أزيلال 24 : إدير أ
عرف المستشفى الإقليمي بأزيلال قفزة نوعية فيما يتعلق في تسييره ، حيث اتخذ خطوات كبيرة نحو التطور وتحديث مرافقه وبفضل الإدارة التي صار يديرها المدير الجديد الدكتور أمين الى جانب المندوب الإقليمي للصحة د . عادل ايت حدو ، بعد ان كان التسيير به عشوائيا و قابعا على كرسي متحرك لسنوات عجاف ، يوم كانت الاحتجاجات والوقفات وذلك تنديدا بالوضع الصحي المتردي داخله الى جانب الاختلالات التي تعتري المنظومة الصحية من طرف بعض العاملين به، في غياب الضمير المهني.
وقد شهد المستشفى الإقليمي مند سنتين تقريبا، تحسنا ملحوظا كما ذكرنا من قبل، نظرا لتنفيذ إدارة المستشفى خطة مدروسة ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا التقدم الملحوظ وقامت بتحليل وتوقع احتياجات الساكنة بعناية فيما يتعلق بخدمات الرعاية الصحية. ونتيجة لذلك، تمكن الساهرون عليه من تخصيص الموارد بكفاءة واستباقية لجلب أطقم طبية وشبه طبية ذوي الخبرات المختلفة.
أتاحت هذه القفزة خطوة إلى الأمام للمستشفى حيث تم تعزيز قدراته وتقديم رعاية أفضل للمرضى في مختلف التخصصات، علاوة على ذلك، فقد أدخلوا تقنيات مبتكرة وأحدث المعدات الطبية التي أدت إلى تحسين دقة التشخيص ونتائج العلاج بشكل كبير.
وبشكل خاص، كان لهذه المبادرات الإستراتيجية تأثير إيجابي على الأداء العام للمستشفى، مما جعله مزودا مهما للرعاية الصحية في المنطقة، بل ابعد من هذا،ان بعض المرضى يلجؤون اليه من الأقاليم المجاورة ...
من المثير للإعجاب حقا ،أن نرى مقدار الجهد الذي يبذلونه في هذا المسعى..إنهم يدخرون جهدا عندما يتعلق الأمر بتقديم خدمات طبية من الدرجة الأولى لكل المرضى دون تمييز.
دخلنا الى المستشفى بدون نظارات سوداء وكانت البداية بقسم المستعجلات حيث لاحظنا ان الطبيبة بهذا القسم الدكتورة خديجة، تنتقل من هنا وهناك بدون ملل ولا كلل وملبية نداء هذا وذاك ،لا تفرق بين مريض وآخر ، تعالج الفقير والغني على حد سواء لتحديد سبل العلاج ... والابتسامة لا تفارق محياها ، يساعدها طاقم من الممرضات الناشطات وتتصف بصفات لا تخفى على كل ذي لب: وعلى منوال أحمد بوكماخ ،نراها نشيطة خفيفة، لطيفة الكلام تعمل بنظام ، رحيمة ....تحب مهنتها ...
و تتحمل مسؤولية تقديم الإسعافات الأولية ، رغم أن القسم يستقبل حالات مختلفة من المرضى في وضع حرج في كل لحظة مما يستلزمها تقديم خدمات استعجالية في المستوى لإنقاذ حياة الذين يلجون هذا القسم. ولا تفوتنا المناسبة ان نشكر كذلك الطبيبتان" هــدى" وزميلتها في نفس القسم لما يقومان به من جهد و اجتهاد ونكران الذات تحت مظلة قَسَم أبقراط ..
بعد رحلتنا إلى قسم المستعجلات ، قمنا بزيارة قسم جراحة العظام والمفاصل حيث يتولى الدكتور رشدي ياسين ـــ أخصائي في جـراحـة العظـام و المفـاصـل ـــ مسؤولية ذلك.. ويشرف عليه كذلك طبيبين من خيرة الأطباء الإخصائيين منهم الدكتور فريد طارق و الدكتور اهرم ياسين.
ويتمتع أطباؤنا الاختصاصيين بخبرة واسعة في علاج الصدمات وجراحات العظام الاختيارية إضافة إلى علاج الكسور البسيطة واستبدال المفاصل المعقدة و جراحات مفاصل الركبة والكتف والكاحل وجراحة إصلاح الغضروف...
علاوة على ذلك، يوفر قسم العظام ،الرعاية اللازمة للمرضى الذين تعرضوا لإصابات المفاصل والعضلات وما يرتبط بها من إصابات الجهاز العضلي الهيكلي بداية من التشخيص ومرورا بالتدخل الجراحي أو غيره من العلاجات ووصولًا إلى إعادة التأهيل بعد العلاج بهذه المؤسسة ،بعد أن كان القيام بهذا النوع من الجراحة يتطلب نقل المريض إلى المستشفيات الجامعية..
الدكتور" ياسين رشدى "متميز حقًا كجراح عظام بهذا القسم، الذي ابان عن علو كعبه لأخلاقه الاستثنائية في السرير وخبرته الرائعة في مجال الجراحة. ويتمتع بأسلوبه المهنى في التعامل مع المرضى يجعلهم يشعرون بالراحة، مما يضمن بيئة مريحة أثناء اجرائه للعمليات والاستشارات، بفضل معرفته وخبرته الواسعة في جراحة العظام، يتعامل بمهارة مع مخاوف المرضى ويقدم لهم تفسيرات واضحة حول حالتهم وخيارات العلاج قبل وبعد اجرائه للعمليات ، بفضل طبيعته الرحيمة، يذهب الدكتور "ياسين رشدى " باستمرار إلى أبعد الحدود لضمان حصول مرضاه على فهم شامل لخطة العلاج الخاصة بهم ــ وهذا ما لمسناه فيه وعشناه ــ علاوة على ذلك، فإن خبرته الواسعة في إجراء العمليات الجراحية تغرس الثقة بين الأفراد تحت رعايته.-
وفي نهاية المطاف، فإن المزيج الفريد الذي يتمتع به الدكتور " ياسين " من المهارات المتميزة والسلوك الأنيق يميزه كأخصائي بارع في جراحة العظام بهذا المستشفى وبشهادة المرضى الذين اجريت لهم العمليات وبشهادة كل العاملين بالمستشفى.. بدون ان نستثني مجهودات زملائه.
وكان من الرائع رؤية أحدث المعدات التي يستخدمونها بقسم العمليات في التصوير العمليات الجراحية، والتحدث مع المريض مما طمأنني بالتزامهم بتوفير رعاية من الدرجة الأولى بشكل عام، كان من المطمئن معرفة أن هناك متخصصين مثل الدكتور ياسين رشدى.
اسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لهذا الدكتور البارع....والشكر موصول الى الطاقم التمريضى بقسم جراحة العظام والمفاصل .
وما اثار انتباهنا وفي هذا المشهد الواقعي، يظهر لنا احتمال وجود تحديات جوهرية في المستشفى يحمل اسم" مستشفى إقليمي "، بوجود طبيب واحد فقط مختص في التخدير والإنعاش، الدكتور "خالد "، قد يكون من الصعب على هذا الطبيب تلبية احتياجات كل المرضى للتعامل مع كل الأطباء الجراحين ،بشكل مثالي، حيث يجتاح عدد هائل من المرضى إلى رعاية طبية فورية، مما يجعل قدرة المستشفى متوترة بسبب وجود طبيب تخدير متخصص واحد فقط ، يلعب هذا المحترف دورًا حاسما في إدارة ومراقبة التخدير أثناء العمليات الجراحية المبرمجة..
بالإضافة ان هذا الطبيب لا يجد وقتًا للراحة أو أخذ فترات راحة ويتجلى التزامه القيام بواجبه وتفانيه في ضمان سلامة ورفاهية كل مريض تحت رعايتهم بلا كلل. على الرغم من الظروف الصعبة، يتعامل طبيب التخدير الوحيد مع كل حالة بدقة، ويقوم بمهارة بمهام متعددة في وقت واحد، ويصبح حضوره الذي لا يقدر بثمن أكثر وضوحًا في حالات الطوارئ عندما تكون الحياة على المحك.
وجب على المندوب الإقليمى للصحة مكاتبة المسؤولين عن القطاع ببنى ملال ، اضعف الإيمان ، من اجل ايجاد حل لهذا المشكل ..وسد الخصاص...
قسم أمراض العيون هو الآخر، قسم حيوي ، يشرف عليه أطباء اخصائىين متمرسون ذووا خبرة واسعة في مجال الجراحة وتصحيح البصر والقرينة والجلالة والشبكة .. ،ونذكر ــ على سبيل المثال : الدكتورحيتى و الدكتورعماد.
إنهم مؤهلون بشكل لا يصدق لمعالجة كافة المشكلات المتعلقة بالعيون، سواء كانت تلك المشكلات طارئة أو طويلة الأمد ، خبراء لديهم المعرفة والمهارات لإجراء الجراحات ،ويشرفون على كافة جوانب العلاج والتشخيص لمرضى العيون، حيث يقدمون الرعاية الطبية المهنية والشاملة التي تضمن راحة المرضى وصحتهم.
ونختم جولتنا بجناح الولادة حيث ان هذا القسم كان بالأمس القريب عبارة عن مرتع للفوضى يوم كان التسيير بين يد ممرضة حولته الى " كابوس " وكم من امرأة حامل انتقمت منها وارسلتها الى المستشفى الجهوي ببنى ملال ؟ وكم من زوج قدمت ضده شكاية "إهانة موظف .."
لا يهم ، للتذكير فقط .. وما يهمنا اليوم ان هذا القسم تم تنقية من الشوائب بفضل المسؤول الإقليمى ومدير المؤسسة ، بجلب أطباء أخصائيين يعملون بتعاون مع فريق من الممرضات والقابلات لضمان سلامة النساء الحوامل بحيث يلجئون الى تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأمهات والأطفال.. يقومون بفحص صحة الجنين ومراقبة تطوره خلال فترة الحمل ...ويتمتع هؤلاء الأطباء بالمهارات والمعرفة اللازمة لإجراء العمليات القيصرية والولادة الطبيعية والتتبع وتقديم الرعاية المناسبة للحالات التي تحتاج إليها المرأة الحامل.. ويعتبر من أهم الأقسام في المستشفى ، يوفر الرعاية السريعة والفعالة للحالات التي تحتاج إلى التدخل الجراحي عكس ما كان ، يوم كان القسم ينقل النساء الحوامل بمعدل اربع الى خمسة رحلات الى المستشفى الجهوي ببنى ملال او الجامعي بمراكش . . إن وجود مجموعة من الأطباء المتخصصين بهذا المستشفى ، يعزز الثقة والاطمئنان لدى الأمهات ويضمن توفير الرعاية الصحية الأمثل لهم...