محمد الانصاري
ان المتتبع للانتخابات الجماعية والجهوية بمنطق المحلل السياسي بمغربنا العزيز سيصاب بالعصاب بحكم التماثل والتطابق للنتائج بالقوة للمتناقضات في المبدا حيث لعبت الاحزاب المغربية المتعددة مسرحية تبادل الادوار والوظائف بتمثل المواقع ( يمين/يسار.اغلبية/معارضة...)دون ان تتجسد من خلال مشروعية جماهيرية تمنحها بالفعل الموقع المبدئي حتى تعبر عن طموحات وقضايا الشعب عامة.
ان الانتخابات هي محطة انحطاط السياسة كعلم حيث يتنقل الكائن السياسي من منزلة التنظير للقضايا التدبيرية لشؤون الدولة لخدمة الشعب الى كائن حزبي مصلحي منافق يوظف كل اشكال الاقناع بشكل شعوري اولا شعوري لخدمة الذات اولا والنزوع حول مصلحة الاتباع ثانيا.
مايهمنا في هذا المقال:بيان التجسيد الجزئي للملاحظة العامة السابقة حول دور فروع الاحزاب في لعب وظيفة الالهاء والنفاق الاجتماعي باسم" مصلحة الساكنة "والنضال"ومحاربة المفسدين"...الى غير ذلك من المفاهيم العامة الوعي الحفيقي وتكييف وعي لناس حسب ما يمليه الواقع الاجتماعي. مجتمع ازيلال نموذجا مصغرا لفصول" مسرحية النفاق" الحزبي والاستثمار في بيع الوهم للجماهير وقلب وعيها الحقيقي للواقع بوعي او بدون وعي وما مظاهرالتخلف الذي تعيشه ازيلال منذ تدشينها عمالة ادارية سنة 1975 ورغم تجارب مجالسها الجماعية لم تتمكن مقارنة مع نظيراتها المحدثة بعدها من انجاز اي تغيير حقيقي لبناء مفهوم جديد يستحضر مواصفات المدينة الحديثة التي تؤثر في العيش اليومي للساكنة وتيسر الوظائف الخدماتية وتبين بالملموس تغير وتطور مجالات وعية الثقافية والفكرية والسياسية...لعبة تبادل الادوار والمواقع باسم"النضال لخدمة الساكنة"ومحاربة الفساد وتشييد البنى التحتية وتطوير الخدمات الاجتماعية...سمة تاريخ وظيفة كل الاحزاب التقليدية والحديثة المتصارعة ذاخل المشهد السياسوي بازيلال فالملاحظ لبرامج كل الاحزاب المشاركةفي "اللعبة السياسية"تكاد تتماثل في شكلها بدون روح مرجعية مميزة حيث كلها تبدع في توظيف الدعاية الغرضة اوالهادئة احيانا وكل الوسائل الممكنة المشروعة وغير المشروعة لمحاربة "الاعداء" الوهميين لاصطياد المواطنين.انها عملية تقزيم للصراع الرئيسي في صراع ثانوي يخدم المهيمنين الكبار.
-ذاخل مجتمع ازيلال لم يظهر بعد مفهوم الحزب ككيان مدني مستقل عن منطق القبيلة يشتغل وفق مرجعية واضحة تؤطر مستوى وعي السكان وتقدم برامج تستمد مشروعيتها من قضايا الجماهير الشعبية الحقيقية وليس شعارات صورية لاتغير الواقع الحقيقي المتمظهر في مستوى عيش السكان بقدر ما يعيد انتاج نفس العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والقيمية...واذ نلاحظ في كل تجارب المجالس الجماعيةالسابقة مثلا لم يتبدى صراع الاحزاب الممثلة فيه وتميزها في مجال التسيير والتدبيرالاداري والمالي كما هو مستهلك في حرب الدعاية اثناء الحملة الانتخابية حيث تنصهر وتتوحد المواقع والمبادىء والبرامج..(اليسار واليمين والاداري والديمقراطي...في قفة واحدة لتنتفي فجاة المفاهيم والشعارات الايديولوجية المنمقة لكسب الاصوات فلم نعد نسمع محاربي الفساد بل الكل يتواطا معه لخدمة مصالحهم اولا واتباعهم ثانيا وبلغة اخرى فكل انواع التناقض الشكلي الوهمي سيتلاشى بمجرد انشاء مكتب المجلس وبتلاشيه سينتفي دور الحزب ليحل محله مفهوم العائلة وعقلية القبيلة التي ستسير البلدية بمنطقها التقليدي بانسجام وتماسك بعيدا عن المنطق المدني ومؤسساته وسيحل التماثل محل التناقض و سينصهر الجميع في النسق السياسي العام بوعي او بدون وعي الى ان يظهر تناقض شكلي اخر( في حدث انتخابي جديد) يهدد مصالحهم ليبدا عائلة الامس حرب الدعاية بلباس التناقض والشعارات الحماسية (وتجربة الاخوة الاعداء في حزب الوردة و خطابات تجمعات الاحزاب والتهم المتبادلة...).والسؤال البديهي المطروح:لماذا التهافت حول التمثيلية في المراتب الاولى على لائحة المرشحين؟هل الدافع مبدئي(حزبي) او مصلحي؟.
اكيد ان الصور التعبيرية في الدعاية الانتخابية الاخيرة التي تتذكرها ساكنة ازيلال والمتمظهرة في "حرب الكل ضد الكل" لممثلي المجلس السابق والوافدون السياسيون الجدد املته المنفعة الخاصة اولاوان تبقى شئء فللساكنة."التجوال الحزبي" الظاهرة المميزة في المشهد الحزبي بشكل عام وجد فيه المنتمون والغاضبون والنرشحون الموسميون ضالتهم ولتذهب مبا دئء واعراف الحزب الى الجحيم..
دفاعا عن الرئيس السابق: وغاض
لاكون منسجما مع مقدماتي الاولية ومنهجية تحليلي اقر مرة اخرى ان الشكل الصوري الذي تجسد به الانتخابات بالمغرب وتبجل له الاحزاب كافة وتنخرط فيه لا ينسجم ابدا مع المرجعيات و المناهج الديمقراطية المتعارف عليها لاعتبارات كثيرة مرتبطة بالنسق السياسي العام ونمط الانتاج التبعي وقيمه المبتدلة وغياب مجتمع مدني كسلطة متعالية فوق المجتمع يستمد مبادئه من الشرعية االمجتمعية ومبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان قادر على بناء دولة مجتمع وليس مجتمع دولة...
خارج نتائج هدا التحليل وذاخل منطق اللعبة السياسية الانتخابية والتقييم البرغماتي لتجربة المجلس السابق وحتى لانتهم بالعدمية نقر بتدبير ايجابية خصوصا في مجال التواصل مع الساكنة وتحقيق تقدم ملحوظ في المجال الخدماتي ومشاريع استثنائية وخدمات اجتماعية مشجعة ...لكنها لم ولن ترق الى تحول مادي وفكري وقيمي ملحوظ يفصل بين القبيلة ومظاهرها والمدنية وتجلياتها لان حدود عمل المجلس موضوعة سلفا واتخاد القرارات الكبرى للمساهة في التغيير الحقيقي ليست في مناله.وحتى المشاريع الممكن انجازها من طرف المجلس و في حدود مجال اللعب لبناء مشروع مدينة جديدة مثلاغابت بسبب عدم تاهيل الاعضاء في مجال الهندسة المدنية والتخطيط الاستراتيجي المواكب لهدا التحول المادي والقيمي ولعبت بقايا التاثير والتخطيط بمنطق قبلي منغلق السائد في كل المبادرات .فعدم الاعتراف بالجهل في مجال التدبير العقلاني وانغلاق ذوات الاعضاء كانوات متعالية تدعي الفهم ولاتملك الجراة لتعلم اساليب التدبير لحديثة والمحترفة.
ما يمكن ان نستنتجه من هذا التقديم هو :نجاح اوفشل تجربة المجلس السابق في حدود حرية اتخاد مبادراتها لا يمكن منطقيا وواقعيا اسقاطه على الرئيس وغاض بل على كل اعضاء المكتب لسبب ان هذا الاخير لايمثل ولايتخد وحده المبادرات والقرارات بل المجموعة مسؤولة عن نتائج التجربة منذ بدايتها الى نهايتها.فلا يجب تحيل الرئيس وحده المسؤولية كما لايجب ان نتوهم ان تغيير مواقع المسؤولية من رئيس الى رئيسة سيغير اوضاع الساكنة لاعتبارين:ذاتي وموضوعي
فنفس الاشخاص تقريبا الذين مثلوا المجلس السابق هم ذاتهم في المجلس الجديد اليس هناك تناقض في القول (جسد هذا اكثر في برامج الحملة الانتخابية)ان الذي لم يقدم شيئا في في التجربة السابقة قادر الا يساهم في التغيير والبناء لهذه القرية المقدوفة وجوديا وسياسيافي التجربة الحالية؟
موضوعيا المجلس لايمكنه اتخاد قرارات التغيير فالمشكل ليس في الاشخاص او الاحزاب بل في سياق سياسي عام يملي الخطاطة السياسة العامة وغاياتها والمجلس ينفد كاداة اصلاح .السيد وغاض و اعضاء مكتبه يساهمون كادوات اصلاح ولا يمكن ان نموقعهم مع مناضلي التغيير ابناءالمنطقة كاحمد الحنصالي والفقيه البصري و بونعيلة ...وكل المناضلين المنسيين .فزاوية النظرالتقييمية الوحيدة الممكنة بفعل قوة الواقع لتجربة المجلس السابق هي الحكم عليها من خلال منطق عمل تقليدي عائلي تحكمها قواعد القبيلة وليس العلم.اخطاوا او اصابوا فذلك تمليه قواعد واملاءات الممكن في الادوار.