كما غالبية التأثيرات المصرية علينا كمجتمع انفتح باكرا على كل ما هو موروث مصري، صرنا نطبق الأمثال وندرك التقاليد ونفهم اللهجة رغم صعوبتها، جميل أن أحببنا هذه البلاد وأهلها وتحية للفن المصري الذي نشر ثقافة بلده بصورها الجميلة وأخرجها من حدود المكان لأوسع بقاع.
عنوان المقال، مثل مصري بحت، يدل على معتد وظالم ينال حقا ليس له وينتصر في قضية هو المؤذي فيها فقط لأنه بدأ الشكوى أولا قبل صاحب الحق الرئيسي، قبيح أن ترى المظلوم مهزوما، مغتصب الحق، ضائع الحقوق. صعب أن ترى الظالم منتصرا والمظلوم لا حول له ولا قوة. لكن الله يمهل ولا يهمل، غالبية أصحاب المبادئ والمثل والحكمة هزموا تحت مطرقة ظلم الظالم نصرهم الله بعد حين، أظهر الحق وزهق الباطل، فلا ييأس صاحب الحق فعز وجل لن يسقط حقه وإن طال الزمان،
حين يدافع المعتدي عن باطل كما لو كان يشهد زورا ولكل منهما عقابه الدنيوي والأخروي، هنا كمن قيل فيه (اللي اختشوا ماتوا) فمن يستحي من الله أولا ومن الناس ثانيا لن يظهر عاريا أمام الآخرين، لكن من لم يستح فالعري شيء سهل عنده، العري هنا ليس بالضرورة عري الثياب، هناك عرى الأخلاق والأمانة.
نحن ابتلينا في مجتمعنا ببعض هؤلاء، تراهم حولك في كل مكان، في العمل وفي العائلة، صفات تدل على سوء تربية وضعف دين وعدم مخافة الله، علينا أن نحتملهم لأنهم بلاء منه سبحانه وتعالى أن يكونوا بجوارنا وأن نتعامل معهم بشكل مستمر، نتجه لله بالدعاء إما بهدايتهم وإما بإزاحتهم من دروبنا وإما تطبيقا بأن الله يمهل ولا يهمل، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة في الصبر والتحمل والدعاء والابتلاء.