أزيــلآل 24
إن الله تعالى جعل حياة الناس على وجه الأرض مرتبطة بالنباتات، قال تعالى: ( وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)
تعود أهمية هذه النعمة، الي غرس 1200 هكتار بجماعة امليل امنيفري ولتانة ( أمدغوست- تمضاف- امريغن و مولاي عبد القادر) في اطار مشروع مخطط المغرب الأخضر .
المدة الزمنية المستغرقة للخدمة : من الفصل الأخير من سنة 2013 الى غاية ماي 2016
بعد ما كانت مساحة هذه الأراضي تشغلها غابة اللوز التي انتثرت وعرفت بعض اشجارها تراجعا مستمرا وانتاجا شبه منعدم بسبب امتداد التدخل البشري العشوائي و توالي سنوات الجفاف والرعي.

والله عز وجل كما مهد الأرض أن تكون رياضا غناء، ومعاشا للأحفاد والأبناء، رسم طريق السعادة للبشر على وجهها، وسخر وهدى مديرية الفلاحة لآزيلال للقيام بما هو أكثر من واجب وهي مشكورة ، والتي بدورها اسندت 1200 هكتار بمعدل 300 هكتار لكل واحد من المقاولين الأربعة من أجل القيام بأشغال التشجير من (حفر الجورة. اختيار الغراس و زراعته - وسقي و تسميد و...) بدءا من تاريخ اكتوبر 2013 الى غاية نهاية شهر ماي 2016

اليكم مواصفات شجيرات المغروسة : Picholine Marocaine ; Haouzia ; Ménara

وهي بيشولين المغربي وحوزية ومنارة ، ناتجة من مشتل معتمد بإقليم مراكش ) توصف بأنها مزدوجة الكفاءة " الزيت والحفظ" ) . العطاء 23٪ كمعدل رسمي

خلال أيام هذا الأسبوع من (30.05.2016 الى 02.06.2016 ) قامت اللجنة الفلاحية الإقليمية بزيارة تفقدية /ميدانية للأراضي المغروسة بالزيتون في اطار مشروع مخطط المغرب الأخضر بتراب جماعة امليل امنيفري ولتانة،ذلك من أجل تقويم مدى نجاح المشروع قبل تسلمه وتبرئة ذمة المقاولين
يأتي هذا التقرير من فلاح متتبع؛ كتقييم ثاني للأعمال التي تم إنجازها حيث ما زالت المديرية الإقليمية للفلاحة هي الوحيدة التي تتبع هذا المشروع على قدم وساق وشدة اهتمام بالأمر.
في غياب تام للفلاحين والجمعيات المسؤولة بإمليل.
الحق يقال ، نعاتب المزارعين المستفيدين من التشجير على خلفيتهم واهمالهم للغرس ولعدم تتبعهم للمشروع بكل اهتمام و يقضه ونحن مقبلون على أصعب مرحلة بعد الغرس. وحتى لا يطبق علينا المثال التالي:" نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا "

نتمنى أن يشمروا عن سواعدهم ويتمسكوا بمهنة الآباء والأجداد ويساهموا في انجاح هذا المشروع القيم الذي كلف الدولة ميزانية تقدر بالملايين من الدراهم. فان عملهم الصالح هو ما يصدر عنهم في حقهم وحق المجتمع وحق الدولة. وقد ذكر غـير واحد من العلماء أن الأجر يحصل للمزارعين المخلصين بما يولد من الغراس والزرع ، كذلك وإن أجره مستمر ما دام الغرس والزرع وما تولد منه إلى يوم القيامة ، وحتى لو انتقل ملكهم إلى غيرهم .

شخصيا أتخوف من أزمة وتعدي على الأشجار قد تعصف بهذا المشروع فيما بعد اليوم ( منها على الخصوص السقي والرعي الجائر) اللذان يهددان هذا المشروع الهام من أساسه حتى لا يقال ان الدولة في حاجة فقط لتغرس كل هذه الهكتارات دون أن تتوفر على رؤية واضحة لهذا المشروع القيم .

على ضوء خطط وبرامج نفس التشجير الأنف الذكر، ، فقد أعدت المديرية برنامجا خاصا بالسقي وذلك لستة أشهر أخرى بدءا من (يونيو 2016 الى آخر دجنبر 2016 ) علما أنه تم اسناد هذه العملية لمقاول يسكن بمراكش. الأمر الذي سيسهل على المزارعين عملية السقي خلال هذه المرحلة بعيدين عن الارتباكات.
وترى اللجنة أن نسبة النجاح تفوق 89 ٪ تمثل الروي والتوجهات التي تضمنها دفتر التحملات الواردة في الموضوع.

ومن نافلة القول أن الاهتمام بالزراعة مظهر حضاري يدل على فهم المجتمع لسنة الله في خلقه، ومدى صعوده في سلم الحضارة الإنسانية، ولقد رأينا المسلمين في عهودهم الزاهرة يعتنون بالشجر حتى غير المثمر، فيكفي ظله في أيام الصيف، وما يقع عليه من طيور تسبح الله تعالى، وتدعو لمن وفر لها الظل الظليل، وكم تغنَّى شعراؤنا بالأشجار وظلالها والطيور وألحانها، وحاكوها في أشعارهم وأنغامهم. قال تعالى: ( وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)

ما شاء الله ، يتحدث الناس في حق مزارع من بين المئات يعمل على تنقية أرضه اجتهادا منه. فرؤيته هنا واضحة المعالم وهو قادر على الاستجابة للتحديات بإيجابية كيفما كان الأمر. بالطبع فان المواطن الذي يزرع شجرة باختياره وبرغبته سوف يكون حريص عليها ويعطيها جزءاً من وقته وماله للحفاظ عليها وصيانتها والعناية بها .

تحية اكبار واجلال لكل من ساهم من قريب أو بعيد في الإتيان بمثل هذه المشاريع التي تفتقر اليها الجماعة والمنطقة ككل. وجزاهم الله خيرا و وهب لهم الخير والسعادة والأمان، ورزقهم صيام رمضان واعانهم على قيامه