الصحراء: بيت المغرب من زجاج.بقلم: لحسن كوجلي
بعد الخطاب الملكي السامي الاخير، الذي اقر فيه ان قضية الصحراء اضحت معضلة.
ما يؤكد ان الحل لم يعد يبدوا في الافق. بل يمكنني القول ان المغرب بدأ يفقد لياقته في هذا النزال، بدليل ان اللهجة ذات النفس الكريهة التي تفوه بها وزير خارجية امريكا مؤخرا، حين طالب بتوسيع مهام المنيرسو بصحرائنا لتشمل حقوق الانسان هناك. هذا الطلب الذي ترجم على الارض فورا، بحيت اصبحنا نرى تحركات كريستوفر روس
ا لمبعوت الشخصي لبان كمون يتجول بكل حرية في ارضنا محاورا فيها انفصاليي الذاخل اينما وحيثما شاء.
سلوكات هذا الرجل ونوايا الهيئة التي ارسلته، يجب ان نتصدى اليها بكل حزم و شجاعة وبطرق استباقية دون مضيعة للوقت.
الصحراء، نقطة ضعف المغرب، وبيته من زجاج، بسببها يسهل للعالم ان يرشقنا بالحجارة وقتما شاء او حيثما اتخدنا موقفا يزعج البعض. على سبيل المثال ما اثارته جريدة لموند الفرنسية التي كتبت ان بعض الدول الاوربية والامريكية ذخلت على الخط بكل تقلها في قضية اعتقال علي انوزلا، ما سبب احراجا للمملكة المغربية. اما وزيرنا الجديد للداخلية السيد محمد حصاد يضهر لنا تخوف المغرب امام العالم حين اكد ان المملكة اصبحت توثق بالصوت والصورة تدخلات رجال الامن خلال الاحدات التي عاشتها مدينة العيون مؤخرا حتى لا يكدبها احد. كما صرح انهم بدأوا يعاملون المشاغبون بهدوء ما يؤكد صحة قولي. من جهة اخرى لم يخف السيد الوزير استيائه من كريستوفر روس حين لمح ان هذا الرجل يكيل بمكيالين في التعاطي مع هذا الملف
بحيت انه يستقبل الانفصاليين في صحرائنا ولا يتعامل بالمثل في تيندوف.
خلال تجربتي البسيطة التي راكمتها خلال ربع قرن مضى في هذه المنطقة الجميلة
يمكنني ان اجزم ان ما حققناه من انجازات وبطولات ابان الحرب بدانا نفقدها اثناء السلم. في نظري المتواضع يعود سبب الفشل الى سوء تدبير السياسيين لهذا الملف الحساس. اعتماد المغاربة على بعض الدول التي يعتقد انها من الحلفاء لحلحلة هذا الملف امر خاطئ بالنسبة الي، ومنها الولايات المتحدة على الخصوص، وان ما اقدمت المملكة السعودية على فعله اخيرا، حين سحبت عضوتها من مجلس الا أمن الدولي
اثمنه شخصيا. لان الضاهر في الامريكان هو البحت من مصالحها فقط.
مملكتنا الحبيبة اضحت مجبرة اكثر من اي وقت مضى للاستتمار بكل تقلها لاجاد حلول استعجالية لمشكل الصحراء. السلم ليس في صالحنا ، الربيع العربي لقح في نفوس الشباب لقاحا ضد الخوف واصبحوا كحشوة بندقية او كالغام لحضية لا احد يستطيع ان يتنبا بلحضة انفجارهم. وان سقف مطالبهم يسمو حسب الوقائع على الارض.
اخواننا الصحراويون متماسكون كالبنيان المرصوص يصعب اختراقه. الدولة المغربية ارتكبت اخطاء هناك منذ البداية ، عوض ان تعلمهم كيف يصطادون ، اعطتهم الاسماك واصبحوا الان ماديين بدون انتاج ، تركت لهم مساحات واسعة تعلموا فيها فنون السياسة، الاطفال هناك يتعلمون ابجديتها منذ الصغر.
اغفلت سلطات المركز تلقين هؤلاء الاطفال دروس في التربية الوطنية . هذا الحل اصبح متجاوزا الان. منذ مدة كنت الاحض خللا ما يجري هناك، وكنت احس ان المغرب لايتقن ممشاه في التعامل لاجل ارصاء اسسه في هذه الارض السعيدة.
خلال مكوتي هناك كنت سفيرا بدون اوراق اعتماد ، رغم امكاناتي البسيطة جدا كنت اتعامل مع اخواني الصحراووين على اساس الحب والاحترام وكنت اضع في زاوية بيتي صورا لصاحب الجلالة والعلم المغربي سعيا مني ادخال فكرة المواطنة لكل من يزورني. كنت من دعاة الاختلاط والمصاهرة بين شباب الشمال وبنات الجنوب ، الحل الوحيد الذي اراه مناسبا لحل الازمة .