مرحبا بكم في موقع " أزيــلال24 " اتصلــوا بنا : /azilal24info@gmail.com. /         الغضب الساطع آت ، سأمر على الأحزان ...: حزب العدالة والتنمية يحمل السلطات مسؤولية انفجار الإحتجاج والجبل يردد صداه...             اليهود في ابزو.. فسيفساء التعايش والحنين إلى وطن غادره أهله دون أن يغادروه وجدانًا قراءة في كتاب "اليهود في ابزو: رحلة اللاعودة" للباحث المصطفى فرحات             أزيلال : ساكنة "آيت بوكماز" تنهي مسيرتها الاحتجاجية بعد تعهد عامل أزيلال بالاستجابة لمطالبها             لوحات الفنانة نعيمة زمرو رسالة نبيلة في حب الفن والهوية والانتماء المغربي             الوقائع الكاملة لعملية الإطاحة بعصابة حفلات الجنس الجماعي ، وهكذا تفجرت القضية وهذا مصير زعيم العصابة .             أزيلال : ساكنة دواوير" تاركا زكزات" بجماعة أيت امديس تنظم مسيرة سلمية طويلة نحو مدينة ورزازات             أزيلال ... مسيرة الكرامة: آيت بوكماز تمشي على الأقدام، بحثًا عن طبيب وطريق وشبكة             خنيفرة ... مجلس الجهة يصادق و المواطن ينتظر: 27 اتفاقية في طبق "التنمية بالتقسيط"!             المنتخب السنغالي يوجه إنذارًا قويًا لمنافسيه، وعلى رأسهم المنتخب المغربي، وذلك بعد فوزه المستحق على منتخب إنجلترا بنتيجة 3-1،            رسميا ... انتخب الحمار رئيسا على الأسود ...           
البحث بالموقع
 
صوت وصورة
 
الأخبار المحلية

الغضب الساطع آت ، سأمر على الأحزان ...: حزب العدالة والتنمية يحمل السلطات مسؤولية انفجار الإحتجاج والجبل يردد صداه...


أزيلال : ساكنة "آيت بوكماز" تنهي مسيرتها الاحتجاجية بعد تعهد عامل أزيلال بالاستجابة لمطالبها


أزيلال : ساكنة دواوير" تاركا زكزات" بجماعة أيت امديس تنظم مسيرة سلمية طويلة نحو مدينة ورزازات


أزيلال ... مسيرة الكرامة: آيت بوكماز تمشي على الأقدام، بحثًا عن طبيب وطريق وشبكة


أزيلال : إشهار مجاني للتسويق لمنتوج ناذر لشاب طموح من جماعة

 
الجهوية

خنيفرة ... مجلس الجهة يصادق و المواطن ينتظر: 27 اتفاقية في طبق "التنمية بالتقسيط"!


مؤسف ....غياب برمجة المشاريع الكبرى بإقليم خريبكة ضمن أشغال الدورة الجهوية العادية لشهر يوليوز 2025


طلب فتح خط جوي مباشر يربط بين "نانت ــ تورــ رين" ومطار بني ملال لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج

 
كاريكاتير و صورة

رسميا ... انتخب الحمار رئيسا على الأسود ...
 
الحوادث

حادث سير مروعة بين شاحنة وسيارة خفيفة ب" واد العبيد " بإقليم أزيلال ،تودي بحياة أب وزوجته وابنه

 
الوطنية

الوقائع الكاملة لعملية الإطاحة بعصابة حفلات الجنس الجماعي ، وهكذا تفجرت القضية وهذا مصير زعيم العصابة .


الشروط الجديدة للحصول على بطاقة الصحافة المهنية حسب مشروع القانون الجديد بالمغرب (27.25)...


وزارة التربية تخرج عن صمتها في قضية انتحار أستاذ، وحقوقيون يطالبون بالمحاسبة


خمس سنوات سجنا لممون حفلات أجبر زوجته على ممارسات جنسية شاذة تحت التهديد مع الغرباء...


سم العقارب يواصل حصد أرواح أطفال القرى في ظل غياب الأمصال

 
إعلان
 
الرياضــــــــــــــــــــة

موعد مباراة فريق الوداد ضد مانشستر سيتي في مونديال الأندية والقنوات الناقلة لها


إستدعاء 4 حكمات مغربيات لقيادة مباريات كأس أمم إفريقيا للسيدات


بنى ملال :بين البقاء والانهيار.. الحسنية تنجو بأعجوبة من مقصلة الهبوط

 
أدسنس
 
خدمة rss
 

»  rss الأخبار

 
 

»  rss صوت وصورة

 
 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  الأخبار المحلية

 
 

»  الجهوية

 
 

»  الوطنية

 
 

»  الرياضــــــــــــــــــــة

 
 

»  الحوادث

 
 

»  كتاب و أراء

 
 

»  التعازي والوفيات

 
 

»  أنشـطـة نقابية

 
 

»  انشطة الجمعيات

 
 

»  أخبار دوليــة

 
 

»  حوارات

 
 

»  طب و صحـة

 
 

»  الى من يهمهم ا لأمر

 
 

»  *المسلك سعيد يكتب عن ثلاثة عقود من الفساد بالمغرب على ضوء فضيحة الديبلومات الأخيرة

 
 
 

هل المرأة ضحية للتحرش الجنسي ؟بقلم: عبد الغني سلامه
 
أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 19 مارس 2013 الساعة 46 : 18



تحدُث اعتداءات التحرش الجنسي في كل المجتمعات بصور ودرجات متفاوتة، لكنها في البلدان العربية شهدت في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة لدرجة مثيرة للقلق، وأمام هذا الموضوع الخطير انقسمت الآراء بين من يحمّل المرأة مسؤولية ما يحدث، ومن يعتبرها ضحية؛ فالبعض عند سماعه خبراً عن التحرش الجنسي يبدي امتعاضه، لكنه بسهولة يجد المبرر للرجل، معتبرا إياه ضحية إغواء المرأة، التي بسبب جمالها الصارخ، أو ملابسها المثيرة فتحت المجال له للتحرش .. شخصياً، لم أرى طرحاً يحتمل هذا القدر من الوقاحة والظلم مثل هذا التبرير الساذج.

البعض اعتبر أن الشبان المتحرشين ضحيه المجتمع؛ فحتى لو كان هذا صحيح نسبيا، إلا أنه لا يمكن أن يكون عولباسهم.را لقيامهم بانتهاك خصوصيات الآخرين والتعدي عليهم. والقول بأن ملابس المرأة وفتنتها هي السبب هو تبرير سطحي وعقيم، لأن في هذا تشريع للفوضى في المجتمع، إذْ وبنفس المعيار سنكون مدعوين لتبرير السرقة؛ لأن السارق لم يقدر على مقاومة إغراء المال، وتبرير سطو جائع على مطعم لأنه عجز عن مقاومة إغراء الطعام الشهي، وتبرير كل الجرائم من بعدها لأن المجرم لم يتحكم في غضبه أو في غرائزه وشهواته، أي دعوة للعيش في شريعة الغاب. فالأوْلى أن يتحكم الإنسان في شهواته وغرائزه ويضبطها، لا أن يفرض على الآخرين كيف يجب أن يكون مسلكهم ولباسهم .. فالتحكم في النفس هو الفرق بين الإنسان والحيوان.

البعض أرجع التحرش لغياب التربية الدينية. ومع ذلك فإن التحرش يحدث في الجوامع والكنائس وفي رحاب الأماكن المقدسة. والبعض رأى أن حوادث التحرش تقع دوما ضد السافرات، واللواتي يرتدين ملابس فاتنة، وهذا غير صحيح، فهناك حوادث تحرش راح ضحيتها فتيات محجبات، وحتى منقبات، أو سيدات يرتدين زيا محتشماً، أو حتى سيدات لا يتمتعن بالقدر الكافي من الجمال.

البعض ربط التحرش بالفقر والبطالة وتدني مستوى التعليم، لكننا سمعنا عن اعتداءات تحرش تورط بها أثرياء، وأساتذة جامعيون، ومشاهير، ومثقفين، ورجال أعمال، وقادة سياسيون، ورؤساء دول. والبعض ربطه بالازدحام والاختلاط والاحتكاك؛ لكننا نجده بين طرفين تفصل بينهما آلاف الأميال، كما يحدث في حالات التحرش والتغرير والابتزاز عبر الهاتف أو الإنترنت.

البعض حصره في البلدان العربية ومثيلاتها من دول العالم الثالث، لكن هذا غير صحيح؛ فهو يحدث في أكثر الدول تقدما وأشدها تخلفا، وفي أرقى المجتمعات وأرذلها، وفي الطبقات الأرستقراطية والمسحوقة على حد سواء.

إذن، فالتحرش يحدث في كل زمان ومكان، وعند كافة الفئات العمرية، والشرائح الاجتماعية، وهو لا يقتصر على الاعتداءات التي تتعرض لها الفتيات، فهناك تحرش ضد الشبان، وهناك حالات تحرش تورط به آباء ضد بناتهم، وأخوة ضد شقيقاتهم، واعتداءات بحق أطفال، وأحيانا رضَّع، وتصل الأمور في بعض المجتمعات المغلقة لحد التحرش بالحيوانات.

التحرش بين المستويين الفردي والجماعي

مع ازدياد حالات التحرش إلى مستويات خطيرة في أكثر من بلد عربي، تنادت منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والدفاع عن المرأة لوضع حد لها، ومعاقبة الجناة.. ولكن قبل التصدي لمعالجتها علينا أولا أن نفهم حيثيات الظاهرة وأسبابها.

عرّف بعض المختصون التحرش الجنسي بأنه: "أي قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر، يتأذى من ذلك ولا يرغب فيه، ويغلب ذلك من الذكر تجاه الأنثى". بمعنى أن التحرش لا يعني فقط الاعتداء الجسدي، أو اللفظي، فمن الممكن أن تكون النظرة أو الكلمة نوعا من التحرش، خاصة إذا لم تكن النظرة بريئة، أو إذا خلت الكلمة من الذوق. لكن الفرق كبير جدا بين النظرة والاغتصاب مثلا؛ وبالتالي لا يجوز التعامل مع كل الحالات بمقياس واحد.

وهناك فرق أيضا بين التحرش عندما يكون ناتجا عن مرض نفسي، أو هوس جنسي، أو حالة شذوذ.. وبين التحرش بشكل عام. أي علينا التمييز بين المستوى الفردي (الحالات الخاصة) والمستوى الاجتماعي، ففي الحالة الأولى نحتاج لطبيب نفساني، أو لإجراءات محددة بحق الشخص المتحرش؛ أما في المستوى الثاني، أي عندما تزداد الحالات وتتحول إلى ظاهرة، فنحتاج لعلم الاجتماع لفهم أبعاد الظاهرة، وللقيام بسلسة إجراءات تستهدف تغيير ثقافة المجتمع، ونظامه التعليمي والتربوي، وتحسين ظروفه الاقتصادية والمعيشية، وخلق بيئة قانونية داعمة.

باعتقادي أن خطورة المشكلة لا تكمن في حالات التحرش بحد ذاتها، سيما إذا كانت فردية؛ بل الأخطر منها طبيعة تعامل المجتمع مع هذه الحوادث، وكيفية ردات فعله تجاه الاعتداءات، خاصة إذا كانت ردود الأفعال تبرر للجاني جريمته، وتجد له ألف عذر، بينما الضحية تدفع الثمن غاليا، وأحيانا تخسر حياتها.

بمعنى آخر، نجد مثلا أن حالات التحرش الجنسي في المجتمعات المتقدمة تكاد تكون فردية، وغالبا ما تواجَه بالإدانة من قبل المحيط الاجتماعي، وتلقى عقوبة من قبل الدولة أو المجتمع، ويتعاطف الجميع مع الضحية. (وبالطبع ليس شرطا أن تكون المجتمعات المتقدمة في أوروبا وأمريكا). بينما في المجتمعات المتخلفة لاحظنا كيف زادت الظاهرة في السنوات الأخيرة، حتى صارت على شكل اعتداءات جماعية في الأماكن العامة، وفي وضح النهار، على مرأى من الجميع، الذين يكتفون بالنظر، أو بهز أكتافهم استنكارا، وبالتفاعل السلبي بلا مبالاة، أو حتى تجريم الضحية، التي ستجد نفسها بعد ذلك منبوذة ومدانة.

ميدان التحرير مثالاً

على سبيل المثال صار ميدان التحرير في القاهرة عنوانا بارزا لأكثر حالات التحرش الجماعي، ونظرا لرمزية المكان (بعد ثورة 25 يناير) سنحتاج لمناقشة الظاهرة عند مستويين: الأول سياسي والثاني اجتماعي. عند المستوى السياسي هناك اتهامات لجماعات إسلامية بأنها تقف وراء حالات التحرش الجماعي، ستحقق هذه الجماعات من خلالها هدفين: الأول إرهاب النساء لإبعادهن عن الميدان وبالتالي تقليل عدد المتظاهرين بشكل كبير، والثاني ضرب مصداقية المتظاهرين وتشويه صورتهم، وبالتالي التشكيك بأهدافهم، مع ملاحظة أن جميع المظاهرات التي تقام في الميدان بعد تولي الإخوان الحكم هي معارضة وتدعو لإسقاط حكم الإخوان. وما عزز هذا الرأي أن التجمعات المليونية التي كانت تحدث أثناء الثورة كانت حالات التحرش فيها نادرة وفردية، ومدانة من قبل بقية المتظاهرين، على عكس ما يجري الآن.

عند المستوى الاجتماعي يمكن فهم أسباب تغير نظرة المجتمع تجاه التحرش الجماعي، لدرجة أن المتحرشين صاروا أكثر جرأة، ولم يعودوا يأبهون لردات فعل المجتمع؛ لأنها لا تدينهم، بل تدين الضحايا، بحجة أنهن غير محتشمات، ومثيرات للفتنة، ويخرجن من بيوتهن حتى ساعات متأخرة من المساء ... فحتى لو كانت الاتهامات الموجهة للجماعات الإسلامية غير صحيحة؛ إلا أنه من الثابت حدوث حالات تحرش جماعية كان يشترك فيها العشرات، الذين يهجمون على الضحية بكل قسوة وهمجية، كما لو أنهم حيوانات متوحشة منفلتة، أطلقت العنان لغرائزها البدائية بدون أي ضوابط.

هؤلاء المعتدون، من المؤكد أنهم يعانون من حالات كبت غير عادية، وسواء تحركوا بأوامر وتسهيلات من جهات سياسية، أن تحركوا من تلقاء أنفسهم، فإن المهم في الموضوع أن من يدافع عنهم يستخدم الأيديولوجية الدينية لتبرير جرائمهم، والمجتمع يتقبل هذه التبريرات طالما أنها مغلفة بالشعارات الدينية.
أسباب ودوافع التحرش

بعيدا عن ميدان التحرير، في معظم الأماكن العامة التي تكثر فيها حالات التحرش نجد أن أغلبية المتحرشين من المناطق العشوائية المزدحمة التي تعج بالفقر والقهر والحرمان وامتهان الكرامة. ومن هنا يمكن الانطلاق لفهم الأبعاد السيكولوجية للظاهرة.

يكاد يتفق علماء النفس على أن التحرش يأتي نتيجة للكبت الجنسي، والذي بدوره يتحول إلى سبب ونتيجة في آن معاً. في هذه الحالة قبل فهم التحرش، علينا أن نفهم الكبت الجنسي وأسبابه وتداعياته.

للكبت الجنسي أسبابا كثيرة، أهمها اللامساواة، ليس بين الرجل والمرأة فحسب؛ بل اللامساواة على الصعيد الاجتماعي, واللامساواة الطبقية، وغياب العدالة الاجتماعية .. وهذه كلها تُراكم الظلم على المجتمع، والذي بدوره يفرغه باتجاهات مختلفة؛ حيث تحيله كل طبقة إلى الطبقة الأدنى منها، وكل رئيس إلى مرؤوسيه، أي كل طرف إلى الطرف الأضعف منه، ولا يخفى على أحد أن النساء (والأطفال) هم الحلقة الأضعف في نظام المجتمع، وبالتالي فإن كافة أشكال القهر والاستغلال التي يتعرض لها الرجال سيسلطونها على النساء، وما التحرش بهن إلا أحد أشكال تفريغ هذا الظلم. وبنفس الآلية يتعامل المجتمع مع مسلسل الهزائم العسكرية والأزمات الاقتصادية والاختناقات والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها بشكل كبير، حيث يفرغ كل الطاقات السلبية المكبوتة الناجمة عنها في المكان الأسهل، الذي يمكنه فيه تحقيق انتصارات وهمية زائفة؛ أي في النساء.

كما أن قمع الحرية يؤدي إلى أشد حالات الكبت خطورة، وعادة ما يقترن كبت الحريات بالأنظمة الشمولية التي تعمد إلى التقليل من شأن الإنسان والحط من كرامته، وبالتالي فإن هذا الإنسان المقموع والفاقد لكرامته سيجد صعوبة بالغة في السيطرة على مشاعره أو ترويض غرائزه واحتياجاته، حيث أن انتهاك حريته سيخلق لديه ردة فعل عكسية؛ وهي رغبته في انتهاك حرية الآخرين، ومصادره حقهم في الاختيار عن طريق القسوة والتحرش الجنسي وحتى الاغتصاب. وعدم احترام النظام والمجتمع له ولخصوصيته ستجعله غير راغب باحترام خصوصية الغير؛ لأنه لم يتعلمها أصلاً.

الرجل الذي يظهر هنا كمتحرش، هو في نفس الوقت ضحية أزمات المجتمع وهزائمه وإخفاقاته، ولكنه لمواساة نفسه، وللتعويض عن هزائمه، وللتحايل على إخفاقاته سيتحول إلى جلاد، وهنا يظهر الوجه القبيح للمجتمعات الذكورية, لأنها ترغم المرأة أن تدفع الثمن مرتين؛ مرة لأنها ضحية المجتمع مثلها مثل الرجل، ومرة أخرى عندما تصبح ضحية للرجل.

إذن، في مثل هذه المجتمعات المأزومة والمكبوتة من المتوقع أن ينشأ الكبت الجنسي، وأن يصبح سببا لزيادة أشكال الكبت الأخرى في المجتمع ضمن علاقة جدلية طردية، وتزداد المشكلة حينما يجد هذا الإنسان نفسه محاطا (ومنذ الصغر) بثقافة الممنوعات والتحريمات التي تأخذ في طريقها تحريم كل ما يمكن أن يساهم في تهذيب إنسانيته وتشذيبها، مثل الفن والأدب والموسيقى والحب.

دور الكبت الجنسي والقهر الاجتماعي

لا خلاف على أن الجنس من بين أكثر الحاجات أهمية للإنسان، وأكثرها إلحاحا عليه؛ وطالما ظل الجنس حبيسا لديه سيبقى مصدراً للقلق والتوتر، ومحفزا لمراكز التنبيه في عقله الباطن؛ لأن إخضاع الاندفاعات الجنسية سيتطلب الكثير من الطاقة وضبط النفس، وعندما تتجاوز المسألة حد الضبط والتحكم يتولد الكبت الجنسي، ومع تفاقم الكبت الجنسي، أي عندما يعجز الفرد عن تصريفه طاقته الحبيسة بسبب منظومة القيم والأخلاق والتشريعات المحيطة به، سيوجه تلك الطاقة نحو المناطق التي لا تخضع لسلطة القيم والأخلاق بنفس الدرجة والكيفية، مثل العنف والتطرف الذي يجد سندا من المجتمع (احترام القوي)، وأيضا سيفرغ تلك الطاقة المكبوتة ضد الطرف الأضعف، أي من خلال التحرش الجنسي.

وفي كثير من الحالات يؤدي الكبت الجنسي إلى توقف النمو النفسي والعاطفي لدى الإنسان، وبالتالي فإن هذا الكبت سيدفعه إلى الانحراف والشذوذ، وإلى تكوّن ميول إجرامية وعدوانية واستبدادية، حيث تتحول الطاقة الجنسية المكبوتة إلى عدوانية إجرامية وإلى تضخيم الحقد والكره والأنانية. وداخل النفس “المكبوتة" ستنمو عدوانية أخرى ناتجة عن الاضطهاد والقمع الذي يتلقاه الإنسان من محيطه ومن أجهزة القمع في الدولة.

وما حالات التحرش والاغتصاب الجماعية المريعة، مثل التي حصلت في ميدان التحرير (وغيره) إلا دليل على مدى القهر والكبت والطاقات السلبية الحبيسة التي يعاني من هؤلاء الشبان المعتدون. إذْ لا يمكن أن تكون المسألة مجرد تفريغ شهوة جنسية، أو التمتع بمنظر فتاة تمزقت ملابسها، وبانت أجزاء من جسدها المثير.. إنها عمليات انتقام وحشية من فريسة ضعيفة وقعت بين يدي وحوش متعطشة للدم، الذين هم في حقيقة الأمر مجموعات بشرية بائسة محطمة ومهزومة ومأزومة عجزت عن تحقيق أي إنجاز، وسدت أمامها كل الدروب، ووجدت نفسها تائهوضائعة. .. وليس أمامها إلا هذه الضحية المسكينة التي عليها أن تدفع ثمن كل هذه الهزائم والأزمات.

ولعلاج الظاهرة على المجتمع بأسره أن يتحمل مسؤولياته، فلا بد أولاً من إدانة الظاهرة من دون محاباة للرجل، ثم القيام بسلسلة إجراءات وخطوات في المجالات التربوية والاجتماعية والقانونية، وأن لا يكون التركيز منصبا على العقاب وإغفال الجوانب الأخرى، (بالرغم من أهمية سن قانون للعقاب)؛ فعقوبة الإعدام على جريمة القتل مثلا لم توقف مسلسل جرائم القتل في أي مجتمع من المجتمعات، لأن العقوبة (لوحدها) مهما كانت قاسية لا تكون كافية للردع، أو للحيلولة دون وقوع الجريمة. المطلوب إعادة الاعتبار للإنسان ولكرامته وحريته وتوفير سبل العيش الكريم، وأن يبدأ المجتمع بتوجيه أبناءه بالأساليب التربوية الواعية.

 

 



8133

1






تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- نحن بحاجة إلى إعلام من نوع آخر

سيدة الاعالي

شكرا لاخ عبد الغني على هد الموظوع .
إننا بحاجة ماسة لمراجعة المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع، التي باتت في مستوى سيئ لا يمكن معها أن يكون هناك مجتمع سليم، يجب التركيز من جديد على دور الأسرة في التربية وضرورة مراقبة أبنائها وبناتها،فالحرية المطلقة التي ينادي بها الاعلام وواقع هده الظاهرة يشكل فارق كبير وتناقدات عدة لا يعرفها ديننا ولا تقبلها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة، ويجب أن ينبذ المجتمع هؤلاء الداعين إلى الانحلال والفوضى، والتحذير منهم ومن حديثهم.من الضروري أن تستعيد المؤسسات التعليمية دورها التربوي، فقد كان لهذه المؤسسات دور أصيل في التربية في الأجيال السابقة، وخرجت لنا رجالا ونساء يعرفون القيم والأخلاق جيدا، حتى وإن كان هناك تقصير في الجانب التعليمي، ويجب رفع القيود التي تكبل أيدي القائمين على المؤسسة التعليمية عن القياد بدورهم التربوي، مع ضرورة تأهيلهم تأهيل جيد، حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه.
كذلك نحن بحاجة إلى إعلام من نوع آخر، إعلام يقدرالامور المسكوت عنها ولا يسخر منها، إعلام يحترم العادات والتقاليد والقيم والأخلاق ويدعو للتمسك بها والحفاظ عليها، إعلام يبني ولا يهدم، فالإعلام مكون أساسي لثقافات الأمم والشعوب، وفي بلداننا العربية هو المكون الأساسي، وفي كثير من الأحيان هو المكون الوحيد لثقافته وقيمه.
بالخروج من النظرة الضيقة والفكر المتحجر، إلى فضاء التفكير الواسع حول أسباب تلك الظاهرة المقيتة، نجدها أسبابا كثيرة، إلا أنه يمكن تلخيص أهم هذه الأسباب في نقاط رئيسية وهي:
الابتعاد عن تعاليم الدين:
مشاهد التحرش التي باتت علانية بدون حسيب ولا رقيب .
الة البطالة التي يعيشها الكثير من الشباب، وحالة الترف التي يعيشها البعض منهم، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهؤلاء ممن لا يجدون عملا فصار الجلوس على المقاهي ومعاكسة الفتيات والتحرش بهن عملا لهم.
رقلة الزواج: فللأسف الشديد، لقد انتشرت في مجتمعاتنا عادة قبيحة، وهي عرقلة الزواج وبناء أسر جديدة
لقد أغلقوا أمامهم سبيل الحلال الطيب، فماذا يفعلون؟ !.

في 22 مارس 2013 الساعة 11 : 04

أبلغ عن تعليق غير لائق


 

 الإتصال بالموقع على البريد الإليكتروني التالي

azilal24info@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



الأمن في كف عفريت بازيلال

الفقيه بن صالح : تفكيك عصابة مختصة في ترويج المخدرات الصلبة الكوكايين

إدانة مصور البورنوغرافية بسنة حبسا نافذا بالفقه بن صالح

توثيق الزواج و التسجيل بالحالة المدنية بواويزغت يوم 8 مارس المقبل

إعـــتذار

بني عياط / سوق أسبوعي جديد قريبا بتراب الجماعة

كتابة ضبط اختصرها: عبدالقادر الهلالي‎

متى سيفهم العرب أن العلمانية ليست الإلحاد؟بقلم : هاشم صالح

بلاغ صحفي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خريبكة

سوق السبت : حمادي عبوز وهبه صاحب الجلالة ماذونية سيارة اجرة بالرباط وضاعت منه ببني ملال

هل المرأة ضحية للتحرش الجنسي ؟بقلم: عبد الغني سلامه

ازيلال : مندوبية التعاون الوطني تنخرط في الحملة التحسيسية الثالثة عشر لمناهضة العنف ضد النساء بتنظيم

إبتدائية أزيلال تنظم يوما دراسيا حول "مناهضة العنف ضد النساء"

أزيلال : المحكمة الإبتدائية تبحث سُبُل حماية المرأة من العنف خلال اجتماع قضائي





 
جريدتنا بالفايس بوك
 
كتاب و أراء

اليهود في ابزو.. فسيفساء التعايش والحنين إلى وطن غادره أهله دون أن يغادروه وجدانًا قراءة في كتاب "اليهود في ابزو: رحلة اللاعودة" للباحث المصطفى فرحات


دور المفتشية العامة لوزارة المالية في تعزيز الحكامة المالية بقلم : الاستاذ نجيب بوتغالين / محاسب معتمد


طوطو وجيله.. من يسمع له؟ قلم : د. سليمان اشتوي


باريس : الكونغريس الأمريكي يتوصل رسمياً بمشروع قانون لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...


شاب يزرع الرعب في حي الانبعاث والأمن في سبات قلم : منصف الادريسي الخمليشي


إشعاع دراجة قلم : محمد كرم


قبل بناء الوطن يتوجب بناء الانسان قلم :محمد بونوار


وظيفة الحرب في التاريخ البشري بين تخليف التدمير الكلي والصحة الأخلاقية للشعوب، مقاربة واقعية نقدية قلم : د زهير الخويلدي


"اقرأ".. الكلمة التي نسيناها والوصية التي خذلناها عن أزمة القراءة وتدهور الوعي في مجتمعاتنا بقلم: عبد القادر كلول


المقابر الإسلامية المغربية فراغ قانوني، ومطالبة بالنهوض بوضعيتها قلم : يوسف بنشهيبة

 
*المسلك سعيد يكتب عن ثلاثة عقود من الفساد بالمغرب على ضوء فضيحة الديبلومات الأخيرة

*المسلك سعيد يكتب عن ثلاثة عقود من الفساد بالمغرب على ضوء فضيحة الديبلومات الأخيرة الحلقة 03 الثالثة


*المسلك سعيد يكتب عن ثلاثة عقود من الفساد بالمغرب على ضوء فضيحة الديبلومات الأخيرة الحلقة الثانية


*المسلك سعيد يكتب عن ثلاثة عقود من الفساد بالمغرب على ضوء فضيحة الديبلومات الأخيرة ــــ الحلقة الأولي ـــــ

 
الى من يهمهم ا لأمر

ملتمس إلى وزير الخارجية: فتح تحقيق في معايير اختيار ممثلي الجالية المغربية بفرنسا لحضور حفل الولاء...وهل تُوزع الدعوات بمنطق الزبونية؟

 
التعازي والوفيات

أزيلال تفقد ممرضة محبوبة.. تعزية في وفاة السيدة "عائشة "زوجة القائد "عبد النبي أوقيت "، رحمة الله عليها


أزيلال : تعزية في وفاة "علي أيت إبراهيم"، أول شيخ قروي بباشوية أزيلال

 
حوارات

توج بجائزة النقد الشعري للنقاد والباحثين الشباب الدورة5/2024

 
انشطة الجمعيات

لوحات الفنانة نعيمة زمرو رسالة نبيلة في حب الفن والهوية والانتماء المغربي

 
أنشـطـة نقابية

التصويت لصالح مشروع قانون إدماج CNOPS لصندوق CNSS.

 
طب و صحـة

483 حالة لسعة عقرب خلال شهر يونيو الماضي بإقليم أزيلال


أزيلال: تدريب الأطر الصحية لمواجهة أخطار الولادة وإنقاذ الأمهات والأطفال

 
أخبار دوليــة

حادثة غريبة.. زوج ينسى زوجته على محطة استراحة في طريق سريع بفرنسا


القنصلية العامة للمملكة المغربية في رين تحتفي بالرعيل الأول من المهاجرين المغاربة بفرنسا

 
إعلان
 
موقع صديق
 
النشرة البريدية

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 
أدسنس
 

 الإتصال بالموقع على البريد الإليكتروني التالي :

azilal24info@gmail.com

 

 

 

 شركة وصلة