أزيــلال 24 : التبوريدة تكسر سكون جبال ازيلال على هامش مهرجان فنون الاطلس
أزيلال 24 :عبد العزيز المولوع
"الِّلي قَالْ الْعَرْسْ سَاهَلْ يَسْقِي لِيهْ غِيرْ مَاهْ"، مثل شعبي قوي بدلالاته على مستوى صعوبة تنظيم "الأَعْرَاسْ" المغربية، من خلال توفير متطلبات الإقامة والمأكل والمشرب وخلق أجواء الفرح وضمان شروط الإستقبال الجيد وراحة واطمئنان كل المدعوين والضيوف من الأهل والأحباب.. فما بالك أن تكون الدعوة عامة ومفتوحة في وجه عشّاق فن ورياضة التّْبَوْرِيدَةْ من مختلف مناطق المغرب الوافدة على مهرجان فنون الاطلس بمدينة ازيلال ، في دورته الثانية عشرة التي امتدت من 26 إلى 29 يوليوز 2023.أربعة أيام استقطبت عشرات الالاف من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، والأسر المصحوبة بكل أفراد عائلاتها شيبا وشبابا وأطفالا، سواء من داخل الوطن أو على مستوى جاليتنا من مغاربة العالم الذين حجوا بكثافة للاستمتاع بعروض التبوريدة، حيث دكت خيولهم الجميلة محرك البارود بسنابك الخير، وزلزلت بدوي "لمكاحل" سكون المنطقة ببارود الفرح.طبعا أغلب علامة الخيل الذين تمت دعوتهم (52 سربة)600 فارس تقريبا للمشاركة في النسخة الثانية عشرة لمهرجان "فنون الاطلس " من مختلف مناطق جهة بني ملال خنيفرة وخارجها أبانوا عن إمكانياتهم وخبرتهم وقدرتهم على محاورة الخيل من خلال اللعب بالكيفيات وحركات الطرق التي ينتمون لمدارسها بلغة نابعة من عمق معجم تراثنا الأصيل في علاقة بكل ما تزخر به الصناعة التقليدية من منتوجات ذات الصلة، حيث كان فرسان البارود في مستوى اللحظة الجميلة خصوصا أن حضور ومشاركة العديد من علامة الخيل الذين حققوا منجزات تاريخية بعدد من المسابقات الوطنية .
على طول أيام مهرجان "فنون الاطلس " كانت جنبات ملعب الفروسية تمتلئ عن آخرها قبل موعد انطلاق عروض التبوريدة ، فضلا عن الحشود الغفيرة التي كانت تتابع وقوفا عروض سنابك الخيل والبارود من مساحات عريضة ، بعد أن فتح ميكروفون التنشيط شهية الجمهور على تلقي معلومات ترتبط بالفروسية التقليدية (خيول وسروج وألبسة تقليدية ومكاحل وبارود...) حيث أضحى العشاق يسبقون توقيت العروض للحصول على مكان يسمح بالمتابعة بشكل افضل.من أقوى اللحظات المتميزة والتي سيذكرها التاريخ ويوثقها أرشيف مؤسسة جمعية المهرجان الصيفي لازيلال ، تلك اللحظة الجميلة التي اشرف فيها عامل اقليم ازيلال مرفوقا برئيس المجلس الجماعي وشخصيات مدنية وعسكرية على تكريم قيدوم فرسان التبوريدة باقليم ازيلال موحى وحدو اشيبان الذي ابدع لسنوات في ركوب الخيل اختلطت فيها مشاعر الإفتخار والزهو بما قدمه هذا الفارس لفن التبوريدة ، كانت لحظة عاطفية امتزجت فيها دموع الفرح واستحضار قيم تامغربيت استحق فيها موحى وحدو اشيبان هذا التكريم نظير بصمته على علو كعبه في ميدان التبوريدة المغربية الأصيلة لعشرات السنين .