أزيــلال24
حوالي الساعة العاشرة والربع ، بدأت طوابير السيارت تتوقف امام دار الثقافة بأزيلال ، وكذا الرجلين ومعهم أطفالهم يجتمعون ، كما تجتمع اللقالق المستعدة للهجرة ، جائوا من القرى البعيدة والمداشر المنسية والمدن المجاورة ، رجال ونساء مصحوبين بفلذات اكبادهم ، بحيث ان نيابة التعليم ضربوا لهم موعدا بهذه الدار من أجل الإحتفال بكل المتفوقين الذين " احمروا وجوه " التعليم ...سيحتفلون بهذه" النخبة " ــ كمصطلح سوسيولوجي ــ والتعريف بهم امام الجمهور السياسي والديني والعلماني والعادي...اي حسب ومكونات القاعدين على كراسي مدرجات مسرح ...دار الثقافة .
الساعة تشير الى العاشرة والنصف ، حضر الى عين المكان رجال لهم وزنهم فى السياسة والسلطة ، ووقفوا فرادا وجماعات ينتظرون الوفد ..
الوفد المنتظر يتكون من مسؤولين عن الإدارات ، ويعدون هم كذلك من " النخبة " ينتمون الى جماعات سياسية تحكم وتخطط لها مكاتب مكيفة وموظفين يخدمونهم حسب التنظير البستيمولوجي ...
الكل ينتظر الوفد كما ننتظر نحن " البروليتاريا الرثة " ، فاتح ماي ...وحوالي الساعة الحادية عشر ، ظهرت فى الأفق الغربى أضواء حمرا وخضرا تتلألأ ، تبعتها سيارات جميعها سوداء كما بدت لنا لبعد المسافة ، وصاح احد اعوان السلطة ،: " نرجوكم قيفوا فى صف واحد لإستقبال الوفد ..." وان تسوية الصفوف من تمام ...الإستقبال .
وتم استقبال الوفد من طرف المنظمين ورجال الأمن ورجال الدين ، منهم من ابتسم لهم بابتسامة سفراء ومنهم من حاول التقرب الى كبيرهم بأن " قبض يده " بقوة و" زعزعه "من مكانه ومنهم من رفض الوقوف ودخل قبل مجىء " الوفد " الى مقصورة دار البقاء أي مسرح دار الثقافة ..
وبعد البرتكول المعهود به ، من خطابات رنانة وأنانية الخطاب ، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم التى تذهب الشيطان من القاعة ، جاء وقت الحسم ...
نادى منادى بأعلى صوته : الله اكبر الجائزة الأولى جهويا للتلميذ مروان من بين الويدان ، ويقدمها ابا سفيان ..
واشرأبت الأعناق تهافت المراسلون والمصورون الصحفيون لمعرفة قيمة هذه الجائزة ؟ البعض قال انها " كمبتوتر من نوع " ديل " والبعض راهن انها آلة تصوير " سونى " وآخر قال لصاحبته التى تأويه : انها علب من الشاي " المساند الرسمى لوزارة الوفا ..
منحت الجوائز بسرعة ، من الإبتدائى الى التأهيلى مرورا بأولمبياد الفزياء والرياضيات والجمباز ... خوفا ، والله اعلم ان يدخل الى القاعة غريب ويكشف عن اسرار الهدايا وما تحتويه هذه الأكياس التى منحها الوفد للتلاميذ المتفوقين الذين جائوا صحبة اوليائهم من بلاد الجلباب... وايت اعتاب .... وحمان الفطواكي ...واحمد الحنصالي وافورار وبالمنيار ....
تسلل بعض الآباء واوليائهم خارج دار الضيافة ، وفتح الأب :" الربيعة " التى منحتها النيابة لولده ، بعد ان قرأ المعوذتين والبسملة ، فأذا به يفاجأ بمجموعة من سلسلة طه حسين وابن ماجا وابى هريرة والكتاب الأبيض للقدافى ..... وما ملكت ايمانهم وما جمعوه من خزانات المؤسسات ... وقال لولده : ضننت انهم يسمنحون لك هاتفين ، واحد ليا أواحد لموك ..نعلة الله ..." فجمجم وگمگم ولسنا ندري من نعل ...
ورجع غاضبا الى القاعة يسب ولده الذى انجبه وصاحب الطاكسى الذى اكتراه والنيابة التى استدعته ...