عمالة ابن امسيك وباك صاحبي
بقلم: عبدالمجيد مصلح
بعد الوقوف على مجريات القرعة التي أجرتها ودادية الخير للسكن بعمالة ابن امسيك، والحديث عن تفويت غالبية الشقق لمسؤولين كبار منهم من يمتلك فيلات ومنازل من عدة طوابق بتراب عمالة ابن امسيك ومولاي رشيد و دار بوعزة، لكنهم يرغبون في امتلاك شقة إضافية بينما موظفون من الدرجة العاشرة لازالوا على لائحة الانتظار رغم قرب إحالتهم على التقاعد، فأملاك الدولة تحولت إلى وزيعة وهدايا وقرابين تقدم لمسؤولين بشكل مباشر وغير مباشر.
أما جمعيات المجتمع المدني العاملة بمنطقة ابن امسيك فقد وجدت نفسها تتفرج على ما يقع لأن كل من أراد الاغتناء والاسترزاق ما عليه إلا ركوب قطار التملق لحساب موظف بالعمالة اكتسب قوة كبيرة من خلال علاقاته مع رؤساء المصالح الخارجية بما فيها الساكنة وبعض الجمعيات التي يسهل مأموريتها لدى السيدة عامل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتوظيفهم فيما يخدم مصالحه الخاصة ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق التي تأسس من أجلها منصب "عامل صاحب الجلالة" … وحتى تكون من المحظوظين كمجتمع مدني فما عليك سوى اختيار الحصان وأكيد سيحالفك الحظ في كل خطواتك بما فيها تقديم مشروع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو طلب الحصول على مقر للجمعية أو وظيفة بالعمالة....، المسؤولون الكبار بتراب عمالة ابن امسيك، هم أصحاب المال والأعمال...
النهب إذن والاستيلاء على العقارات هو الملف الذي وجب فتحه من لدن المسؤولين مع رفع التقارير للجهات العليا بكل نزاهة ومصداقية حتى يتسنى للجهات العليا فهم ما يجري على الساحة والحروب المسعورة التي يخوضها بعض الموظفين فيما بينهم والفاهم يفهم...
إن الفساد والمفسدين جعلوا منطقة ابن امسيك مزرعة لهم والساكنة بدون وعي عبارة عن رعية ولأنهم لا يتابعون الشأن المحلي ففي نظرهم الساكنة غائبة عن الوعي، إذا كانت أموال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بُدرت على مشاريع فاشلة ومقتنيات خارج الإطار العام لمفهوم
التنمية البشرية التي تجعل من بين أهدافها المشروعة والنبيلة محاربة الفقر والبؤس وسط الطبقات المسحوقة اجتماعيا فإنه من السهل استمرار وضع اليد على ملايين البنزين والتجهيز المكتبي ومخصصات لباس الأعوان والبستنة وإصلاح أسطول سيارات العمالة إذا ما تم تطويع الكاتب العام الجديد (...) وجعله في خدمة أجندات لوبي الفساد.
إذن على الكاتب العام الجديد، أن يدقق في الوثائق المعروضة عليه قبل التوقيع والاحتياط أكثر من كبير الكهنة العارف بخبايا كل شئ والرقاصة صحابو، ليضمن ربح سباق الأربع سنوات ببنية سليمة قوية بدون أعطاب كي تكون قادر على كسب الرهان الإداري وتحقيق تطلعات ساكنة ابن امسيك في تنمية مستدامة وفي إدارة تحتكم إلى النزاهة والشفافية في جميع التدخلات.
نريد أن نسمع أن الكاتب العام الجديد، وضع مجموعة من الملفات على رفوف مكتبه لإعادة تفحصها ودراستها خاصة بعدما حامت حولها مجموعة من الشبهات سواء فيما يتعلق بالمشاريع التي تم تفويتها في صفقات طرحت أكثر من علامة استفهام أو كذا ملف "البونات" الذي يستنزف أموالا طائلة من ميزانية العمالة وكدا قضية الوداديات السكنية وحالات التنافي والتدقيق في لائحة المستفيدين من الشقق والذين أغلبهم من أصحاب المال والأعمال، كما يجب التدقيق في أسماء المستفيدين من صفقات مجموعة من المرافق العامة بشكل مريب منذ تولي العامل السابق على العمالة والكاتب العام العامل بالنيابة وأكيد ستكتشف أن أصدقاء وعائلة المسؤول عن البرتوكول هم المستفيدون من كل الصفقات بل عليك أن تنظر في أسماء المستفيدين من حضور حفل الولاء كل سنة وأنا على يقين أن غالبيتهم لا يقطنون بتراب العمالة بل أكثر من هذا فالسيدة العامل مؤخرا قامت بتوشيح صدور بعض مدراء المؤسسات التعليمية وموظفي النيابة الملحقين نعم الملحقين بأوسمة ملكية وكأن تراب عمالة ابن امسيك لا يتوفر على موظفين رجال ونساء بنيابة التعليم ابن امسيك يمكن اقتراحهم ليحظوا بشرف الحصول على هذه الأوسمة ومن بينهم موظفون عملوا لسنوات كثيرة بما فيهم موظفو المصالح الخارجية، فمنذ اعتلاء السيدة عامل عمالة ابن امسيك على كرسي المسؤولية وبشهادة المتتبعين للشأن العام بتراب العمالة فقد عرفت المنطقة تراجع على مستوى الكثير من الأنشطة الوطنية بل كان في أغلب الأحيان المنع هو سيد الموقف كما وقع مع مجموعة من جمعيات المجتمع المدني التي نظمت رحلة إلى الأقاليم الجنوبية (العيون) وعلى حسابهم الخاص، والغريب أن هناك من اغتنمها فرصة ورفع تقرير إلى الجهات المسؤولة بالداخلية تفيد أن السيدة العامل تكفلت برحلة الجمعيات إلى العيون وعلى حساب العمالة وأن القافلة انطلقت من العمالة وهذا كذب وبهتان فالسيدة العامل لم تكلف نفسها حتى توديع منظمي القافلة بل مرت بجانبهم مرور (...).
نحن هنا لا نقلب المواجع على العكس نحن هنا نوضح للمسؤولين بالمصالح الخارجية والأجهزة بأن القافلة نظمها مجموعة من الغيورين على تراب العمالة وعلى حسابهم الخاص، ومع ذلك لم يسلم المنظمون من التشويش عليهم رغم أن هذا العمل يبقى عملا وطنيا تطوعيا فلماذا الكذب والبهتان والزور إذن.
في المقال القادم سنتطرق إلى ما يسمى باقتصاد الريع وأوكار الفساد والشكايات المرفوعة للسيدة العامل وتجاهلها التام وعرائض موقعة من مجموعة من الجمعيات والساكنة وغياب فتح أي حوار مع الجمعيات والمصير الغامض الذي أصبح يعيشه الفاعلون الجمعويون وإقفال مقراتهم وبدون تفسير مقنع وبالتالي أصبحوا خارجين عن أية استفادة ولماذا؟
ونشر لائحة الأسماء المستفيدة من الشقق والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والملعب الذي دشنه مؤخرا صاحب الجلالة، وأن الكثير من المشاريع تحولت من مشاريع اجتماعية إلى مشاريع تجارية...