قصيدة الالم
قلم : عبد اللطيف برادة
ايتها المخلوقات البائسة! يا ايتها ألأرض الغارقة في الظلام
يا رجال كل الأمم هيا انهضوا من السبات العقيم
انظروا كيف تلاحق المعاناة هؤلاء البؤساء
لكن رغم كل الدمار هناك من سيدعي ان كل شيء على ما يرام
و مادا عن تلك الأطلال الرهيبة وهذا الحطام وكل هذه الأنقاض
فكر يا صاحب ضمير اليقض في امهات الأطفال وكل المعوزين
وهناك كثير ممن لا يزال يئن من تحت الحطام
انظر الى هذه الأطراف المتناثرة وهؤلاء البؤساء ممن التهمتهم بطون الأرض
انضر كيف ينهض هدا الطفل المسكين ملطخ بالدماء ممزق يرتجف من شدة الخوف
وكم هم ممن دفنوا تحت الانقاض فقضوا من دون أي مساعدة
اما الناجون ففي حالة رعب يقضون أيامهم غير السعيدة
ضحايا يصرخون بأصوات تئن في صمت رهيب
في هدا المنظر المخيف لن تشاهد إلا دخانا ورماد
احصي معي كم عدد الأطفال توفوا نائمين على ثدي الأم من شدة النزيف؟
انت ايها المتفرج الصامت هل لك ان تتصرف بروح جريئة
فكر في إخوتك المحتضرين فكر في حطام المنازل
اذهب واسألهم بما يشعرون
انظر الى الحفر الرهيبة وتأمل في الأنقاض
اسأل المحتضر بما يشعر
استمع الى دعاءه وهو يصيح يا ايتها السماء ساعدني
يا الله ، ارحم البؤس البشري "
إنني لأجد نفسي اسف على من يعلق على الاحداث من دون أي شعور بماسي الانسان
هناك من سيقول انها مجرد فاجعة وان كل شيء سيعدو على احسن ما يرام
يا لها من لغة فظيعة وقلوب قاسية مثل الصخور
عقول فارغة لا تعي بما يقع
بالله عليكم لا تضيفوا مزيدا من الغضب إلى أحزاني
لا ، لا تضيفوا حزنا أكثر لقلبي الذي لا يهدأ من شدة ضربات الغضب
دعونا ادا نتواصل مع من يشاطرنا الاحزان فيمد يد المساعدة
انني لجد حزين على المآسي الإنسانية
فضلا فلا تعزيني لأحزاني ايها الصامت
أنا فقط أرى فيك ايها المختال عديم الفائدة
أي عين يمكن أن تخترق نواياك العميقة
انظر كيف يبتلع الرعد الجوفي كل الضحايا في رمشه عين
وكم مدينة نثرت الركام ودخان الاتربة من جوف عميق
فكيف لها أن تكون محصنة ضد صدمة العناصر
انظر الى هذا الخليط من الدم و الدمار
من أنا ، من أين أنا ، الى أين أذهب يا ترى؟
ما عسا افعل لمد يد الرحمة
كل هؤلاء تحولوا الى درأت معذبة على كومة من طين
هدا العالم اضحى مسرح للخراب والخطأ
هذه الماسي ترجع لمن يا ترى
ها انني أفكر في أيامنا الحزينة
بكل عفوية قد نقوم من الفاجعة وغدا نمسح دموعنا فننسى
لكن سرعان ما تطير المتعة وتختفي مثل الظل
اه هي أحزاننا تقيله تلاحقنا وخسارتنا لا تنتهي
ننسى لا نستخلص درسا مما وقع فيعود الماضي مجرد ذكرى حزينة
الحاضر مخيف إذا لم يكن هناك مستقبل جميل
إذا كانت المشيئة تهلك الكائن الذي لا يعي بما يدور
يحلم ان يوما ما سيكون كل شيء على ما يرام
هذا هو أملنا كلنا في غد افضل
ها انني متواضع في تنهداتي ، خاضع في آلامي
البشر المضللون يتقاسمون الضعف والجهل
ادعوك يا ربي ان تهديني في يوم حزين كهذا
بالله حاول أن تنورني
لست انا ممن يتشاءم
أنا أعرف فقط كيف أعاني وان لا أتذمر
"آتي إليك ، أيها الملك الوحيد خالق الكون
انت كائن لا حدود له ولا وصف
اتي اليك بكل العيوب والندم والجهل و كلي رجاء فيك
يا الله ، ارحم البؤس البشري "