أزيلال :أوراش ضخمة لتلبية الطلب المرتفع على المياه في المناطق الجبلية ، جماعة " واويزغت " نموذجا
أزيلال 24 : وكالات
توجد قيد الإنجاز أوراش ضخمة بإقليم أزيلال لضمان تزويد دائم بالماء الصالح للشرب بالمناطق الجبلية، ولمواجهة ندرة المياه التي تعاني منها المنطقة بسبب توالي سنوات الجفاف.
وفي هذا السياق، تهدف محطة تصفية المياه بجماعة واوزيزغت إلى أن تشكل حلا مبتكرا لتأمين الإمداد بالمياه الصالحة للشرب في هذه الجماعة والتجمعات السكانية المجاورة المتأثرة بشدة جراء قلة التساقطات المطرية والثلجية.
وتطمح هذه المحطة المبتكرة من الجيل الجديد التي أنجزتها وزارة الداخلية تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى معالجة الإجهاد المائي، إلى ضمان التزويد بالمياه وتحسين جودتها وكذا الولوج إليها لفائدة الساكنة المحلية.
وتشتغل المحطة المنجزة في إطار جهود وزارة الداخلية المستمرة للتخفيف من آثار الجفاف على ساكنة المناطق النائية في جبال الأطلس، بتقنيات حديثة وأكثر موثوقية في مجال تنقية المياه وتصفيتها بهدف ضمان ولوج عادل إلى هذا المورد الحيوي لكافة جماعات إقليم أزيلال.
ويقوم هذا المشروع المبتكر الذي يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمن المائي للمغاربة، على تنقية وتصفية المياه المتأتية من الآبار في مرحلة أولى قبل معالجتها لضمن جودة أفضل لها حتى تتطابق بشكل تام مع معايير منظمة الصحة العالمية.
ويتعلق الأمر بتكنولوجيا حديثة توفر حلا ملائما وفوريا لمشكلة الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، وتعمل، بالإضافة إلى تحسين جودة الماء الشروب، على القطع مع سلوكات من قبيل الضخ غير القانوني والحفر الفوضوي للآبار.
من جهة أخرى، تواصل السلطات المحلية بأزيلال اعتماد موارد لوجستية مهمة لضمان الإمداد المستمر بالماء الشروب لمختلف التجمعات السكنية المنتشرة بالجبال، بهدف مواجهة شح الموارد المائية الناجم عن انخفاض حقينة سد بين الويدان الذي يزود جزءا كبيرا من هذه المناطق.
فعلى مستوى جماعتي أسكسي وبني عياط (أزيلال)، تباشر السلطات المحلية نقل مياه الشرب باستخدام صهاريج محملة على شاحنات تتنقل مرتين في اليوم عبر مختلف دواوير هاتين الجماعتين، مما مكن من تحسين كبير في الظروف المعيشية للساكنة المحلية من خلال ضمان التوفير الدائم لمياه الشرب، والمساهمة من ثمة في التنمية السوسيوـ اقتصادية بدعم الفلاحين والحفاظ على الماشية.
وقد تم وضع هذه الصهاريج رهن إشارة الجماعتين الترابيتين اللتين تشرفان على هذا البرنامج الذي يتغيى تلبية الطلبات الفورية على مياه الشرب بهما.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) بأزيلال، عبد العزيز زيدان، بأن إنشاء هذه المحطة من الجيل الجديد يندرج في إطار برنامج واسع لوزارة الداخلية لإحداث محطات لمعالجة وتحلية وتنقية المياه بهدف مواجهة ندرة هذه المادة الناجمة عن تراجع التساقطات وتعاقب 6 سنوات من الجفاف.
وأوضح زيدان أن تراجع تدفقات المصادر المائية المزودة لجماعة واوزيغت فرض تعزيز جودة المياه التي يتم ضخها من الآبار المشيدة وفقا للمعايير الوطنية والدولية، حسبما أوضح زيدان، مذكرا بأن هذه المحطة بطاقتها 19 ل/ث، مكنت من تحسين جودة الماء، مما خلف ارتياحا بين الساكنة فيما يتعلق بالتزود الدائم دون أدنى انقطاع.
وحول خصوصية هذه المحطة، قال إنها متطورة وتتضمن وحدتين مدمجتين بالإضافة إلى خزانين، مشيرا إلى أنها لا تتطلب مساحة كبيرة لتشغيلها ويمكن نقلها بسهولة لتزويد دواوير أخرى بمياه الشرب إذا دعت الحاجة لذلك.
وأبرز المدير الإقليمي للمكتب أن تنقية المياه تعتمد على المعالجة بطريقة عصرية (التناضح العكسي)، معتبرا أن هذه المعالجة تمثل ثورة في مجال المياه من حيث أنها تتيح تقديم مياه صالحة للشرب بجودة عالية وذات تأثير مفيد جدا على صحة المواطنين ومن دون أدنى خطر عليهم.
وتابع أن المحطة توفر مزايا كبيرة من حيث انخفاض تكاليف الصيانة فضلا عن مدة صلاحيتها الطويلة، مذكرا بأن إمداد هذه المحطات بالكهرباء عبر الطاقة الشمسية يمكن من اقتصاد أفضل للطاقة.
وفي تصريحات مماثلة، أعرب العديد من ساكنة جماعتي واوزيغت وأسيكسي عن امتنانهم للملك على العناية الكبيرة التي يحيطهم بها منذ بروز مشكل قلة التساقطات، مشيدين عاليا بالتزام السلطات المحلية بإقليم أزيلال بالدعم الحثيث والتعبئة المتواصلة لضمان الإمدادات من الماء في الوقت المناسب دون الحاجة إلى التنقل.
إن تعزيز تأمين وتزويد المناطق الجبلية بإقليم أزيلال هو ثمرة رؤية ملكية موجهة بحزم نحو المستقبل، والتي تضع المواطن في قلب التنمية، وأيضا ورش ضخم لمواجهة توالي 6 سنوات من الجفاف كان لها الأثر البليغ على احتياطيات المياه سواء الجوفية منها أو السطحية.
وتأتي هذه المشاريع في وقت تتراجع فيه مستويات ملء السدود التي لم تعد تتجاوز 28 في المائة على المستوى الوطني، مع توزيع غير متوازن بين مختلف الأحواض المائية.
وإزاء هذه الوضعية الهشة، وبفضل العناية السامية للملك، وضع المغرب قطاع المياه في قلب اهتماماته ومبادراته اعتبارا لدوره الحاسم في التنمية والأمن المائي والغذائي للبلاد.