
أنا صبور على الغباء، لكن ليس على من يفاخرون بغبائهم. إديث سيتول
(أفهمها هكذا: اكره الغباء، وأكره اكثر الذين يشهرون غبائهم)
الثقافة لم تكن يوما قيمة إيتيكية (جمالية)، نضعها في ركن الصالون، هندسة الديكور لا تنفع في تأثيث المشهد الثقافي. الثقافة هي قبل كل شيء مؤسسة(لا نتحدث عن وزارة،جمعية،دار...)، نتحدث عن ثقافة المؤسسة. من غير ذلك تصبح دار الثقافة يسكنها المقدمون والشيوخ
الشباطية الرمزية
1- هرمنا من أجل.. أن لا نهرم، نلتقط أنفاسنا ونحن نتنفس هواء من خارج المؤسسة. الدولة تشتغل بمنطق الاستقرار والأمن، لذلك يحجر(من الحجر) منطق الدولة على أي مراهق سياسي، البعض يسمونه مغامرا سياسيا (النموذج هو شباط)، أنا لا أغامر لأنني هرم، عندي تراكم من التجارب، أي من الفشل المتراكم على مدى السنين، أقاوم به الهرم السياسي، أبدو ك "هريم حقيقي" (60 سنة) عمره لا يتجاوز 30 سنة (ثلاثون سنة لا تحسبوها من عمري)
لا يمكن لحكيم(مثقف) هَرِمَ حكمةً، أن يترك المبادرة في يد خصم الثقافة(المخزن)، المبادرة هي دائما مغامرة، نسبة من المغامرة تكون ضرورية للهَرَمْ، هناك وصفة بطعم المغامرة، سميتها "الشباطية الرمزية أو الثقافية"، "شباط" (أتحدث عن شباط كرمز وليس كشخص) يمكن أن يحجرون عليه، ويحجزون على مكتسباته (كل ما يكتسب يتم باسم الشرعية، ويمكن أن ينتزع باسم الشرعية أيضا)، الشرعية لها اسم آخر: منطق الدولة، الذي لا يتلاءم مع عقلية المغامرين. محاسبة بحساب مزدوج comptabilité à ، double partie نخصص عمودا نسميه العمود المحافظ، يدخل تحته كل ما يفيد الاستمرار
(نؤسس إذن لنبني مؤسسة)، نتحول إلى العمود المقابل، يدخل تحته كل ما يفيد أن نطور المؤسسة. مصطلحات اليمين واليسار لا تفيد عندنا إلا التنابز بالألقاب. لنتذكر دائما أنه لا توجد محاسبة حقيقية ومتوازنة إلا إذا كانت تقوم على عمودين (المحافظة والتجديد)
ثقافة المؤسسة
2- من السهل أن نجد مدخلا لأي موضوع, المدخل يكون دائما من الخارج، نحن نبحث أصلا عن مخرج، يكون من داخل المؤسسة أفضل، يكون من ثقافة المؤسسة (الثقافة هي القيم المشتركة)، هذا نهاية ما نصبو إليه. ينبغي بداية التنويه بأن الثقافة المؤسسية تعد امتدادا للثقافة المجتمعية السائدة وبالتالي فإن سلوك الفرد الوظيفي لا يتولد من فراغ وإنما هو نتاج السلوك المجتمعي سلبا أو إيجابا. الدول المتخلفة تمتلك ولأسباب تاريخية وثقافية عناصر تخلفها، قد نفترض مثلا انه توجد قابلية للفساد الإداري والسياسي. العلاقة السببية بين التخلف والفساد (من سبق البيضة أو الدجاجة؟). كذلك نتقاسم قيما موروثة أو هجينة تشكل منظومة القيم المشتركة.هذا المدخل ينفع كمدخل أكاديمي لهذا الموضوع: ثقافة المؤسسة.
3- مدرسة النجاح: وإذا أمنا على هذا التعريف لثقافة المؤسسة: القيمة هي قياس ما هو مهم، (إذا كان قيمة قابلة للقياس) أو ترتيب مصفوفة القيم. القيمة، فالقيمة التي تليها في الأهمية، إلى أن نصل إلى القيمة الأهم، القيمة التي تأخذ المرتبة الأولى من حيث الأهمية هي : قيمة النجاح، ثم نصل بعد ذلك إلى المعتقدات (أي طريقة فعل الأشياء بشكل مجرد ) التي تتفاعل مع الأشخاص داخل المؤسسة ومع البنية التي تقوم عليها هذه المؤسسة وأنظمة التحكم والمراقبة لكي تعطي بالتالي قواعد عامة للسلوك (أي الطريقة التي نفعل بها الأشياء تحديدا هنا والآن ).
4- ثقافة المؤسسة تبدأ بالتأسيس، هل شاهد أحد مؤسسة تسير كقافلة رحل؟ هل نطلب من قائد رحال أن يكون قائدا مؤسسا؟ (مبديع، الرداد...نماذج فقط لهذا النمط العيش الترحالي mode nomade)، لن نبني مؤسسات بالترحال. الترحال هو النظام. مؤسسة صفر.
ثقافة المؤسسة مؤشر لتقدم الأمم: أومن أن من أسباب تخلفنا هو أن المؤسسة لم تنهض في بلادنا، ولم تغير شكلها البدائي. نحن لم ندخل عصر المؤسسة، نحن من الشعوب التي تأخرت نهضتها لأن مؤشر المؤسسة عندنا منخفض جدا، نحن من هذه الأمم التي مازالت لم تتخط تقريبا عتبة المؤسسة درجة الصفر في سلم النمو المؤسسي.
هناك ترابط مفصلي بين الأدوات المختلفة المتحكمة في الأدوار والسلوكيات، وكفاءة وفعالية الأداء، لابد أن نكون على وعي بما تمارسه المحددات القيمية والفكرية والسلوكية من تأثير على تطوير أداء العاملين. إذا كانت المجاعات والحروب هي الآلية الطبيعية لتوازن العمران فوق الأرض بسبب أن إمكانيات هذا الكوكب محدودة وغير متجددة، وهي أيضا آلية الانتخاب الطبيعية لتحديد الأطلح (مقابل الأصلح على سلم الرقي والتطور)، المرشح للانقراض والموت، كما نقول مات الفأر، نقول انقرض جنس الفئران. التنظيم المؤسساتي امتحان آخر في مادة التطور، هنا حظوظنا في النجاح تبقى هي الأقل الآن. لا نقول هنا مات شعب لأن الشعب لا يقارن بالفأر ولكن بجنس الفئران.
نحن شعوب عجزت عن أن تكون لها مؤسسات، نحن إذن شعوب بدائية، وإذا أضفنا: نحن شعوب خرجت إلى العالم على نمط العيش الترحالي. بمقياس المؤسسات، نحن في درجة القبائل الرحل.المؤسسة صفر. كم من الأجيال بقيت في عمر مملكة الرحل? ) الوحدة التي يقاس بها عمر الشعوب هي الجيل، نقول إذن صف لي أيها الشعب حالة المؤسسات التي عندك، أحسب لك كم جيلا ستعيش قبل أن تنقرض تماما!
ثقافة المؤسسة من ثقافة المحميات أيضا
5- أبحث الآن عن باب الخروجissue de sortie، نستعمله لنخرج من المؤسسة في الظروف العادية، نسميه في الظروف الاستثنائية نافذة الإغاثة. الإنسان يحتاج إلى غذاء لكي يحيا والى أمن لكي يستمر في الحياة. البحث عن الأكل الذي قد يكون طريدة يطاردها أو مرعى يرحل إليه ولكن من أجل حياة آمنة صنع الإنسان المحميات لحماية الطبيعة. المحمية هي المؤسسة الأولى التي صنعها الإنسان وثقافة المؤسسة هي المحمية الثقافية لحماية المؤسسة نفسها, إن الشعوب التي استطاعت أن تؤسس لثقافة مؤسسية إبداعية هي التي استطاعت أن تحقق نموذجا متميزا للتسيير، أما تلك التي اتخذت مسلكيات غير دقيقة وغير منهجية فهي التي شاعت فيها ظواهر سلبية انعكست فيما بعد على هذه المؤسسات, عندما نتحدث عن الإبداع، نبحث عنه خارج ما هو سائد، ولأن طريق الإبداع خروج عن النمط العادي (السائد)، المؤسسة الرائدة يجب أن تكون استثنائية بكل المقاييس, لأن الثقافة التي تؤسسها ثقافة متميزة عن الثقافة السائدة، عندما تكون منافسة عادية، ينتصر النموذج العادي، وعندما تدخل المنافسة على سلم الإبداع، نؤسس لثقافة تغير وتتغير ... للأفضل وللأصلح و للأبقى. نحتاج إلى نفس من الثورة.
ونصل الى هذه النتيجة (خاتمة ولا علاقة)
6- النتيجة لها مدخلان :
- من... a partir de، من تراث،رأسمال...قد يكون الرأسمال صغيرا حد لا شيء
- إلى...jusqu’à ، الى رصيد، تراكم، رأسمال زائد أرباح.
...حتى لا ننسى الربح الضائع. دار الثقافة بأفورار. ماذا خسرنا؟ (الربح الضائع)
نريد أن نؤسس ثقافة تحمي المؤسسة التي نصبو إليها، لا نريد أن تكون ثقافة ضعيفة تحتاج إلى أن تحميها "المؤسسة القائمة"، مؤسسة ضعيفة اسمها يرعب،تسمى...المخزن.
من يسأل عن الربح الضائع، أو الربح الذي خسرته أنا Manque à Gagner، حتى لا ينازعني أحد، أسميه "ثقافة المؤسسة". من يستطيع أن يحجر على ثقافة المؤسسة؟ الثقافة المضادة للمؤسسة.
لنتابع. بن عربي كان يتكلم عن الحرية من خلال الثقافة المضادة لها. ثنائية الحرية / العبودية داخل ثنائية الفعل (العمل) والانفعال. نحن الآن في حضرة المؤسسة بثقافة صوفية، خسارة، ربح، بعد، قرب ... الخ.
المؤسسة. ثقافة صفر، لا يعول عليها، نسميها ايضا ثقافة المخازنية، الشيوخ والمقدمين، أو باختصار شديد: الثقافة المخزنية. لها علاقة بما كتبناه: قصيدة في مدح الملوك التبابعة[[i]]

عدسة الزميل الصحفي لحسن كوجلي

عدسة الزميل الصحفي لحسن كوجلي
[i] نحن في عصر الملوك التبابعة، الرابط هو: www.azilal24.com/news2468.html