهة، وقد كان لهم ما أرادوا فأمر باعتقال عشرات الالاف من غير تمييز بين صغير وكبير ولا بين رجل وامرأة، وقتل الافا أخرى في ساحة اسمها "النهضة"وأخرى اسمها "رابعة "التي أصبح رمزها رمز الحرية والانعتاق للذين ذاقوا في سنة واحدة طعم الحرية والكرامة في ابهى صورها ، كما أصبح(الشعار) جريمة في رأي الأقلية التائهة والتي يعاقب عليها قانون الفريق الفرعون بالسجن في أحسن الأحوال والا فالقناصة لكل رافع شعار رابعة بالمرصاد.