معاناتي في البحت عن زوجتي (9) بقلم: لحسن كوجلي
في الوقت الذي صرت فيه كالعطار، اقطع مسافات طويلة بحثا عن زوجة محتملة في جل الدواوير المجاورة، ثارة سيرا على الاقدام وثارة على دراجتي القديمة والمتآكلة بفعل الزمن. تناسيت انه في بيت خالتي توجد ماسة تسيل لعاب العشاق بسحر جمالها، اسمها حسناء اسم على مسمى، تدرس بقسم البكالوريا تخصص انجليزي.
في الواقع، ورغم تلك العلاقة الجد قوية التي تربط عائلتينا، لم اكن اميل اليها ولا يستهويني الحديث معها، كما لا احظى بشرف تتبع حياتها الشخصية، لا لشئ اخر انما فقط بسبب ترتيبها التسلسلي المتاخر وسط افراد اسرتها. فكنت مكتفيا بمعاشرة اخوانها الكبار فقط. هذه الماسة التي نمت وكبرت في غفلة مني، صارت وردة مزركشة متفتحة تفوح منها رائحة زكية. عروس وما ادركها ،تستحق الركوع والانحناء من فارس احلامها.
كان يوم زيارتها الى بيتنا المتواضع مفاجئة لي، اذهلت بقامتها وشكلها الهندسي السليم الذي من خلاله ادركت جمال وحسن الخالق الذي احسن خلقها وابدع في جمالها.
. كانت قليل الكلام ،بابتسامة رقيقة وخطوات ثقيلة وموزونة.، كانت دوما تكرر كلمة (ايام سوري) بالانجليزية والتي تعني بها متاسفة، هذه العبارة كان لها تاثير في مسمعي وكنت اتسائل لماذا تكرارها دوما، لكني لم اتفوق في ادراك معناها الحقيقي. خلال الثمانية والاربعين ساعة التي قضتها عندنا صحبة امها، كانت كفيلة لنناقش فيها اهم المواضيع ومنها موضوع الزواج، خلاصته انها كانت موافقة دون ذكرها للتفاصيل ،
شعرت من خلال حديثها انها لاتملك سلطة على نفسها ولا تنفرد بقراراتها،كما ليس لها اي ماض مع شباب جيلها.
التعارف بين الجنسين خلال ايام الدراسة، ظاهرة صحية انصح به، لكن شريطة ان يكون هدفه دراسة و فهم تركيبة الجنس الخشن. هذا الجنس الذي اذا اسيئ فهمه وتخيلناه غول، قد يؤزم بعض الفتيات ويؤدي ذلك بهن الى عقدة نفسية يصعب الخروج منها بسهولة. حسناء النمودج ، فحسب دراستي لها ، ارى بدن قويم بعقلية فريدة ومنعزلة وغير مستقلة، حريتها في سلطة العائلة.
رغم مستواها التعليمي المحترم لاحظت انها لا تستطيع توجيه خارطة مستقبلها، مقود حياتها يسوقه الاخرين، بسبب هذه الاسباب تبخر مشروع زواجنا الذي اتفقنا عليه خلال استضافتنا لها، لا اعلم من غيرواعلن هذا الفشل، لكني ما اعلمه حقيقة انها مستعدة لاستقبالي بين احضانها في عش الزوجية.
ذات يوم وصلني خبر زفافها، كان العريس مهاجرا في الديار الفرنسية. بكل صراحة
كنت فرحا جدا بهذا النبا، الذي من خلاله كنت ارجو من هذا العريس ان يعوض ماضاع لها في ايام طفولتها البئيسة التي كانت شبه مهملة بسبب كثرة اخوانها واخواتها، ووفاة والدها الذي كان المصدر المهم لعيش العائلة.....تابعوا الجزء الثاني المشوق.