المغاربة ينهرون المغرب الذي يريده بوعشرين ومن وراءه
بقلم: رفيق أكيز
مغربي اليوم لا علاقة لع بمغربي توفيق بوعشرين الذي يمتاح ويسقط تقارير مراكز الخليج البعيدة كل البعد عن ثقافة وواقع وخصوصيات المغاربة، وآراء الآلة الإعلامية الأجنبية.
فالمغربي كان دائما ولازال متدينا ووسطيا معتدلا، حاضنا لمختلف الأجناس والأعراق وبوتقة لتعايش وتسامح الأديان على مر التاريخ، المغربي يقبل التفاوت الطبقي ويؤمن بمتن الآية الكريمة "وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق" راضيا بما قسمه الله له ولأبنائه، المغربي يؤمن بالعمل ويقدس "طرف ديال الخبز"، المغربي يعشق كأس الشاي بالنعناع كيف ما كان أصله فاسيا أو دكاليا أوريفيا أو سوسيا أو أمازيغيا أو صحراويا.
المغربي هو ذاك الإنسان الذي يفتح بيته للعزاء ويحرم أخلاقيا على أهل الميت إيقاد نار الطهي لثلاثة أيام، المغربي ذاك الإنسان الاجتماعي الذي يزور الجار ويعير حتى أواني وأثاث بيته له عند كل مناسبة فرحا كانت أو ترحا، المغربي فارس بالطبع معطاء بالسليقة كريم مضياف يقري ضيفه ويعثره ويعتذر له إن قصر في شيء، المغربي يموت على أرضه وعرضه المقدسين والمتجذرين في ثقافته الشعبية.
وإذ بنا اليوم مع كبيركم أضحى هذا المغربي رقما تختزلونه في صناديقكم وتريدون أن تغلقوا عليه مقراتكم وأن تفرضوا عليه بناياتكم، فالمغربي ذكي جدا فهو ربما اختار كبيركم وحزبكم لأنه "مفقوص" من الواقع الذي يعيشه، لأنه وجد فيكم فرصة ليغيض الآخرين واعتقدتم أنتم بنصر مبين، المغربي ذكي جدا لأنه استطاع أن يحول كبيركم إلى بهلوان وجحا زمانه ويستمر في الفرجة والتمتع بقدرات كبيركم في الجعل من البكائيات والمظلوميات وسائط لبناء الطرقات والمستشفيات والمدارس والجامعات، المغربي ذكي عندما ينتهي من الفرجة ويحين وقت الجد ويحتاج إلى عمل ودواء أو إلى مكرمة فعنوانه ملك أسكن المغرب قلبه وسكن قلوب المغاربة جميعا وجعلهم حزبه.
اذهب أنت والمغربي الذي تعتقده وتريده، ودعنا عنك فإننا سنكمل بناء هذا الوطن بدونكم أو بكم إذا تواضعتم.