هنيئا، استبغلتمونا... فستأسدتم !!
بقلم الأستاذ : مبارك راشعيب
يجزم أغلبية المغاربة مؤخرا، كون هذه الحكومة تعد بامتياز تجربة فريدة من نوعها... فريدة بسلبياتها طبعا.
استبشر المواطنون خيرا مع ميلاد حكومة عكست نزاهة صناديق الاقتراع في حالة ندر حدوثها، وزاد الاستبشار عندما دأب السادة الوزراء على تبني أسلوب عيش المواطن العادي، فركبوا القطار بدل السيارات الفارهة، وأكلوا في مطاعم متواضعة بدل الفنادق و المقاهي رفيعة الدرجات و النجوم، بل وشوهدوا أكثر من مرة يستقلون سيارات الأجرة أسوة بأبناء الطبقات المسحوقة.
لكن دوام الحال من المحال كما هو شائع، فالشعب كان على موعد مع خطوات وصفتها الحكومة بالجريئة غير أن الحق أنها كانت مدمرة للطبقات المتوسطة و الفقيرة.أولاها كانت إعلان عزم الحكومة إصلاح صندوق المقاصة الذي قيل أنه أثقل كاهل خزينة الدولة. عزم اتضح أنه جدي أكثر من مجرد إشاعة من نوعية الإشاعات التي عهدناها في ما سلف من الحكومات. فاتخذ السيد رئيس الحكومة وبكل جرأة قرار الزيادة في أسعار المحروقات بنسب غير متوقعة بلغت %20 في البنزين و %10 في الكازوال؟؟ تبعتها خرجات إعلامية أكثر جرأة لكل من وزراء شؤون الحكامة و الاتصال و الميزانية، في تصريحات يؤكدون من خلالها أن قرار السيد الرئيس لم ولن يمس القدرة الشرائية للمواطن، متناسين أن قطاع المحروقات يعتبر الوتر الحساس الذي تعزف عليه توازنات باقي القطاعات من نقل وتجارة و خدمات؟؟
لم يستفق المسحوقون من وقع هذه الصدمة حتى تلتها صدمات عديدة همت بالأساس المنتمين للطبقات المتوسطة و الفقيرة. فحل علينا قانون وضع حدا لشيء اسمه الحق الدستوري في الإضراب، مع ما صاحبه من اقتطاعات تعسفية في حق كل من سولت له نفسه خوض إضراب عن العمل احتجاجا على تأزم وضعيته الخاصة وأوضاع الوطن عامة.
كثيرا ما كنا نتفاءل بكلمة الزيادة في ما سبق لكن هذا عندما كان الأمر يتعلق بالأجور وتحسين الوضعية المعيشية للمواطن، لكن الحكومة المحترمة لم تبخل علينا ب "الزيادات" بدل زيادة واحدة، فزادت في أسعار الحليب و المحروقات... بل حتى الوقت لم يسلم منهم فزادوه ساعة كاملة!!
أليس هذا فعلا استبغالا لأبناء هذا الوطن؟ هل يحسبوننا بلا إحساس؟ ألا يهمهم شدة تأزم أوضاع الموظفين فما بالك بالعاطلين عن العمل؟ هل استأسدوا علينا فلم يعد يثنيهم شيء عن كيل اللكمات تلو اللكمات لوجوه هشمتها المعيشة المزرية و ضيق الحال؟؟
أين هي وعودكم؟ وأين هو صدى حناجركم التي صدحتم بها إبان قيادتكم طوابير المعارضة؟ أين هو الحد الأدنى للأجور؟ أين هو إنصاف معطلي محضر 20 يوليوز؟ أين هو الرفع من مبالغ المعاشات؟ أين هي الحياة الكريمة التي وعدتم بها أبناء شعب سارعوا لانتخابكم رجالا و ركبانا؟؟
فعلا لقد خيبتم أملنا فيكم، وصرنا ننظر لهذه السنوات المتبقية من عمر حكومتكم نظرة الأسى، كوننا نتوقع منكم سيلا آخر من اللكمات و القرارات اللامسؤولة!!
فهنيئا لكم، فقد اسبغلتمونا فعلا لما لم تروا منا ردة فعل عما فعلتم بنا... وهنيئا لكم لقد استأسدتم علينا بكل المقاييس!!